بتاريخ: 17 من رجب 1438 هـ - 14 من نيسان 2017 م
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.
عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.
يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل:) لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا( [النساء: 95-96].
روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفس محمد بيده، لودِدْت أن أغزو في سبيل الله فأُقتَل، ثم أغزو فأُقتَل، ثم أغزو فأُقتَل)).
معاشر السادة: إن الإسلام جعل حِراسة الحق أرفع العبادات أجراً، أجل، فلولا يقظة أُولئك الحراس وتفانيهم ما بقي للحق منار ولا سرى له شعاع، فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: ما يَعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((لا تَستطيعونه))، فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثة، كل ذلك يقول: ((لا تستطيعونه))، ثم قال: ((مَثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله، ولا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله))، فأين إغراء بالاستماتة في إعلاء كلمة الله، ونصرة الحق أعظم من هذا الإغراء.
لقد كانت صيحة الحق قديماً تجتذب الشباب والشيب، وتستهوي الجماهير من كل لون، فإذا سَيلٌ لا آخر له من أولي النجدة والفداء يصب في الميدان المشتعل، فما تضع الحرب أوزارها إلا بعد أن تكوي المعتدين المجرمين، وتلقنهم درساً لا يُنسى، هل أصبحت هذه الخصائص النفسية ذكريات مضت، أم أنها ما زالت محفورة في عقلنا الباطن، تحتاج إلى مَن يُزيل عنها الغبار وحسب؟!.
إن العدو الذي زحف على العالم العربي والإسلامي خلال العصور الأخيرة بذل جُهوداً هائلة لصرف الأمة عن هذه المعاني، أو لقتل هذه الخصائص النفسية في حياتهم العامة، وذلك ليضمن فَرض ظلماته ومَظالمه دون أية مقاومة، وقد توصل إلى ذلك بتكثير الشهوات أمام العيون الجائعة، وتوهين العقائد والفضائل التي تعصم من الدنايا، وإبعاد الدين شكلاً وموضوعاً عن كل مجال، وتضخيم كل نزعة محلية أو شخصية تمزق الأخوة الجامعة وتوهي الرباط العام بين أبناء الأمة الواحدة.
وقد أصاب خلال العصور الأخيرة نجاحاً ملحوظاً في سبيل غايته تلك، ومِن ثم لم تَنجح محاولات تجميع الأمة لصد العدو الذي جثم على أرضها واستمكن منها.
إن ترك صلاة ما قد يكون إضاعة لفريضة مُهمة، واتباع نزوة خاصة قد تكون ارتكاب جريمة مُخلة، لكن هذا أو ذاك يُمثلان في الأمة المنحرفة انهيار المقاومة المؤمنة، والتمهيد لمرور العدوان الباغي دون رغبة في قتال أو أمل في استشهاد، ولعل ذلك سر قوله سبحانه: )فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا( [مريم: 59].
إن كلمة الجهاد إذا قيلت قديماً كان لها صَدى نفسي واجتماعي بعيد المدى، لأن التربية الإيمانية والأخلاقية رفضت التثاقل إلى الأرض والتخاذل عن الواجب، وعَدَّت ذلك طريق العار والنار وخزي الدنيا والآخرة، وهذه التربية المغالية بدين الله المؤثرة لرضاه دائماً هِي التي تفتقر إليها أمتنا الكبرى في شرق العالم وغربه، والتربية الدينية والأخلاقية التي ننشدها ليست ازوراراً عن مباهج الحياة التي تهفو إليها نفوس البشر، ولكنها تربية تَستهدف إدارة الحياة على محور مِن الشرف والاستقامة، وجعل الإنسان مُستعداً في كل وقت لِتَطليق متعه إذا اعترضت طَريق الواجب، فالتربية التي ننشدها نحن العرب والمسلمين ليست بدعاً من التفكير الإنساني الراشد، إنها صياغة الأجيال في قوالب تجعلها صالحة لخدمة الحق وأداء ضرائبه واحتقار الدنيا يوم يكون الاستمساك بها مَضيعة للإيمان ومغاضبة للرحمن.
إن القوى الغاشمة -يا سادة- يوم وضعت يدها على العالم العربي والإسلامي منذ مائة عام تقريباً صَبَّت الأجيال الناشئة في قوالب أخرى، فنمت هذه الأجيال وهي تبحث عن الشهوات وتخلد إلى الأرض، فلما ختلتها تلك القوى عن دينها وأخلاقها بهذه التربية الدنيئة استمكنت من دنياها، فأمست جسداً بلا روح، وأمست لا تملك أمرها ولا تحكم يومها ولا غدها.
إننا نلمح في كل ناحية استهانة بالفرائض، وتطلعاً إلى الشهوات، وزهداً في المخاطر والمتاعب، وإثاراً للسطوح على الأعماق والأشكال على الحقائق، وهذه الصفات تهدم البناء القائم، فكيف تُعيد هذه الأجيال مجداً تهدم أو ترد عدواً توغل؟.
يقول الشاعر الألماني "يُوهان غوته": ]النفس هي مَوطن العلل المضنية، وهي الجديرة بالعناية والتعهد، فإذا طلبت منها أن تَسوس بدنك سياسة صالحة فاحرص على أن تُعطيها مِن القوت ما تقوى به وتصح[، هذا القوت -يا سادة- شيء آخر غير الملاهي المغرية والشهوات المثيرة والملذات البراقة التافهة.
إن التافه الخسيس مَفسدة للنفس، واعلم أن كل فكرة تفسح لها مَكاناً في عقلك وكل عاطفة تتسلل إلى فؤادك تترك فيك أثرها وتسلك بك أحد الطريقين: إما أن تعجزك عن مزاولة الحياة، وإما أن تزيدك اقتداراً وأملاً، ويؤكد هذه الحقيقة قول "ابن الرومي" عندما قال:
أمامك فانظر أين نهجيك تنهج *** طريقان شتى مستقيم وأعوج
وقال "غوته" أيضاً: ]رُبَّ رجل وقع من الحياة في مثل الأرض الموحلة، فكادت تبتلعه، ولكنه ظَلَّ يُجاهد للنجاة مُستيئساً، وبينما هو كذلك انهارت قواه وشق عليه الجهاد، وأسرعوا به إلى الطبيب، الطبيب لم يجد بجسده علة ظاهرة، كل ما يحتاج إليه الرجل ناصحٌ يُعلمه كيف يُواجه الحياة وجهاً لوجه، كيف يُنازل الحياة وجهاً لوجه دون رغبة أو رهبة، دون خوف أو قلق[، وهذا الكلام يُذكرنا بما روي عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه عندما قال: (مَن طلب ما لم يُخلَق تَعِبَ ولم يُرزَق)، قيل: وما ذاك؟ قال: (الراحة في الدنيا)، وإلى هذا المعنى أشار الشاعر بقوله:
يَطلب الراحة في دار الفَنَى *** خَاب مَن يطلب شيئاً لا يكون
يا سادة: إن العدوان كارثة خُلُقية ومأساة إنسانية، وجرح عميق في صميم الإيمان، وتحدٍ خطير لرسالات الله، وعمل يستحيل أن يبقى معه هدوء أو تستقر عليه حال.
إن محاربة الظلم والعدوان هو ما جاء به ديننا الحنيف، وشرح أصوله صاحب الرسالة العظمة، وهو ما نتشبث به نحن العرب، ونرى فيه مصلحة الشعوب كلها لا مصلحة جنس معين من الناس، وإننا لنستغرب المزاعم الجريئة التي تدعو إلى جعل فراغ في بلادنا، فراغ يملؤه الدخلاء ويسده الغرباء، أما أصحاب البلاد فهم عالة عليها ومتطفلون فيها.
إن خلو الأرض مِن الطغاة والمجرمين نعمة جليلة، وما أجمل أن يُصبح المرء آمناً في سربه معافى في بدنه، لا يتسلط عليه ظالم ولا يَحيف عليه متكبر، فالمؤمن الحق هو الذي لا يقبل دَنِيَّةً ولا يرضى بهوان، ويبذل جهده لمدافعة ظالميه، متقدياً بقوله سبحانه: )وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُون( [الشورى: 39].
وانطلاقاً مِن هذه الآية القرآنية رأينا وزير الحربية "يوسف العظمة" و "سلطان باشا الأطرش" والشيخ "صالح العلي" و "إبراهيم هنانو" و "فارس الخوري" وغيرهم مِن رجال الثورة السورية، رأيناهم يَنتفضون في وجه الاحتلال والعدوان الفرنسي على بلادنا.
لقد علمنا هؤلاء العظماء أن الأوطان تنتصر بالرجال المستقيمين العاشقين لأوطانهم، لا العاشقين لشهواتهم ومصالحهم، لقد لَقَّنَ هؤلاء الرجال العدوان الفرنسي درساً لا يمكن أن ينساه، وهو أن الحديد والنار لا يُمكن أن تَكسر من عزيمة الرجال الأبرار.
وها هو العدوان الأمريكي يُعيد سيرة الفرنسيين مِن قبل، فيوجه ضربة لهذا الوطن الحبيب، ظاناً أنه يستطيع بالحديد والنار أن يَكسر مِن عزيمة وصلابة الزعيم العربي بشار.
يا سادة: إننا في هذه الأيام المباركة نَعيش في ظل ذكرى وطنية جليلة، إنها مُناسبة عيد الجلاء، هذا العيد الذي انجلى فيه آخر إرهابي فرنسي ومحتل فرنسي عن أرض هذا الوطن الحبيب، كان آنذاك أبناء هذا الوطن يداً واحدة، يُدركون أن عَدوهم فرنسا فقط، جاءت لتحتل الأرض وتنتهك العرض، وتسرق الخيرات وتسرق هذا الوطن بما فيه مِن كفاءات وقدرات، فوقفوا في خندق واحد يقولون: نحن جميعاً إخوة، وهذا العدو الفرنسي هو العدو الوحيد لنا، وبذاك استطاع رجال الثورة السورية آنذاك أولئك العظماء أن يُحرروا هذا الوطن الحبيب مِن براثن العدوان الفرنسي، لكن عيون فرنسا وحِقد فرنسا ما زال يتطلع مِن ذاك اليوم إلى هذا اليوم إلى هذا الوطن الحبيب، وها نحن اليوم يجب علينا أن نتعلم مِن هذه الذكرى الجليلة والعطرة أنه عليكم -يا سوريون- كما سَلَّمَكُم أجدادكم العظماء والكبراء أرض هذا الوطن سالمة غانمة ومتعافية مِن الإجرام والقتل والفساد، عليكم اليوم -فهذه مسؤوليتكم- عليكم اليوم أن تعيدوا الكرة مِن جديد أن تَعملوا على دحر أذناب فرنسا وأذناب أمريكا وأذناب بريطانيا، المتمثلين بالقاعدة وداعش والنصرة، وكل الفصائل المسلحة التي تنطوي تحت مسميات مختلفة، حتى لا يَشتمنا أولادنا في المستقبل، وحتى لا يَلعننا أولادنا وتلعننا الأجيال القادمة في المستقبل.
لا ينبغي علينا أن نُفرط يا سادة، لما عجز الأذناب منذ أيام قليلة عن اختراق الجبهة الشرقية من ناحية مدينة جوبر، تدخل الأسياد الأمريكيون ليقصفوا مطار الشعيرات، وليهددوا وليتوعدوا، وقفوا ليبكوا علينا، وقفوا ليتباكوا علينا في مجلس الأمن، والله عيب على هؤلاء الذين يُسمون أنفسهم سادة، والله عيب عليهم أن يكذبون عيب، لكن إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت، عيب يَقتلك ويشيعك ويبكي عليك، هل تُصدق أيها السوري؟ ثق بالله واسأل نفسك، اسأل ضميرك، هل تُصدق -أيها السوري أيها العربي- أن "ترامب" يَغار عليك أكثر مِن قائدك؟ أن حكومة فرنسا وبريطانيا تخاف عليك أكثر من حكومتك؟ هل تُصدق ذلك؟ إذا كنا نُصدق فنحن مُغفلون، نحن تائهون، لا ندري العدو من الصديق، وإذا كُنا نعرف أن قائدنا هو يَحمينا، وأن وطننا هو كرامتنا، وأن حُكومتنا هي سياجنا، يجب علينا إذاً أن نقف مَوقفاً جدياً مخلصاً أمام القائد، وأمام الوطن، وأمام هذا الشعب العظيم، لم يُصدق الغرب في يوم من الأيام لا مع العروبة ولا مع الإسلام، ها هي إسرائيل تُعربد، لماذا يا "ترامب"؟ أيها الأحمق، أيها الصعلوك، لماذا لم توجه ضربة إلى مفاعل "ديمون" في إسرائيل؟ ها هي إسرائيل تمتلك سلاحاً نووياً، أين أنتم؟ أين أنتم يا عرب يا خونة؟ أين أنتم يا مؤتمر القمة يا أرذال؟ أين أنتم؟.
ها هي إسرائيل تُعربد في أقصانا الشريف، أما رأيتم المستوطنين بالأمس كيف اقتحموا المسجد الأقصى يحتفلون بعيدهم، قبح الله وجهك يا سلمان بن عبد العزيز، قبح الله وجهك يا أمير قطر يا بعر، قبح الله وجوهكم يا عرب يا خونة، بلادنا تنتقص يوماً بعد يوم، أعداؤنا يزيدون يوماً بعد يوم، وهمهم الوحيد هو إحراق الجمهورية العربية السورية بمن فيها، لكننا والله سنبقى واقفين بحق خلف قائدنا المقاوم والشريف والمؤمن والمناضل بشار حافظ الأسد، وسنبقى خلق القيادة قيادة الجيش العربي السوري، خلف هؤلاء القديسين العظماء، وسنبقى رافعين لهذا العلم رضي "ترامب" أم أبى، حزن أم سخط أم أحب ذلك، سنبقى رافعين لهذا العلم، لنقول للعالم: سيبقى هذا العلم علم الجمهورية العربية السورية مرفرفاً فوق سماء وطننا الحبيب، وها هم أهلنا في جولاننا الحبيب، وتحية للأسير العظيم "صدقي المقت"، تحية لهذا الأسير الذي رفع علم سوريا في سجون الاحتلال، تحية لأولئك الرجال، كل الحب لكم يا أهلنا في السويداء، يا أهلنا في جولاننا الحبيب، كل الحب لهذا الشعب العظيم الذي وقف بحق، هذا العلم هو رمز وحدتنا، هذا العلم فيه كرامتنا، هذا العلم فيه نصرنا، هذا العلم فيه سيادتنا، ونقول لهؤلاء الخونة والحاقدين والمتآمرين ولكل من يدور في فلك السياسة الأمريكية والفرنسية والبريطانية المراوغة: نحن هنا صامدون، نحن أسود لأن قائدنا أسد، هكذا علمنا القائد، علمنا أن نكون رجالاً لا أن نكون نساءً، علمنا أن نكون مقاومين لا أن نكون مساومين، علمنا ألا نرَكع إلا لله، لأن الآجال محتومة، نموت بآجالنا ونعيش بآجالنا، فنحن نؤمن بالله ونؤمن بهذا الوطن الحبيب، ونؤمن بهذا الزعيم العربي بشار الزعيم الشريف، من آمن بهؤلاء لا يأبى لما يقال هنا وهناك، ولا يأبى لأي تهديد أو وعيد.
كل الشكر للقائد الفذ "بوتين"، هذا القائد الذي وقف بحق إلى جانب الجمهورية العربية السورية.
كل الشكر والحب والإجلال للقائد الفذ "حسن روحاني" رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كل الحب والإجلال لسيد المقاومة وسيد المقاومين "حسن نصر الله"، هذا القائد المقاوم الذي يقود حزباً زلزل الكيان الصهيوني.
يا سيادة: نقول للمقاوم حسن: نحن معك، نحن خلفك، نحن مع صواريخك عندما تدق تل أبيب، نحن مع صواريخك عندما تزلزلهم وعندما تجعلهم ينزلون إلى الملاجئ كالفئران، نحن مع رجال الله رجال الجيش العربي السوري، نحن مع كل الحلف الذي يُقاتل إلى جنبنا ووقف إلى جنبنا بحق، نحن مع الشرفاء في هذا العالم لأننا على حق، لا نلتفت إلى سلمان القذر أبو جهل، ولا إلى قَطَر التي لا تستطيع أن تراها على الخارطة إذا بحثت عنها، ولا نلتفت إلى أردوغان الذي يُريد أن يَحتل جزءاً مِن أرضنا، وأن يُعيد أمجاد أجداده السابقين الذين قاموا على القتل والإجرام، نحن هنا في دمشق بلد العروبة والإسلام بلد المسيحية بلد الرجال المقاومين، كل الحب كل الولاء كل الإجلال لكل عربي شريف لكل عربي مخلص، لكل مقاتل في الكلمة وفي السلاح يقف بحق إلى جانب هذا الوطن الحبيب سوريا قلب العروبة والإسلام.
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــــــــــــة:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم عليك بالأمريكيين ومن وراءهم فإنهم لا يعجزونك, اللهم عليك باليهود الصهاينة ومن وراءهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نَسألك أن تُرينا فيهم آيات قدرتك وقهرك كما أريتنا إياها في أبرهة وجيشه.
قوموا أيها الإخوة لندعو للقديسين لرجال الله رجال الجيش العربي السوري.
اللهم إنا نسألك أن تنصر رجالك رجال الجيش العربي السوري, اللهم إنا نسألك أن تنصر رجالك رجال الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, نسألك يا الله أن تمدهم بمدد من عندك, أن تمدهم بملائكة من عندك, نسألك يا الله يا مَن قلت: )ادعوني أستجب لكم( ، ها نحن ذا ها نحن ذا ندعوك يا رب أن تنصر هذا الجيش, اللهم إنا نسألك أن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي الأول والشريف بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, اللهم أهلك أعداءه, اللهم أهلك حساده, اللهم اقتلهم بدداً, اللهم فرق جموعهم, اللهم امكر بهم كما يمكرون به وبنا وبهذا الوطن الحبيب, اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجزونك, اللهم وفق القائد المؤمن بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد, وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية.
)سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.