الثلاثاء 14 شوال 1445 - 23 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2017-10-15 الساعة 11:20:48
أوصاف اليهود في سورة الحشر
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 23 من المحرم 1439 هـ - 13 من تشرين الأول 2017 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّـهِ فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ([الحشر: 2].

معاشر السادة: هذه الآية تُبين لنا أنَّ اليهود كانوا مركز القوة، وأنَّ حُصونهم كانت تُخيف المؤمنين، وتدع في قلوبهم يأساً مِن أن اقتحام هذه الحصون أمر مستحيل، كانوا يَعتقدون أن حصونهم مانعتهم مِن الله، وكان المسلمون يتهيبون هذه الحصون التي أُقيمت، لكن الذي حدث كان مفاجأة، فإن الحصون خُربت والدور التي أقيمت خلفها هُدمت، وكان المؤمنون واليهود جميعاً يَشتغلون بتخريب هذه الحصون.

إذا نظرت -أيها المؤمن- في سورة الحشر فإنك تجد أربعة أوصاف نُسبت إلى اليهود:

الوصف الأول: أنهم شاقوا الله ورسوله، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله سبحانه: )ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّـهَ فَإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ([الحشر: 4]، ومعنى مُشاقتهم لله ورسوله أنهم عصوا ربهم واستباحوا حرماته وعطلوا أحكامه وشرائعه وأضاعوا حدوده وحقوقه، واليهود هم سادة هذه الخصال وأسباب انتشارها في العالمين.

الوصف الثاني: أنهم فاسقون، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله سبحانه: )مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّـهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ([الحشر: 5].

الوصف الثالث: أنهم يَخشون النَّاس أكثر مما يخشون الله، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله سبحانه: )لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّـهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ([الحشر: 13].

الوصف الرابع: أن ظاهرهم يدل على الوحدة والجماعة، ولكن سَرائرهم مُتفرقة ممزقة يَكره بعضهم بعضاً، وليست بينهم عقيدة جامعة ولا وحدة فكرية أو عاطفية تربط بينهم، وإلى ذلك أشار القرآن بقوله سبحانه: )لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ([الحشر: 14].

هذه هي الأوصاف الأربعة في سورة الحشر التي تَحدثت عن أخلاق اليهود عندما هُزموا، وهذه الأوصاف تَدُلُّنا على أنَّ اليهود قد استجمعوا ما يُؤهلهم للضياع وما يرشحهم للغضب الإلهي.

وهنا سؤال يطرح نفسه: هل الأمم تتوارث الأخلاق النفسية والتقاليد الاجتماعية والخصائص الفكرية والسياسية مِن جيل إلى جيل؟.

قد يحدث هذا وقد لا يحدث، وإذا حدث فإن السَّابق واللاحق يَشتركان في نتيجة واحدة، وربما لا يحدث هذا، فيكون مَن جمع خصال الشَّرِّ جَديراً بأن يَجني الشَّرَّ، ومَن استجمع خصال الخير كان جديراً بأن يجني الخير.

ومعلوم أن اليهود يوم خَرجوا مِن مِصر كانوا أَذِلَّة، لأنهم مرنوا على أن يوطؤوا ظهورهم ويحنوا رؤوسهم، ولذلك ما أفلحوا في قتال ولا شرفوا موسى عليه السلام فيما قصد إليه مِن معارك، بل قالوا له: )فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ([المائدة: 24].

قال المؤرخون: ]إنَّ الله أتاههم في سَيناء أربعين سنة، حتى هلكت الأجيال الجبانة، ونبتت أجيال شُجاعة استطاعت أن تحمل رسالة موسى، وأن تسير على المنهج الذي يُرضي الله جل جلاله[.

لقد بَيَّنت سُورة الحشر أنَّه لا يجوز للمسلمين أن يَسلكوا مَسالك اليهود، ولا أن يَقعوا بما وقع اليهود فيه، وبَينت السُّورة أيضاً أنَّ الله أنزل القرآن الكريم عَقيدة وشريعة، وأنَّ الأمة التي تجعله رايتها وتَمشي تحت لوائه لا بُدَّ أن تَسمو وتزكوا، ولا بد أن تنتفع وترتفع.

إنَّ اليهود قتلة الأنبياء ونقضة العهود، وقد حدثنا علماء السيرة أنَّ اليَهود حاولوا مرات عديدة أن يَقتلوا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي كانَوا يظهرون الوُدَّ ويُضمرون الحقد.

لقد ذهب النَّبي صلى الله عليه وسلم إلى اليَهود لِيطلب منهم المعاونة في دِيَة قتيلين كما تقضي المعاهدة المبرمة بين المسلمين واليهود، ولقد أجاب اليهود إجابة حسنة، وأظهروا كأنهم يَستعدون لجمع الدِيَة وتسليمها للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، واستند النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى جدار ينتظر الوفاء، ولكنه وهو المحفوف برعاية الله عَرَف أنَّهم يتآمرون عليه، وفعلاً لقد قال بعض اليهود للبعض الآخر: "لن تَجد الرَّجل مُستغفلاً كحالته هذه، فليذهب أحدكم بصخرة وليُلْقِهَا عليه مِن السَّطح لِيُريحنا منه"، وعرف النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المؤامرة، فترك المكان على عَجل، ثم فَرض بعدها الحصار على بني النضير الغادرين الحاقدين.

وإلى جانب هذه المكائد كان مجتمع المدينة مجتمعاً يضم المؤمنين والمنافقين، حيث كان المنافقون يميلون بقلوبهم إلى اليهود، ويتظاهرون بأنهم على الإيمان، حيث قالوا لليهود: "اثبتوا في مواقعكم، إن الحصار الذي سيضرب عليكم لن يدوم طويلاً، وسوف نشترك معكم في القتال حتى نفض هذا الحصار"، وأطبق المسلمون الحصار على اليهود، وشَدَّدُوا عليهم الخناق، وتمخض الحصار عن نَصرٍ مُؤزر للمسلمين، أما المنافقون الذين كانوا يُلَوِّحُون بتدخلهم ويُشعرون اليهود بأنهم معهم تخاذلوا، وإلى هذا التخاذل أشار القرآن بقوله سبحانه: )أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ ([الحشر: 11-12].

هذه السورة تُعلمنا أنَّ الله جل جلاله لما نَصَرَ عقيدة حُرَّة عادلة مُنصفة نصرها على قوم يتصفون بالفسق وبالمجاهرة بالمعصية، ويتصفون بالقتل والغدر والخيانة، النَّصر هنا لأحوال ولرجال، والهزيمة هنا لأحوال ولرجال، ومعنى ذلك أنَّ المسلمين إذا فسقوا وإذا شَاقُّوا الله ورسوله، وإذا كانوا في ظاهرهم كياناً واحداً وفي باطنهم أحزاباً مُتفرقة، وإذا كانوا يَخشون النَّاس أكثر مما يخشون الله؛ فإنهم عندئذ ليسوا أهل نَصْر.

إنَّ الصفات الدَّنيئة التي تَخَلَّق بها اليهود على مر العصور جعلت القادة والمفكرين والعباقرة يَرفعون أصواتهم مُحَذِّرين مِن اليهود ومِن مُرَاوَغَتِهِم، فهم يُراوغون كما تُرَاوِغُ الثَّعالب.

قال الصحفي الأمريكي الشهير "سيمور هيرش": ]اليهود أبرع الخَلق في المساومة، فقد أغاروا على جيوب الأمريكيين وسرقوا ما فيها دون أن ينتبه أحد إلى ذلك[.

وقال القسيس الألماني "مارتن لوثر" عن اليهود: ]لقد لقنهم آباؤهم وحاخاماتهم منذ نُعومة الأظفار الكراهية السَّامَّة لكل غريب عن دينهم، وما زالوا حتى يومنا هذا، فلتكن -أيها المسيحي- على ثقة مِن أنَّه لَيس هُناك مِن عدوٍّ لك بعد الشيطان سِوى اليهودي السَّام ببغضائه القاسي بحقده[.

وقال "هتلر": ]ما مِن فِعل مُغاير للأخلاق وما مِن جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود فيها يد[.

ألا تستغرب -أيها المسلم, أيها العربي- مِن حال الحُكَّام الذين يَضعون أيديهم بأيدي اليهود الصهاينة؟! ألا تشعر -أيها المسلم, أيها العربي- بالخجل والعار عندما تَجد مَن يتسترون بعباءة الإسلام، يَكنون المحبة والمودة لليهود الذين حاربوا النَّبي صلى الله عليه وسلم وحاولوا قتله، هل تَجانست أفكارهم وأعمالهم أم أنها تَنَاجَسَت؟!.

لقد بلغ مِن حقد اليهود على النَّبي صلى الله عليه وسلم أنَّهم كانوا يقولون له إذا دخلوا عليه: "السَّام عليك"، كما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رَهطاً مِن اليهود دخلوا على النَّبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له: "السَّام عليك أبا القاسم"، فقال: ((وعليكم, وعليكم))، فقالت عائشة: (بل عليكم السَّامُّ واللَّعنة, بل عليكم السَّامُّ واللَّعنة)، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((مَا لكِ؟)) قالتُ: (أولم تسمع ما قالوا؟!)، فقال: ((فَلَم تَسمعي ما قُلتُ: وعليكم)).

هؤلاء هم اليهود، إِنَّهم خونة، وإنهم غادرون وماكرون، وجدير بالأمة العربية والإسلامية اليوم أن تعرف أن اليهود هم أعداؤها أولاً وأخيراً، أن تعرف أن اليهود هم السَّرطان الذي تمدد وتفشى وانتشر في كيان وفي جسد الأمة العربية والإسلامية، ولن يَستقر حال الأمة أبداً، ولن يستقيم أمرها؛ إلا إذا ما تَمَّ استئصال هذا المرض وهذا السرطان الخطير.

لكنك تعجب والله تعجب، عندما تجد العرب نعني بذلك الحكام الذين يَضَعُون أيديهم بأيدي اليهود الصهاينة، ونعني بذلك المسلحين المجرمين كداعش وفاحش والنصرة وغيرها مِن التنظيمات الإرهابية التي قامت وأُنشأت بكيان صهيوني وتحت إشراف صهيوني واضح، إنَّك لَتَعجب مِن هؤلاء كيف يَضعون أيديهم بأيدي اليهود الصهاينة.

أما بَكَيت -أيها المسلم- في مُنتصف هذا الأسبوع, أما بَكيت -أيها العربي- في منتصف هذا الأسبوع، عندما اقتحم اليهود الصهاينة ساحات المسجد الأقصى وعربدوا ودنسوا فيه؟! أين الجامعة العربية؟ أين الأنظمة العربية التي تُندد بهذه الأفعال الدَّنيئة؟ مع أنَّنا لا نُريد تنديداً، نُريد صواريخاً تَدُكُّ تل أبيب. لا نُريد تنديداً، نُريد دَبَّابات مِن جيوش عربية تتوجه لاجتياح فلسطين. لا نريد تنديداً، نُريد مِن الذين يَحمون إسرائيل ويصونونهم أن يَكفوا عن ذلك. نَدَّدنا عشرات السنين واستنكرنا عشرات السنين، فكان بَعد هذا التَّنديد وذاك الاستنكار أن تَوسعت الاستيطانات، أن تفرعن "نتنياهو" أكثر مما هو متفرعن، أن تفرقنا وتمزقنا أكثر وأكثر، كم كُنَّا نفرح ونَشعر بالسَّعادة وترتفع معنوياتنا عندما كُنَّا نَجد الفدائيين الفلسطينيين مِن كتائب عز الدين القسام ومِن غيرهم مِن الرجال المقاومين يُفَجِّرون أنفسهم في تلك العمليات الاستشهادية باليهود الصهاينة، كم كُنَّا تَرتفع معنوياتنا عندما نَرى ذلك، عندما نرى اليهود يُقتَلُون لأنهم اعتدوا على أرضنا وحقوقنا، أمَّا اليوم لقد استطاع اليهود أن يُحَوِّلُوا تلك العمليات الاستشهادية إلى عمليات انتحارية تَقتل بعضنا البعض.

أمر عجيب وأمر غريب، هؤلاء الحمقى والمغفلون والدَّجالون، دَجَّالو القرن الحادي والعشرين، الذين يسمون أنفسهم بالجهاديين، أيها الحمقى أيها المغفلون، أيها الصهاينة الماكرون: هل ضعتم؟ أو ضاعت عنكم البوصلة بوصلة فلسطين؟ إذا كنتم تُريدون الجهاد فأقصانا الشريف منذ ما يزيد عن ستين عاماً يقول لكم: أنا هنا، أنا أدنس، كرامتي تُنتهك، قبلة المسلمين الأولى هنا، لكن أين أنتم؟ أين أنتم؟ هو يَصرخ، أقصانا يصرخ، فلسطين تصرخ، تقول: أين أنتم؟ وهل تدري أين نحن –أيها العربي, أيها المسلم-؟ نحن في اليمن مع الأسف، تجد التَّحالف العربي، ما يسمى بالتحالف العربي، يَقتل الشعب اليمني الأعزل، في العراق يَقتلون ويُدمرون، في سوريا يَقتلون ويُدمرون.

ما فُعل وما حدث في قيادة الشرطة في مدينة دمشق أمر يندى له الجبين، هذه التفجيرات الجبانة والله لن تزيدنا إلا قوة، لن تزيدنا إلا عزيمة، ورحم الله الشهداء، ورحم الله رجال الشرطة الذين وقفوا بحق وبصدق وأمانة إلى جانب وطنهم الحبيب سوريا، وقامت آنذاك البارحة حدث هناك تفجير بالمهجرين مِن دير الزور في ريف الحسكة، حيث قامت دواعش -لعنة الله عليهم وعلى كل مَن يشد على أيديهم وعلى كل مَن يُؤيد منهجهم ويدعمهم ويؤيدهم ويساندهم- قاموا بتفجير سيارتين مفخختين بالمهجرين، راح ضحيتها العشرات مِن الأطفال والنساء.

أيها المجاهدون الصَّهاينة الذين تُسمون أنفسهم بأنكم مجاهدون: أنتم خونة، أنتم ساقطون، أنتم تُعربدون على حساب دم الأمة العربية والإسلامية وعلى حساب كرامتها أيضاً، إذا كنتم تريدون جهاداً ها هي فلسطين، اذهبوا إلى هناك، واتركوا بصمة لكم في حياتكم وفي تاريخكم، إن كان لكم تاريخ مُشَرِّف، اتركوا بصمة أنَّكم حَرَّرتم يوماً ما الأقصى الشريف، أو أنَّكم وَجَّهتم بُندقيتكم في يوم ما إلى صُدور اليهود الصهاينة.

أيها العربي, أيها المسلم: اليهود يُخططون ويمكرون، ولكننا نحن مع الأسف نائمون غافلون، ونزداد تَفَرُّقاً وتَشَرذُمَاً يوماً بعد يوم، فهل مِن عودة إلى كتاب الله الذي بَيَّنَ لنا حقيقة اليهود، وفضح نواياهم الخبيثة؟! هل مِن عودة حقيقية جَادَّة لِتَعُودَ لنا عِزتنا وكرامتنا، ولكي يَسودَ مَجدنا على مَر التَّاريخ والأيام؟!.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.


 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك, ربنا آتنا مِن لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً، اللهم إنا نسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تَكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنَّا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1086
تحميل ملفات
فيديو مصور