الجمعة 10 شوال 1445 - 19 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2017-09-11 الساعة 07:36:40
اللغة العربية لغة الإسلام ولسان الوحي
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 17 من ذي الحجة 1438 هـ - 8 من أيلول 2017 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِين * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين * عَلَى قَلبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الـمُنذِرِين * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين( [الشعراء: 192-195].

معاشر السادة: اللغة العربية هي لسان الوحي، وهي اللغة الرسمية للإسلام، وفرض على العرب أن يتعلموها وينشروها، والحق أن عالمية الرسالة تقتضي عالمية اللغة، ومِن هنا أقبل المسلمون الأوائل على نشر اللغة العربية مع الإسلام، وبذلوا مِن أجل ذلك جهداً مشكوراً، كما أن الأمم الأخرى نَشطت إلى إجادة اللغة العربية والمهارة في كتابتها والنطق بها.

ولما كانت العُروبة تعني اللسان لا الذم، فقد أضحى كل مُتكلم باللغة العربية عربياً ديناً وجنساً، وضارع العرب الأضحى في كل شيء، بل سبقهم بتفوقه العلمي، فأمهم في المساجد وعلمهم علوم الكتاب والسنة، وبدا في أيام التابعين ومن بعدهم أنَّ الأعاجم سَادوا العرب في تلك السَّاحات المفتوحة، بل إنَّ الجماهير ما وجدت أي حرج في إقرار هذا الوضع، فإنَّ التَّعصب للعِرق لا يَعرفه الأتقياء الأنقياء، وَسِمات الإنسانية العامة الشائعات في الكتاب والسنة جَعلت الفاتحين يَذوبون في البلاد المفتوحة، وصار الكُلُّ عُرباً مُسلمين، لا فرق بين أصيل ودخيل، فالقرآن الكريم هو الذي صَهرهم في بوتقة واحدة، وهو الذي جَعل لِسانهم لساناً واحداً، فكان هذا الانصهار وهذا اللسان قوة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

وهكذا حمل الناطقون باللغة العربية علوم الكتاب والسنة وقاموا بنشرها وتعليمها، وبهؤلاء حفظ الله هذا الدين مِن التزوير والتحريف والتأويل الباطل، وقد أخبرنا النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم أنَّه سيحمل هذا العِلم مِن كل خلف عُدُولُه، عندما قال في الحديث الذي رواه البيهقي: ((يحمل هذا العلم مِن كل خلف عُدُوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)).

لما رأى الغرب أن اللغة العربية تتوسع دائرتها يوماً بعد يوم، وأن هذا التوسع يزيد العرب والمسلمين قوة، فكان هدفه الأول أن عمد إلى قطع هذه الأمة بحبال اللغة العربية، فإنَّ المرء بَعد أن يفقد الإيمان واللسان، أو بعد أن يفقد أصوله الروحية واللغوية، يُمكن حسبانه مؤقتاً في عداد المفقودين، بيد أن الغزو الثقافي والعسكري لا يَنتهي به إلى هذه النتيجة، ثم يَتوقف لا إنَّه يُعده سماداً لجيل آخر له عقيدة أخرى ورطانة أخرى، كما تتحول الفضلات الحيوانية إلى تربة جديدة لكيان آخر، مَقطوع الصلات بالماضي القريب والبعيد معاً، والسياسة التي اختطها الغرب المكار تبعث على العجب والاستغراب، فعندما احتلت بَريطانيا الجمهورية العربية المصرية جعلت الإنكليزي "دوغلنس دوغلو" يمسك بناصية التعليم في مصر، ولا بأس في سبيل القضاء على اللغة العربية أن يُستعان بأوروبيين يُعينون في مؤسسات مصر الثقافية، كمثل المستشرق الألماني "ويلهيلم سبيته" الذي وُظِّف بدار الكتب المصرية، وكان أول مَن دعا إلى نبذ اللغة العربية وألف كتاباً عن قواعد اللَّهجة العامية في مصر، وتبع هذا الموظف في محاربة اللغة العربية موظف ألماني آخر هو "كارل فولرز" الذي عُين أميناً للمكتبة الخديوية في القاهرة في أواخر القرن التاسع عشر، وعلى أثر ذلك تَبَنَّى أفكار الجميع عَدد مِن الأدباء العرب الحاقدين على القرآن ولغته، وكانت صَيحاتهم لِهَدم المواريث الأولى لا يَنقطع صداها، فذوبان هؤلاء الأدباء في أوروبا يَعني بداهة طرح القرآن ولغته، وإيجاد نبتة مُهجنة تستخف بتكاليف الإيمان وأواصر الفصحى، وقد اتسعت هذه الدائرة، ووجد الدَّاخلون فيها كل تشجيع مادي وأدبي، وأُزيح مِن أمامها العوائق، بل كَثرت مِن ورائها الدَّوافع، حتى كادت تستولي على مقاليد الأمة في كل ميدان، لولا أنَّ الصحوة الإسلامية التي تَتجدد بها أمتنا على امتداد القرون تَيقظت للخطر الدَّاهم، وهَدمَت مَنابعه ما استطاعت، ولولا أنَّ الله تَكفل بحفظ هذا القرآن، عندما قال سبحانه: )إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون( [الحجر: 9]، فلولا حِفظ الله لهذا القرآن لانتصرت اللغة الأعجمية على اللغة العربية، ولهوت الأمة إلى هاوية ليس لها قرار.

إنَّ العرب والمسلمين لما ضَعف إيمانهم وجَفت يَنابيع اللغة في ألسنتهم، وتلوثت تلك الينابيع بالأعجمية التي تَسربت إليها، أضاعوا مكانتهم بين الأمم، وأضاعوا في الوقت نفسه عناصر حياتهم العاجلة، وفقدوا الإحساس بالجمال والقبح، وأصاب مَلكاتهم الأدبية ضُمور شائن، فانحط الشِّعر والنثر، وقل الأدباء النابغون، كما قل المؤلفون والمفكرون، وانكمش الأدب انكماشاً يُثير الاشمئزاز، وانتشرت اللَّهجة العامية على كل لسان، وعَمَّت وطمت الحروف اللاتينية كل مَكان، هذه الحالة التَّعيسة جعلت الشاعر "حافظ إبراهيم" يَستنهض الهِمَم لِذود الفناء عن لغتنا، ولذود الرطانات الأعجمية والكلمات العامية عن ألسنتنا، حيث قال في قصيدته التي عنونها تحت عنوان: اللغة العربية تنعى حظها بين أهلها:

رموني بِعُقم في الشباب وليتني * عقمت فلم أجزع لقول عداكِ

ولدت ولما لم أجد لعرائسي * رجالاً وأكفاءً وأدت بناتي

وسعتُ كتاب الله لفظاً وغاية * وما ضِقت عن آي به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة * وتنسيق أسماء لمخترعاتي

فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني * ومنكم وإن عَزَّ الدَّواء أساتي

أيهجرني قومي عفى الله عنهم * إلى لغة لم تتصل برواة

سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى * لُعاب الأفاعي في مسيل فرات

أرى لرجال الغرب عزا ومنعة * وكم عز أقوام بِعِز لُغات

يا سادة: إنَّ الغزو الثقافي يُصادف نصراً بعد نصر، وإنَّ الانحلال العربي يَلف العامة والخاصة في ردائه المهين، لقد بدأت مُطاردة اللغة العربية مع الاحتلال العسكري، وبقيت بعد رَحيل الجيوش الغازية مع ضراوة الغزو الثقافي، وواضح أنَّ خُطط الدفاع فاشلة أو مَعدومة، أين حُماة اللغة؟ أين المدافعون عن لساننا الروحي والشرعي والمادي والأدبي؟ يجب على الأمة العربية أن تُدرك أن ترك اللغة العربية في مَهَبِّ الرِّيح كبيرة مِن الكبائر، وأنَّ الأمة التي تَفقد لُغتها كالفتاة التي تَفقد عرضها، إذا كان الجسم المصاب بفقر الدم يَسقط في أول مَراحل الطريق، فإن العقل المصاب بفقر المعرفة أعجز مِن أن يُلاحق مطالب الجهاد أو يُلبي حاجات الحق.

إنَّ العالم الإسلامي اليوم مَنهوب منكوب، فتكت به عِلل الخارج وفتن الداخل، وهو فقير إلى معلمين مِن طراز جديد، ذوي علاقة ذكية قوية بكتابهم ونبيهم ولغتهم، وبالعالم الذي نعيش فيه وما يَمر به مِن قضايا، ها هي المدارس والجامعات -يا سادة- هذه المدارس والجامعات والمعاهد تَفتح أبوابها لاستقبال طلابها، وإنَّه لجدير لكل أب قادر على أن يُرسل ولده للتعليم أن يُرسله، وإنه لجدير بهذه الأمة أن تَزداد تمسكاً وأن تزداد عكوفاً على العلم، لأن أعداءنا اليوم ما تسلطوا علينا وما دَاسونا إلا بالعلم، فهم يُحاربون العلم، يُحاربون العلماء، كم اغتال الإرهابيون المجرمون مِن عُقول مُفكرة مُخترعة مُبدعة خلال هذه السنوات السبع العجاف، قتلوا الكثيرين، قتلوا الكثيرين من المفكرين والعباقرة والعلماء، قتلوا علماء كونيين، وقتلوا علماء شرعيين، وعلى رأسهم شهيد المحراب العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله، فالغرب لا يُريدونا أن نتعلم، ولا يريدونا أن نبحث، لا يريدنا أن نفكر، لا يريدنا أن نخترع، يُريدنا أن نَكون أغبياء، يُريدنا أن نكون بعيدين عن العلم عن الحضارة عن الاكتشاف عن الاختراع عن التطور، الغرب يُريد أن تغلق المدارس، وخُطط اليهود الصهاينة كانت واضحة منذ البداية، أصابع اليهود الصهاينة كانت واضحة منذ البداية، منذ بداية هذه الحرب الغادرة على هذا الوطن الحبيب، فعندنا خرج ما يُسمى بالثوار، وهم أبعد ما يكونون عن الثورة وقيم الثورة ومعاني الثورة، عندما خرج هؤلاء الصَّهاينة يَتزينون تحت هذا الشعار أغلقوا المدارس، وتعجبنا وتساءلنا: لماذا يُغلقون المدارس؟ قاموا بخطف المعلمات، وقاموا بخطف المعلمين أيضاً، وتعجبنا واستغربنا: لماذا يفعلون ذلك؟ هل هذه الحرية؟ أن يقتل المعلم؟ أن تقتل المعلمة؟ وينتهك عرضها؟ هل هذه الحرية التي يفهمها هؤلاء الأغبياء؟ تعجبنا آنذاك من ذلك، ولكن الأيام التي مَرَّت والسِّنون القاسية التي مَرَّت علينا بصعوبة بالغة كَشَفت لنا المخطط الصهيوني المخطط الماسوني، أنهم لا يُريدون لنا علماً، ولا يريدون لأبنائنا أن يتعلموا ويتفقهوا، وعلى الرغم مِن هذه الظروف وهذه المآسي الصَّعبة القاسية التي مَرَّ بها السوريون أبناء هذا الوطن الحبيب، استطاعوا بفضل الله جل جلاله، وبالتعاون مع رجال الله رجال الجيش العربي السوري، أن يفتحوا المئات من المدارس التي سيطر عليها الإرهابيون المجرمون وأغلقها التافهون المغفلون، ها هي المدارس تَفتح أبوابها اليوم، وأربعة ملايين مِن الطلاب ويزيدون يُقبلون على مقاعد الدراسة، ليتعلموا وليكونوا في المستقبل أبناء هذا الوطن الحبيب، ليكونوا في المستقبل الطبيب والعالم والمهندس والمفكر والمخترع والمبدع.

كم تتألم -أيها السوري، أيها العربي- عندما تجد عقولاً مُهاجرة هاجرت بسبب الإرهاب إلى أوروبا، واغتنم الأوروبيين تلك العقول ودعموها وزودوها وهيؤوا لها كل ما تُريد في سبيل أن يَستفيدوا مِن علمها وفكرها وذكائها واختراعها، بينما نحن هَجَّرنا بعضنا البعض، هَجَّرنا المبدعين والمفكرين، قَتَلنا الفلاسفة والعباقرة والعلماء، كل ذلك تحت عنوان الحرية، قَبَّح الله هذا العنوان، مع احترامنا الشديد والجليل لكلمة الحرية، قَبَّح الله هذا العنوان الذي زَيَّفَه أولئك المغفلون، وعلى الرغم مِن ذلك نقول: ها هي مدارس الجمهورية العربية السورية تفتح أبوابها مُشرعة لطلابها، ويُقبل معلموها ومدرسوها القديرون والغيورون والمحبون لهذا الوطن والمحبون لطلابهم ولأبنائهم، يُقبلون عليهم ليكونوا لهم يداً حَانية وسنداً قوياً، لكي ينهضوا بهم نحو العلم والمعرفة والثقافة، لِيكونوا في المستقبل القريب اليد الطولا لهذا الوطن الحبيب نحو التقدم والإعمار والخير والازدهار.

ورابع يوم العيد أو خامس يوم عيد الأضحى المبارك وَجدنا الانتصارات تتجلى على أرض هذا الوطن، وجدنا داعش هذا التنظيم الإرهابي يَحتضر هو وداعموه، عندما انتصر الحشد الشعبي والقوى الشَّريفة في عِراقنا الجليل في الموصل على داعش قال المفكرون والمحللون السياسيون: انتهت الدولة الإسلامية المزيفة في العراق، انتهى تنظيم داعش، وقالوا آنذاك: وعندما تتحرر دير الزور هذه المدينة الصامدة هذه المدينة المقاومة بشبابها ورجالها وشيوخ عشائرها قالوا: عندما تتحرر من الإرهاب ومن دنسه ومن داعميه فإن تنظيم داعش سينعى أيضاً في الجمهورية العربية السورية، وها هو تنظيم داعش نُعي واحتضر في الجمهورية العربية السورية، يخرج "ديميستورا" لِيقول للمعارضة: اسكتوا واخرسوا، لقد خَسرتم الحرب، لَقد خَسرتم الحرب، انتهى الأمر.

وإننا نتوجه إلى أهلنا الشرفاء في دير الزور، نقول لهم: لقد صنعتم أنتم الصمود والانتصار، عندما كنتم رجالاً أوفياء خلف هذا الجيش، خلف جيشكم العقائدي، خلف هذا الجيش العربي السوري، خلف أولئك الرجال، استطاع هذا الجيش أن يُحقق الانتصارات، وسيبقى علم الجمهورية العربية السورية، نقول لداعمي الإرهاب ونقول لكل مَن حمل بندقية وقتل وأجرم وأغلق المدارس وقتل المعلمين والمعلمات وقتل المفكرين والعباقرة والأذكياء سنقول لكم: سيبقى علم الجمهورية العربية السورية مرفوعاً فوق سماء هذا الوطن الحبيب، ها هو هذا العلم يَرتفع فوق سماء دير الزور الحبيبة بعد إنزاله ثلاث سنوات متواصلة، وقد ظَنَّ الإرهابيون الغافلون الحمقى أنَّه لَن يرتفع أبداً هذا العلم، لكن اليهود الصهاينة صَرَّحوا البارحة على القناة الثانية وعلى القناة العاشرة الإسرائيلية أنَّه خَابت آمالهم، وكانت توقعاتهم كاذبة عندما ظنوا وتوقعوا أن الجمهورية العربية السورية ستسقط، ولكننا نقول للكيان الصهيوني الذي ضَرب بلدة مصياف وضرب مواقع عسكرية لجيشنا العقائدي: نحن نعلم أنك أيها الملعون في كتاب الله وعلى لسان الأنبياء، أيها الكيان الغاشم نَعلم أنَّك منذ البداية مَوَّلت ودعمت ووجهت وفعلت كل الأفاعيل حتى تُسقط هذا العلم من سماء الجمهورية العربية السورية، لأن هذا العلم هو الذي يهز كيانك، هو الذي يهز كيانك، هو الذي يُصدع أركانك، سيبقى علم الجمهورية العربية السورية مرفرفاً على جولاننا الحبيب، وفي دير الزور، وقريباً بإذن الله فوق سماء الرَّقة الحبيبة، وبعدها فوق سماء الغوطة الشرقية، لِنَقول للإرهاب وداعميه: ارحلوا أيها الخونة، ارحلوا أيها الذئاب والضباع، نحن هنا في دمشق، بلد العروبة والإسلام، وقلب العروبة والإسلام، نَحن هُنا في دمشق أسود، تَعلمناها مِن قائدنا بشار، تعلمنا أن لا نُساوم، تعلمنا أن لا ننهزم، تعلمنا أن لا نَكون انبطاحيين ولا رماديين ولا منافقين ولا مراوغين، تَعلمنا أن نكون صَادقين، لأن هذا العلم يقول لنا: ما دُمتم صادقين معي أوفياء معي مُخلصين لي ومخلصين قبل كل شيء لربكم رب العالمين سأبقى مرفوعاً إلى يوم القيامة، أزداد في كل ساعة وفي كل يوم وفي كل شهر وفي كل عام تألقاً وازدهاراً وانتصاراً، والحمد لله رب العالمين.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك, اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا ونور أبصارنا وذهاب همنا وحزننا وغمنا، وارزقنا تلاوته آلاء الليل وأطراف النهار.

قفوا أيها الإخوة لندعو لرجال الله، الذين فَكُّوا الحصار عن دير الزور الحبيبة، يستحقون كل الوقوف، كل الإجلال، كل الخضوع، كل المحبة والإكرام، وسأنزع عمامتي احتراماً لتلك الدماء الطاهرة التي بُذلت مِن أجل فَكِّ الطَّوق والحصار عن دير الزور الجليلة:

اللهم إنا نَسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تَكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نَسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تُثَبِّتَ الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تُثَبِّتَ الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1006
تحميل ملفات

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *