الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2017-12-10 الساعة 14:37:03
سياسة تكسير المصابيح
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 20 من ربيع الأول 1439 هـ - 8 من كانون الأول 2017 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم مُلاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: ﴿فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفسَكَ عَلى آثارِهِم إِن لَم يُؤمِنوا بِهـذَا الحَديثِ أَسَفًا﴾ [الكهف: 6].

معاشر السادة: لا يستطيع ذو خلق أن يَتهم محمداً بأنَّه كان يُريد برسالته بسطة في المال أو بسطة في الجاه أو حظاً من حظوظ الدنيا، والمعروف في سيرته أنَّه كان أعلى الناس هتافاً بتوحيد الله وتمجيده، وأغير الناس ضد نسبة الشركاء والشفعاء إليه، وأرغبهم في تنفيذ أمره وتوقير وحيه، وإبعاد الأهواء عما شرع للخلائق، وقد كان يحزن إلى حد الاعتلال لصدود الجهال عنه، ويأسف لمضيِّهم في عماهم، ولكن الله عرفه أنَّه مُكلف بالبلاغ وحسب، حيث خاطبه سبحانه بقوله: ﴿طه * ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقى * إِلّا تَذكِرَةً لِمَن يَخشى﴾ [طه: 1-3]، وأفهمه أنه لا ينبغي له أن يقود النَّاس قسراً إلى الصراط المستقيم، وأن حماسه وإخلاصه لله لا ينبغي أن يَحملانه على هذا المسلك، حيث خاطبه سبحانه بقوله: ﴿وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهُم جَميعًا أَفَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّى يَكونوا مُؤمِنينَ﴾ [يونس: 99]، لكن أتباع الأديان الأخرى أدركوا الخطر مِن الدعوة الجديدة، ورأوا أن ترك صاحبها يتحدث معناه انصراف الناس عنهم، فإن الإسلام له بالنفس الإنسانية قَرابة، إنها صدى الفطرة، ولذلك فإن العقل يتقبله على عجل، والقلب يرهب فيه دون تكلف، من أجل ذلك اتخذ أعداء الإسلام طرقاً عديدة للصد عنه، ولو كانت هذه الطرق مُقارنة دليل بدليل لرحب الإسلام بهذا النزال، واطمأن إلى نتائجه، لا، إنَّ الأمر مشى على سياسة الصَّلَف والتَّحدي التي لا يُحسن الأقوياء غيرها، وإلى سياسة التكبر والعجرفة أشار القرآن بقوله سبحانه: ﴿وَقالَ الَّذينَ كَفَروا لِرُسُلِهِم لَنُخرِجَنَّكُم مِن أَرضِنا أَو لَتَعودُنَّ في مِلَّتِنا﴾ [إبراهيم: 13].

إنَّ هذه السياسة فَرضت على النبي الصبور المكافح أن ينتصب للدفاع عن رسالته وعن المستضعفين الذين اضطهدوا معه لاعتناقها.

إذا كنت تمشي في الظلام ومعك مِصباح يضيء لك الطريق فإنَّك قد ترفع مِصباحك ليهتدي غيرك معك، وإن كره أحد الانتفاع بسناك فليتعسف السير وحده، وليتعرض للحُفَر والمهالك ما شاء له هواه، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله سبحانه: ﴿قَد جاءَكُم بَصائِرُ مِن رَبِّكُم فَمَن أَبصَرَ فَلِنَفسِهِ وَمَن عَمِيَ فَعَلَيها وَما أَنا عَلَيكُم بِحَفيظٍ﴾ [الأنعام: 104]، ولكن ما العمل إذا حاول سَفيه يَهوى الظُّلمة أن يَكسر مِصباحك وُيطفئ شعاعك؟! أليس مِن حقك أن تُقاتله لِتَستبقي الهدى لك ولغيرك؟! إنَّ ذلك ما فعله النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد بَيَّن لنا القرآن الكريم أنَّ أهل الظَّلام يَكرهون النُّور ويُحاربون أصحابه، لأن هذا النُّور هو الذي يَكشف لهم عوراتهم وعيوبهم ويفضح نفاقهم وفسادهم، وإلى هذه الحقيقة أشار القرآن بقوله سبحانه: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّـهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [الصف: 7-9].

إنَّ الذين يُؤيدون سياسة تكسير المصابيح هم أشد الناس بُغضاً لمحمد وكرهاً للرسالة التي جاء بها، وهُم يُدركون أنَّ النُّور عَدوهم، لأنه يَكشف ويفضح باطلهم وحماقتهم.

لقد شرع النَّبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام، فانظر إلى دعوته، أترى فيها إثارة لمجد شخصي أو تطلعاً لغاية دنيوية؟! ثم انظر في القتال الذي خاض مَيدانه، هل تراه مُعتداً بقوته أم مستنداً إلى قوة الله وحوله وقوله؟! هل تراه يبغي شَيئاً غير إعلاء كلمة الله وإخراج الناس من الظلمات إلى النور؟! هل تراه يقول الويل للمغلوب، أو تراه يجعل الظروف تقول ذلك؟!

تعالوا لتستنطق التاريخ العادل:

كانت مَعركة بدر أول قتال وقع بين الإسلام والوثنية، وذلك بعد خمسة عشر سنة مِن بدء الدَّعوة، كيف كان حال المسلمين خلال هذه المدة؟ كانوا مَهدري الحقوق، وكانوا هدفاً قريباً لكل ذي عدوان، وكان الرسول يَشكو إلى الله ضعف قوته وقلة حيلته، ورفض الجاهليون الاعتراف بعقيدة التوحيد، وأُخرج المسلمون مِن مكة وهي الحرم الآمن، وكَشَّرت الوثنية عن أنيابها وأعلنت أنَّ الهوان والطَّرد نَصيب كل مَن يدخل في الإسلام، فهل يَلوم أحد المسلمين إذا تصدوا لهذا التَّحدي وقَرَّروا الوقوف أمامه في حدود قُواهم القليلة؟! وماذا يَفعلون؟ لقد ارتقبوا فَرجاً مع الغد المجهول، وجاء هذا الفرج مِن حيث لا يحتسبون، فقد فَرضت الظُّروف على المسلمين معركة بدر دون أن يَستعدوا أو يُخططوا لها، وشعر فريق مِن المؤمنين بالكره البالغ لهذا القتال المفروض، وتقدم المشركون للمعركة وهم واثقون مِن دحر الإسلام وإطفاء نوره، وشعر النَّبي صلى الله عليه وسلم أنَّ التَّصدي لهؤلاء ما مِنه بُدٌّ، وأنَّ جِهاد الماضي الـمُرِّ بالغ قمته اليوم، وأنَّ حُكم الله قد تتمخض عنه هذه السَّاحة التي مَهدها القدر، فاتجه النَّبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه يَنشد النَّجدة والحمى، حتى أنَّ أبا بكر رضي الله عنه أخذ بِيد رسول الله فقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألححت على ربك، فخرج النَّبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾ [القمر: 45-46].

كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يَشعر أن قريشاً أقبلت بكبريائها وبطرها تُريد أن تتوج اضطهادها للإسلام بيوم أغبر، وكان يعلم أن جماهير المؤمنين صَابروا البأساء والضراء أمداً طويلاً، وهم متشبثون بدينهم في وجه عناد شديد، فنظر إلى حالتهم قبيل القتال المرتقب وقال: ((اللهم إنهم جِياع فأشبعهم، اللهم إنهم حُفات فاحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم))، لقد كَلَّفهم الإيمان الكثير من الصبر طوال السنين التي مضت، ولم يَكن يدري المؤمنون أنَّ الله جل جلاله قد تأذن بتغيير الوضع كله، فأغرى قُريشاً بدخول معركة هي أغنى الناس عنها، ووضع المسلمين أمام أمر واقع لا يستطيعون عنه حولاً، لمَ؟ لأن الله جَلَّ جلاله يُريد أن يُحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين، وهكذا استجاب الله لاستغاثة نبيه، وتنزل النَّصر المفاجئ، فكان صَاعقة كسرت ظهر الباطل، وجائزة ملأت أيدي المؤمنين بالخير، وصبغت وجوههم بالبشر والطمأنينة.

إنَّ أطماع الدنيا لم تكن أمل هؤلاء الرجال الكبار، وإن الموت مِن أجل مبدأ جليل هو ما غرسه نبي الرحمة والملحمة فيهم، وهو أسعد نهاية يَختم بها المؤمن حياته، وبذلك التَّجرد لله تَكوَّنت أمة وراء نَبيها، تَنصر الحق ولا تبالي بأنصبتها مِن الدنيا.

يا سادة: إنَّ الشُّرفاء في الأمة العربية والإسلامية اليوم يُدركون أن أعداء القضية الفلسطينية وأعداء محور المقاومة يتبعون سياسة تكسير المصابيح، لأنهم يُريدون أن يعم ظلام القتل والخراب والدمار في الشرق الأوسط، وإنَّ ما يُسمى بالتحالف الإسلامي العسكري الذي دعا إليه النظام السعودي الغاشم هدفه الأول والأخير هو تَحطيم المصابيح التي تُضيء طريق المقاومة، وإطفاء شعاعها من نفوس أبناء هذه الأمة، لكن الله جل جلاله هَيَّئ رجالاً على مَرِّ العصور والأزمان، يُدافعون بكل تجرد عن طهارة تراب أوطانهم، بالكلمة الحق، وبالبندقية التي تُعلم الأقزام أنَّه لا ينبغي لهم أن يَعتدوا على القِمم الشامخة.

ما حدث مُنذ يومين من قرار "ترامب" الصهيوني العدو الحاقد، مَا حدث مِن توقيعه وإقراره بأن القدس عاصمة لليهود، هَزَّ الشعوب العربية، وحَرَّك مَشاعر الشُّرفاء في هذا العالم، ونحن كنا وما زلنا نتمسك بمبدأ تحرير فلسطين، والدفاع عن أرض فلسطين الحبيبة، واليوم لا نُريد مِن العرب أبداً لا نريد من العرب على الإطلاق، ونقصد بهم الحكام الخونة الذين وضعوا أيديهم بأيدي الكيان الصهيوني، ومع الأسف لقد وصف اليهود قرار "ترامب" بالشجاع، لا أبداً، ليس بشجاع، لولا خيانة العرب، لولا تمزق العرب، لولا تخاذل العرب لَمَا تجرأ "ترامب" أن يَصطاد في الماء العكر في هذه الأيام، فإننا نقول لحكام العرب الذين تَخاذلوا مع الكيان الصهيوني، والذين رضوا لأنفسهم أن يكونوا خُدَّاماً صغاراً عند "ترامب"، نقول لهم: لا نُريد تنديداً، لا نُريد عقد مؤتمرات، لا نريد شعراً وبلاغة وفصاحة، لا نُريد خِطابات الشعوب العربية اليوم، والشرفاء في هذا العالم اليوم يُريدون أن يَروا بندقية تَدُكُّ عُنق الصهاينة، يريدون أن يروا دبابة تهز كيان الصهاينة، يُريدون أن يَروا طائرة تَقصف كيان الصهيونية العالمية، هذا الذي يُريدوه، هذا هو الذي تريده الشعوب العربية، هذا هو الذي يُريده الشُّرفاء في هذا العالم، فلو كان الملك الأردني أو النظام الأردني عنده ذَرَّة ضَمير وعنده ذَرَّة كَرامة لأمر اليوم بتحريك جيشه للدفاع عن الأقصى الشريف، يَدَّعي بأنَّه هاشمي، ويَدَّعي بأنَّه يَنتسب إلى رسول الله، وهو أبعد ما يكون، وأبعد وأبعد ما يكون عن رسول الله.

أين دبابات العرب؟ أين سلاح العرب؟ أين طائرات العرب؟ طائرات العرب تقصف الشعب اليمني الأعزل، تقتل الأطفال، تُميت الملايين جوعاً ومرضاً، هذا هو التحالف العربي لعنهم الله، والله يَستحقون اللعنة، لعنهم الله وسَوَّد وجوههم إلى يوم القيامة، ونحن اليوم لا نُعَوِّل على هؤلاء الخونة أبداً، وعَبَّر التاريخ ما عولت الأمم والشعوب على الجبناء والمنافقين والمتخاذلين، إنما كانوا يُعَوِّلون على الشُّرفاء كأمثال صلاح الدين يوسف بن أيوب، صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه.

ونحن اليوم من على هذا المنبر، من مسجد بني أمية الكبير بدمشق، منبر العلم والعلماء، منبر المقاومة والمقاومين، نُناشد أحفاد الرجال العظماء في فلسطين الحبيبة وفي العالم أجمع، نقول لهم: يا أحفاد الشيخ أحمد ياسين، يا أحفاد عز الدين القسام، يا أحفاد جول جمال، يا أحفاد سلطان باشا الأطرش، يا أحفاد يوسف العظمة، يا أبطال هذه الأمة، يا أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، يا أحفاد الحسن والحسين، زمجروا بغضب، وهزوا أركان الكيان الصهيوني، يا كتائب عز الدين القسام، يا أيها الفصائل الفلسطينية، يا أيها الشعب الفلسطيني العملاق، أنت لا تأبى الخنوع، وأنت ما انحنيت يوماً إلا للذي خلقك، ثُوروا بركاناً في وجه هذا الكيان الغاشم، ثوروا كالبراكين، زلزلوا الأرض تحت أقدامهم، زلزلوا الأرض تحت أقدامهم، زَمجروا بغضب واستعيدوا أرض بلادي سليمة، زمجروا بغضب وقولوا للعالم هنُا الشُّرفاء وعندهم القرار، هنا الشرفاء وعندهم القرار، القرار عند الشرفاء، القرار في بندقيتهم، في رصاصتهم، في مدفعهم، ونحن اليوم نَعتز بجيشنا العربي السوري، الذي يُحارب اليهود على أرضه مُنذ سبعة سنوات، واليوم مُستعد جيشنا بفضل الله جل جلاله أن يخوض حرباً طاحنة ضد الكيان الصهيوني، الكيان الصهيوني يَتعرض على بلادنا كل يومين بضربة جوية غادرة، ويتصدى له جيشنا العملاق، وبعد الاعتداء اليهودي يجيء اعتراف "ترامب" الصهيوني بأن القدس عاصمة لإسرائيل، فجيشنا ما زال قوياً، جيشنا ما زال عملاقاً، بالعكس، اليوم جيشنا استفاد خبرات كثيرة من القتال في حرب الشوارع، استفاد كثيراً من العقول التي أتتنا من الخارج، استفاد كثيراً من أدوات القتال التي بين يديه، وهو فَوق كل ذلك يؤمن بربه جل جلاله، أن الله اسمه الحق، والحق يَنتصر ولو بعد حين، نحن نعتز بهذا الجيش العقائدي، ونعتز أيضاً برجال الله رجال المقاومة اللبنانية، المقاومة اللبنانية التي سعى الخليجيون وعلى رأسهم المتهور والأحمق النظام السعودي سعوا بكل ما أوتوا من قوة وسلطان وجاه، سعوا لأن يجعلوه حزباً سياسياً، لكننا نقول لهم: أنتم خَسِئتم أيها الصعاليك وأيها الأقزام، نحن مع المقاومة اللبنانية، نفديها بأرواحنا، نَضُمُّها ونحميها تحت جفون عيوننا، لأن المقاومة هي التي رَدَّت لنا اعتبارنا، ولأن المقاومة هي التي تَقف شوكة في حلوق اليهود الصهاينة.

يا حسن يا نصر الله، يا سيد المقاومة والمقاومين، يا حسن يا نصر الله، دك تل أبيب بصواريخك، دك تل أبيب وكلنا معك، كلنا جنودك خلفك وخلف القائد الفذ المقاوم بشار حافظ الأسد، فأنتم محور المقاومة، أبيتم وتأبون أن تركعوا لعدو غاشم، لأنكم تعرفون معنى الكرامة وتدركون معنى الكرامة، فالإنسان بلا كرامة لا حياة ولا قيمة له، نحن نُقاتل اليوم وندافع مِن أجل كرامتنا، من أجل حقوقنا، فنحن هنا في دمشق نقول للشعب الفلسطيني العظيم: نحن خَلفكم، نحن معكم، نحن مع بندقيتكم، نحن مع إرادتكم، ولسنا نحن مع مؤتمرات واجتماعات تعمل من أجل تخدير العقول والعزائم والهمم، لا، لا نريد تصفيقاً، لا نريد اجتماعات، لا نريد خطابات، نُريد سلاحاً يتحرك ضد الكيان الصهيوني، نُريد أن نَقتلع هذا السرطان الذي تغلغل في كيان وجسد هذه الأمة، نحن لا نَعترف أبداً بأنَّ القدس عاصمة لإسرائيل، هي عربية، وأشارت إليها الكتب السماوية، وفي مقدمتها القرآن الكريم، ولن نَسمح لليهود الصهاينة أبداً أن يمحوا تاريخ عيسى عليه السلام، أن يمحوا وأن يشوهوا مَهد السيد المسيح عليه السلام، وأن يُشوهوا حياة الرسل والأنبياء جميعاً، سنُدافع عن أقصانا، وسندافع عن كنسية بيت لحم مهد السيد المسيح، وسنبقى بإذن الله جل جلاله مع الكتائب الفلسطينية، مع المقاومين الشرفاء، مع كل حر شريف في هذا العالم، نضع يدنا بيده، نقف إلى جانبه، نُسانده ونعاضده ونتمسك به، لا نُبالي لا بتهديد ولا بسخرية ولا باستهزاء، نحن هنا رجال، نحن هنا أسود، تعلمنا أن نَكون أقوياء، تعلمنا أن نسير شامخين، تعلمنا أنَّ نَرفع رؤوسنا، لم نتعلم في يوم من الأيام أن ننحني وأن نركع، فَهُبُّوا يا رجال العالم، يا شرفاء العالم، هبوا اليوم وبعد صلاة الجمعة، نُصرة لأقصاكم، نُصرة لكنيسة بيت لحم، نُصرة لأهلكم في فلسطين الحبيبة، لا ترضوا أيها الشرفاء أبداً أن تُدنس امرأة في عرضها، وأن يغتصب مكان مقدس من الكيان الصهيوني الغاشم، لا ترضوا على الإطلاق، كونوا رجالاً، كُونوا أحراراً.

عِش عزيزاً أو مت وأنت كريم *** بين طعن القنا وخفق الرماح.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك, ربنا آتنا مِن لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً, اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تَكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم عليك باليهود الصهاينة ومن والاهم فإنهم لا يعجزونك, اللهم عليك باليهود الصهاينة ومن والاهم فإنهم لا يعجزونك, اللهم عليك باليهود الصهاينة ومن والاهم فإنهم لا يعجزونك, اللهم إنا نسألك أن ترينا فيهم آيات قدرتك وقهرك كما أريتنا إياها في أبرهة وجيشه, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِين﴾.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1075
تحميل ملفات
فيديو مصور