الجمعة 12 جمادى الثانية 1446 - 13 ديسمبر 2024 , آخر تحديث : 2024-12-12 09:26:45 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2017-07-24 الساعة 07:31:08
المسجد الأقصى
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 27 من شوال 1438 هـ - 21 من تموز 2017 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )وَلا تَركَنوا إِلَى الَّذينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ وَما لَكُم مِن دونِ اللَّـهِ مِن أَولِياءَ ثُمَّ لا تُنصَرونَ ([هود: 113].

روى أبو داود والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين)).

معاشر السادة: قال علماء التاريخ: هجم الفرنجة على العالم الإسلامي بعدما حفرت الفرقة بين دوله خنادق بعيدة القاع، فأمسى بعضها يتربص بالبعض الآخر، ويتمنى له الدمار والخراب والزوال، الدولة الفاطمية في الشمال الإفريقي ومصر تُغير على الدولة العباسية في الشام والعراق والحجاز، والدولة الأموية في الأندلس تَتمنى البوار للفريقين كي يَؤول إليها الميراث الدَّسم، والفُرقاء المتشاكسون مَحصورون في أحقادهم، لا يَشعرون بزحف الفرنجة القادم مِن الغرب ولا بزحف التتار القادم من الشرق، ما هذه الضغائن الخسيسة؟ هل هذه الضغائن الخسيسة التي ينتظرها الإسلام مِن هؤلاء تُجدي شيئاً؟ أو هل ينتظر الإسلام مِن هؤلاء أن يَخدموا عقائده وشرائعه؟.

ما خَدعتنا الألقاب المهيبة التي اشتهر بها هؤلاء، ولا دلت على رُسوخ في دين أو مكانة في دنيا، هرب الخليفة العباسي القائم بأمر الله بعدما سَقطت بغداد في أيدي الفاطميين، واعتقله أحد البدو، ولكن الملك السلجوقي "طهرل بك" استنقذه ورده إلى عاصمة ملكه، فكافأه الخليفة على حُسن صنيعه بأن زوجه مِن أخته، ولقبه ملك المشرق والمغرب، وأطلق يَده في إدارة شُؤون الدولة، ومات الملك السلجوقي "طهرل بك" فورثه ابن أخيه "إلبرسلان"، ومات الخليفة العباسي وورثه عباسي آخر، لقب نفسه بالمقتدي، وكان في التاسعة عشر من عمره، ولكن الشاب الشريف لم يَكن قادراً على الإدارة، فتولاها عنه سلجوقي آخر يُدعى ملك "شاه" وهو ابن "إلبرسلان" الذي توفي بعد حياة عامرة بالجهاد، قال علماء التاريخ: استبد ملك شاه بالسلطة وازدرى الخليفة، وبلغ مِن احتقاره له أن أمره بترك بغداد، وتضرع الخليفة إليه أن يُمهله شهراً فأبى بعد إلحاح إلا أن يمهله عشرة أيام وحسب، وشاء الله أن يموت ملك شاه قبل انقضاء الأجل المضروب، وتكتمت زوجته نبأ موته، وذهبت إلى الخليفة المهدد طالبة أن يُولي ابنه مكانه، وكان الولد لا يَبلغ مِن العمر خمس سنين، ولكن الخليفة المقتدي ولاه ومنحه لقب ناصر الدين والدنيا.

أرأيت هذا الهزل كله كيف يحار المرء عندما يَرى هذا الهزل يقع باسم الإسلام؟!.

إن الخبراء بالتاريخ الإسلامي يَكادون يتفقون على أن أضعف نُقطة في الكيان الإسلامي هي الحكومات، إنها الثَّغرة التي نَفذ منها الغزو الأجنبي، واستطاع بعدها أن يُفسد ويُعربد كيف يشاء، وكان الإسلام وأمَّته هما الضَّحية والمستهدفان.

قال الأستاذ أحمد القشيري وهو يتحدث عن حملة الفرنجة الأولى، ويصور الهجوم على أنطاكية، وأنطاكية هي المدينة التي تُسمى اليوم "الإسكندرون"، وقد انتزعها الفرنسيون من سوريا وضموها إلى تركيا مُكافأة لقائدها المرتد، قال الأستاذ أحمد القشيري: لقد امتدت المعركة شهوراً مُضنية، كان القتال خلالها يدور داخل المدينة وخارجها، والحامية الشجاعة تَستصرخ وتستنجد ولا مجيب، وكانت مَدينة دمشق وحلب أقرب الحواضر إلى أنطاكية، ولكن الصِّراع بين الأخوين العَدوين الألدين "رضوان" ملك حلب و "دقاق" ملك دمشق كان على أشده، وكانت الحرب ناشبة بينهما حين وصلت قوات الفرنجة إلى أسوار أنطاكية، ما سبب هذه الحرب بين الأخوين الملكين؟ السبب أن "رضوان" ملك حلب يَطمع في دمشق، ويريد انتزاعها من أخيه "دقاق"، ومِن هنا وقف الملكان "رضوان" و "دقاق" يتفرجان على أنطاكية وهي تقاتل الفرنجة وحدها دون أن يَدرِيَا ما يخبؤه القدر لهما، وصمدت أنطاكية وحدها، وقاومت الغزاة المعتدين إلى آخر رمق، بيد أن الخيانة والفرقة عجلتا بمصير المدينة الباسلة، فسقطت بأيدي الفرنجة.

قال المؤرخ الأوربي "استيفن رونسي مان": إنَّ الفرنجة ذَبحوا في أنطاكية ما لا يقل عن عشرة آلاف مِن الأهلين، واضطر الجُند إلى المسارعة في دَفن الجثث قبل أن يَنتشر الوباء في المدينة، ومَضى الفِرنجة في طريقهم إلى بيت المقدس، لم يَكن أمامهم كيان إسلامي مُتماسك، ولا حُكم موحد معروف، ودخل الفِرنجةُ بيت المقدس، ولم يَجد أعداء الإسلام أفضل مِن هذه الفرصة لبلوغ مَآربهم، فانطلقوا خِفافاً إلى بيت المقدس، يُحطمون المقاومات الشعبية التي تعترضهم، مع أن المقاومين استماتوا في الدفاع عن المدينة المقدسة، وتحملوا الحصار الرهيب، إلا أن النَّتيجة الكئيبة لم يكن مِنها بد، ماذا تفعل الحامية المعزولة أمام جيوش أوربا كلها، ما تحركت دولة إسلامية لنجدة البلد المحروب، لقد تُرك وحده ليواجه مصيره.

واسمع إلى كلام المؤرخين المسيحين يصفون هذا المصير الفاجع.

قال "ابن العبري المالطي": لبث الإفرنج في البلد أسبوعاً يقتلون المسلمين، فقُتل بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين ألفاً.

وقال المؤرخ "متا الرهاوي": إنَّ عدد مَن قتلهم الإفرنج مِن المسلمين زاد على خمسة وستين ألفاً.

وقال المؤرخ "وليم الصوري": إنَّ المدينة المقدسة قد أصبحت مَخاضة واسعة مِن دماء المسلمين.

لماذا نذكر هذه الذكريات الفظيعة الآن؟ نذكرها لأن التاريخ يُعيد نفسه، والهجوم على الأرض الإسلامية يَتجدد في هذا العصر، فالمطلوب مِنَّا طال الزمان أم قصر أن نَرتد عن ديننا وأن نتنازل عن بلادنا ومقدساتنا؟!.

وأحوال المسلمين اليوم صُورة قريبة الملامح مِن صورتهم قبل هجوم الفرنجة الأول، والفجوات الواقعة بين شتى الحكومات هي هي.

إن المسلمين -يا سادة- إنَّ المسلمين الذين جاء في وصفهم أنهم جَسد واحد صَعقهم شلل رهيب، فكان كل عضو يقطع ويمزق وبقية الجسد لا يدري أو لا يشعر، لقد أخبرنا ربنا جل جلاله عن الأعداء المتربصين بنا وبعقيدتنا عندما قال سبحانه: )وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا( [البقرة: 217]، فهل نفتح عيوننا على مَكامن الخطر ونتخذ أسباب الحيطة والحذر؟.

ألا ترى -أيها المسلم، أيها العربي- أن سلمان خائن الحرمين الشريفين واليهود الصهاينة وجهان لعملة واحدة؟!.

إنَّ النظام السعودي منع الشُّرفاء مِن أداء فريضة الحج، واليهود منعوا الفلسطينيين من أداء الصلوات ومن رفع الأذان في المسجد الأقصى، وهذا العمل ظُلم عظيم، حيث قال سبحانه: )وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ([البقرة: 114].

ألا تحزن -أيها المسلم، أيها العربي- عندما تجد اليهود يُعربدون ويَعتدون على كنيسة بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام، ويُدنسون المسجد الأقصى أولى القبلتين، والعرب -مع الأسف- غارقون في أحقادهم، والخلافات بين العائلة الحاكمة في الرياض قائمة على قدم وساق، وكأنَّ لسان حالهم يقول: إن مصالحنا الشخصية هي التي تهمنا أولاً وآخراً، وليغرق الأقصى في الطُّوفان، المسجد الأقصى الشريف أولى القبلتين يُعتدى عليه، يُدنس، تُسيطرُ عليه شرذمة قليلة ما عرف التاريخ أحقر ولا أبشع منها، إنهم اليهود الصهاينة، والجامعة العربية نائمة، والأمة العربية نائمة، والحكام الخليجيون مَشغولون بالألقاب الفخمة والمسميات الراقية، جلالة الملك، سمو الأمير، ولي العهد، وبعد هذه المسميات الفخمة والراقية كما يَظنون ماذا قَدَّمتم للأمة العربية والإسلامية؟! ماذا قَدَّمتم لإسلامكم إن كنتم مسلمين حقيقيين؟! ماذا قَدَّمتم لأقصانا الشريف؟!.

ها هو الأقصى يناديكم يا عرب يا خونة، ها هم أهل بيت المقدس يُنادونكم، يقولون لكم: واجب على كل مسلم في القارات الخمس أن يَقف إلى جانبنا، وأن يُدافع عن الأقصى الشريف أولى القبلتين، لماذا اليوم نجد حال المسجد الأقصى وبيت المقدس كحال أنطاكية بالأمس؟ لماذا نجد حال الأمة اليوم حال حكام العرب كحال حكامهم في الماضي؟.

رحم الله مَن قال: لا جديد تحت الشمس أبداً، لا جديد تحت الشمس، التاريخ يُعيد نفسه، لكنه -مع الأسف- إنَّ تاريخ العرب منذ زمن طويل هو تاريخ حِقد على بعضهم البعض، هو تاريخ مكائد ودسائس على بعضهم البعض، مع أنَّ الإسلام جَمعهم، مع أنَّ الإسلام وحَّدَهم، مع أنَّ الإسلام دعاهم وأمرهم بجمع الصفوف وبترابطها مع بعضها البعض، لماذا تختلفون؟ لماذا تختصمون أيها العرب؟ لماذا تقتلون بعضكم البعض وتنسون اليهود؟ أين الجهاديون؟ أين الجهاديون الذين يَدَّعون الجهاد، ويَنشدون الحوريات في الجنة، وينشدون الحرية والديمقراطية، أين هم؟ ألا يَعنيهم أقصاهم الشريف؟.

إنَّ كانوا مُسلمين حقيقيين ألا يَعنيهم الأقصى الشريف؟ ألا يَعنيهم بلد المعراج؟ أين هم؟ إنهم يتقاتلون مع بعضهم البعض، مِن أجل جهاد النكاح، ومن أجل الأموال، إنهم يقتلون الأمة العربية والإسلامية، ويشوهون عقائدها وأديانها، أما هُم مِن المسجد الأقصى فليسوا مِنه لا بقريب ولا ببعيد، الأقصى لا يَهُمُّ أحداً اليوم.

كل الحب والإجلال للمقاومين الشرفاء في هذا العالم، للمقاومين الشرفاء في هذه البلاد الطيبة الطاهرة. البارحة كُنت أستمع إلى كلمات مِن نور، مِن غبطة المطران "عطا الله حنا"، عندما وقف يُنافح ويُناضل عن أقصانا الشريف، ويقول: أقصانا الشريف، هكذا عَهِدنا المطارنة والقسيسين والرهبان، عهدناهم مقاومين لا مساومين.

وكل الحب والتَّحية والإجلال لمفتي القدس، فضيلة العلامة محمد أحمد حسين، الذي وقف بشرف وبقوة وبجرأة في وجه الكيان الصهيوني، وكل الحب والإجلال أيضاً للشيخ عكرمة صبري خطيب مسجد الأقصى الشريف، ونسأل الله عز وجل له الشفاء التَّام، حيث قام اليهود الصهاينة بإطلاق النار عليه، لأنَّه أمرهم أن يَبتعدوا وأن يَكفوا عن إجرامهم، وأن يبتعدوا عن المسجد الأقصى ويتركوه وشأنه، فالمسجد مسجدنا، والأقصى أقصانا.

وكل الحب والإجلال أيضاً لإمام المسجد الأقصى، للإمام المقاوم الشيخ صلاح أبو عرفة، نقول لهؤلاء العلماء: هكذا كان علماؤنا مِن قبل، وهكذا عهدنا علماءنا، عهدناهم علماء مقاومين لا مساومين، عهدناهم علماء يقولون كلمة الحق ولا يخافون في الله لومة لائم، عهدناهم علماء تتمثل الرُّجولة في أفعالهم، ويعملون على نشر الرجولة بين الأجيال القادمة والوافدة إلى هذه الحياة، هكذا عهدنا علماءنا.

فاليوم -أيها العرب، أيها السوريون- هو يوم الغضب في القدس الشريف، وقد أعلن الخطباء وأئمة المساجد أنهم سيصلون جميعاً في أكناف المسجد الأقصى، أغلقوا مساجدهم جميعاً ووقفوا في أكناف المسجد الأقصى، لِيُؤدوا صلاة الجمعة، ليبينوا للعالم أجمع أن الأقصى أقصانا، وسنبقى ندافع عنه، وسنشعل الأرض ناراً تحت أقدام اليهود الصهاينة، وسنزلزل الأرض تحت أقدام اليهود الصهاينة.

أين أنتم يا عرب؟ أين أنتم يا عرب؟ سنموت إن مات الغضب، أين أنتم يا عرب؟ أين أنت أيها النظام الأردني مما يجري في فلسطين الحبيبة؟ إن كنت رجلاً حقيقياً، وإن كنت قائداً مسلماً حقيقياً، فهلا وَجَّهت جيشك العرمرم وفتحت الحدود إلى فلسطين، لكي يدافع عن الأقصى الشريف؟!.

أين أنت أيها النظام الأردني؟ إن كنت مناضلاً حقيقياً، إن كنت عربياً حقيقياً لست بريطانياً فأرنا، أين أنت مِن العروبة والإسلام، حكام العرب أذلوا الأمة، أذلوا الأديان، مزقوا الإنسانية، شَوَّهوا الإنسانية إرضاء للشيطان الأمريكي، إرضاء لليهود الصهاينة، والعرب يُقتلون ويُذبحون بأموالهم.

ماذا قَدَّم لنا حُكام الخليج يا سادة؟ ماذا قدموا لنا؟ قدموا لنا شيئين اثنين: جهاد النكاح، وأموالهم النَّجسة التي قتلوا وسفكوا بها دماء الأبرياء، هذا الذي قدموه لنا، أين الجامعة العربية؟ ما رأيناها تحركت، ما سمعنا صوتاً يندد، أما مِن أجل سوريا -كما عهدنا وكما نذكر جميعاً منذ سبع سنوات- في كل يوم كانوا يجتمعون مرتين، لعنهم الله مرتين، لعنهم الله، كانوا يَجتمعون حتى يَزيدوا الفرقة فرقة والألم ألماً، وحتى يُدمروا ويزلزلوا كيان هذا الوطن، لكنهم خَسِؤُوا وفشلوا وخابوا بفضل الله، نعم، بسبب مواقف رجولات الجيش العربي السوري، هذا الجيش العقائدي الذي داس أوهامهم وأحقادهم تحت نعاله، نعم خسئتم أيها الخونة، ستبقى دمشق قلب العروبة، ستبقى دمشق قلب العروبة والإسلام، مناضلة مكافحة تقف إلى جانب أهلها في فلسطين الحبيبة، سيبقى القائد المقاوم والزعيم العربي الشريف بشار حافظ الأسد، قائداً يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، إلى جانب آلامه، إلى جانب محنته، إلى جانب الاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل، سيبقى حسن نصر الله سيد المقاومة والمقاومين يُوجه دائماً صواريخه إلى تل أبيب لِيَدُكَّ الكيان الصهيوني الواهم والضعيف، سيبقى المقاومون والشرفاء في هذا العالم يقولون للعالم أجمع: نحن لا نهاب لا أمريكا ولا إسرائيل ولا أذنابهم، لا نهاب تهديداً، لا نهاب وعيداً، لا نهاب صعلوكاً أراد أن يُظهر أنَّه رجل، لكنه صعلوك، ستبقى وسيبقى المقاومون على مر التاريخ يُلقنون هؤلاء الخونة دروساً أننا أقوياء وعظماء، بسلوكنا، بعقيدتنا، بحبنا لأوطاننا، وبتمسكنا بقيادتنا الحكيمة، وعلى رأس هذه القيادة القائد المقاوم الدكتور بشار حافظ الأسد.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.


 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك, اللهم إنا نَسألك أن تنصرَ رِجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم مُعيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تُثَبِّتَ الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم إنا نَسألك أن تُوفق القائد المؤمن والجندي الأول بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه, واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1218
تحميل ملفات
فيديو مصور