بتاريخ: 28 من ذي الحجة 1437 هـ - 30 من أيلول 2016 م
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.
عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.
يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّـهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ العُليا وَاللَّـهُ عَزيزٌ حَكيم( [التوبة: 40].
معاشر السادة: تنتصر العقائد بين الناس بعدما تنتصر في نفوس أصحابها، هذه حقيقة يجب أن يعرفها حملة المبادئ، وأن يطمئن إليها نقلة المثل العليا إلى الناس، فإذا حدث أن وازن الإنسان بين عقيدته ونفسه فرجحت نفسه، أو بين عقيدته وماله فرجح ماله، أو بين عقيدته وشهواته فرجحت شهواته، فمعنى ذلك أن العقيدة أهون لدى صاحبها من كل ما يملك أو يهوى، وسوف يبيعها في أول مساومة، ويتخلى عنها في أول صدام، أما إذا غال الإنسان بعقيدته، فسفك دونها دمه، وبذل ماله وضحى في سبيلها براحة البدن وسكر اللذة وطيب العيش؛ فقد صدق في إيمانه ووفى لعقيدته ونجح في محنته، وكسب النصر لدينه والخير لنفسه معاً، وهذا المعنى الرائع هو الذي ملأ نفوس المؤمنين قبل الهجرة، فلما دخلوا مع العالم كله في معركة المصحف بدأت الخسائر تنزل بهم متلاحقة، وظلوا مروعين في أنفسهم وأهليهم بضعة عشر عاماً، وكانت بيوتهم وأموالهم بمكة آخر ما نزلوا عنه في سماحة ورضى، دون أن يُفرطوا في ذرة من إيمانهم أو يقبلوا الدنية في دينهم أو يميلوا قليلاً مع تيار الكفر المناوئ لهم، حتى لقد فهم المشركون أن ارتداد الشمس في مدارها أقرب إلى الوقوع من ارتداد مسلم عن دينه.
إن هذه الحقيقة وهي انتصار العقائد في نفوس أصحابها تكملها حقيقة أخرى وهي أن أهل الخير إن فاتهم تأييد أهل الأرض فلن تخذلهم في كفاحهم المقدس قوى السماء، وذلك سر التحدي في قول الله للناس )إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّـه(، أجل، فما كان الله ليذر المخلصين من عباده دون أن يُشرفهم بالنصر الموعود، بيد أن للقدر الأعلى أسلوباً في سوق النصر يعلو على مستوى العقول، فماذا تقول في أمرٍ ظاهره هزيمة وفرار، وباطنه تأييد وانتصار؟!.
لقد كانت الهجرة خاتمة سيئة لجهاد طويل في مكة، هكذا بدا للسطحيين من الناس، ولكن القدر العزيز جعل مِن هذه النهاية المحزنة نُقطة التحول في تاريخ الدعوة الإسلامية كلها، وبداية الفوز المكين والانتصار الساحق، ذلك أسلوب القدر الحكيم، لا يَزال يتكرر مع الزمن، شر في باطنه خير، وقتل في أعقابه حياة، وتراجع يتبعه التقدم والانطلاق.
كان المسلمون قبل الهجرة يملكون أنصبة وافرة من الإيمان بالمستقبل، لأنهم يَعتقدون أن دينهم لن يغلب، وإن ضعف اليوم حملته، فقد كانوا مُوقنين بنصر الله مهما طال الزمان واشتدت المحن، واضعين نصب أعينهم قول الحق جل جلاله: )إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ( [غافر: 51-52].
فالمسلمون الأوائل لن تنقصهم الثقة في مستقبل الدعوة التي آمنوا بها، وكل ما عناهم أن ينهضوا بحقوق الدين الذي اعتنقوه، وأن يثبتوا على صراطه المستقيم مهما تكالب عليهم أعداؤهم، من أجل ذلك هاجروا لما اقتضاهم الأمر أن يُهاجروا وخَاضوا غمرات الحروب، لما كلفهم الحق أن يَبذلوا النفس والمال، ولما كان المؤمنون على هذا المستوى من الإيمان والإخلاص، فإن الوحي الأعلى أكد لهم أن رسالتهم سوف تنتصر ورايتهم ستعلو، وأن الكفر سيذوب ويتلاشى، حيث قال سبحانه: )فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ * أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ * فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ( [الزخرف: 41-44]، ولهذه الآيات معنى ينبغي أن نقف عنده طويلاً، فإن المؤمن المجاهد عندما يترك هذه الحياة دون أن يعرف نتائج الصراع المحتوم بين الحق والباطل، وهذا جائز بل كثير الوقوع، لأن انتصار الحق ربما فرض على المؤمن أن يقدم حياته، فيكون استشهاده واستشهاد غيره من المؤمنين الجسر الذي تعبر عليه المبادئ وتشق طريقها إلى مستقبل وطيد، ولذلك أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة بقوله سبحانه: )فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ * أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُون(.
والخطة المثلى أن يُؤدي الإنسان واجبه المجرد دون استعجال المصير في هذه الدنيا وأن لا يتعلق بالفوز الشخصي له أو الاندحار الشخصي لخصومه، فمن يدري ربما عاد هؤلاء الخصوم إلى رشدهم يوماً، وتمسكوا بالإيمان الذي جحدوه من قبل، وفي أعقاب معركة أحد ومع مرارة الهزيمة التي أصابت المسلمين بَيَّن الله لنبيه هذه الحقيقة بقوله سبحانه: )لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُون( [آل عمران: 128].
في إطار هذا اليقين العميق لبى المسلمون النداء إلى الهجرة، عندما طُولبوا بالهجرة واستجابوا لله ورسوله، غير ضائقين ولا جازعين.
لقد بدأ الإسلام غريباً مُستضعفاً، فلما ثبت عليه أهله أصبح قطب الوجود ومنارة الدهور، وما كلفهم ذلك إلا شيئاً واحداً هو صدق الإيمان، وإن خفق القلب واضطربت القدم، وقل الناصر وفجر الباغي، وعمت الأفق الغيوم، فالإيمان نَقلة هائلة من طبع إلى طبع، ومن سلوك إلى سلوك، وهو يُكلف صاحبه أن يَترفع على أن يَسف وأن يشق طريقه ملحقاً في الجو لا مخلداً إلى الأرض.
إن أعظم درس يتعلمه المؤمن من الهجرة هو أن العقائد والأوطان لا يُمكن أن تنتصر بالمنافقين وأصحاب الطبائع الملتوية، فأهل الباطل يودون لو أن أهل الحق يُداهنون، وفي هذا يقول الله جل شأنه: )وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُون( [القلم: 9]، والمداهنة التي يودها أهل الباطل هي لون من الهدنة على حساب المبادئ المقررة والمثل المنشودة، وهي هدنة تقوم على تملق المجتمع أو النكوس عن التضحيات الواجبة أو الحرص على المنافع الخاصة، والأنبياء ومن على قدمهم من أهل الحق يرفضون رفضاً حاسماً هذا المسلك القريب من النفاق والأثرة، إنهم صور حية لرسالاتهم وحُراس منتصبون للدفاع عنها، لا يميلون عنها يمنة أو يسرة قيد أنملة.
إن للطبائع الملتوية أسلوباً قد تَنجح به في ميادين شتى، فإذا تعلق الأمر بالعقائد والفضائل والمبادئ لم تُصب مِن النجاح سهماً، ذلك أن طريق أصحاب المبادئ والمثل العليا غَير طريق أصحاب المصالح وسياسة الدعوات القائمة على الشرف والمرتبطة بالسماء غير سياسة التطلع والعلو.
عن ابن إسحاق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى قبيلة بني عامر ابن صعصعة، وعرض عليهم نفسه، وذلك بعد ما كذبه قومه وتهجمت الأرض له، فقال رجل منهم: والله لو أخذنا هذا الفتى من قريش لأكلتنا العرب، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (أرأيت إن تابعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على مَن خالفك؛ أيكون لنا الأمر من بعدك؟) قال: ((الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء))، قال: (أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بدينك).
يا سادة: إن هؤلاء قوم ينشدون الرياسة من وراء الإيمان الذي يساومون عليه، فهم لا يطلبون وجه الله ولا يفكرون في الآخرة، والذين يَصلون لغرض ويَصومون لغرض ليسوا أصحاب صلاة ولا صيام، والذين يشترطون على الله لِكَي يُؤمنوا به أن يَأخذوا كذا وكذا ليسوا أهل إيمان، ومِن هنا انصرف النبي عنهم لأنه لا يَعرف سياسة خذ وهات، ولا يقود البشر عن طريق شهواتهم القريبة أو البعيدة، إنما يقودهم عن طريق اليقين المحض والإخلاص المبرء والعمل الصالح المبرور، فأصحاب النفوس الشريفة لا يُحسنون أعمال النفوس الخبيثة، ولا تنسجم أفعالهم وضمائرهم مع أفعال وضمائر النفوس الخبيثة، فأصحاب النفوس الشريفة لا يَعرفون إلا نهجاً واحداً هو المصارحة بالحق والمسالمة فيه أو المخاصمة عليه.
معاشر السادة: إننا على أبواب استقبال عام هجري جديد، هذا العام المبارك الذي يَحمل في طياته وفي جُعبته الكثير من الدروس والعبر، والتي أحوج ما يَكون المسلمون إليها اليوم.
الهجرة النبوية الشريفة وضعت السكة الصحيحة للإنسانية بأسرها، ورسمت للأمة الإسلامية طريق السعادة والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، ونحن اليوم كعرب وكمسلمين في ظل هذه الظروف الصعبة والقاسية التي يتواطؤ فيها ما يُسمى بمجلس الأمن الدولي، ضد الإسلام أولاً، وضد العروبة ثانياً، وضد الإنسانية ثالثاً، أحوج ما نكون اليوم أن نَكون مُتمسكين بدروس الهجرة النبوية الشريفة، وأحوج ما نكون أيضاً في ظل التكالب الأمريكي علينا والتلاعب الأمريكي علينا، فالتلاعب الأمريكي هو ليس بجديد وليس بغريب، تلاعبت أمريكا منذ خمسين عاماً ويزيدون، تلاعبت على العرب وضحكت على قلوبهم وضحكت على عقولهم واشترت ضمائرهم، حتى باعت فلسطين، حتى اشترت فلسطين العربية، واحتلت فلسطين، ووضعت حليفتها القزم إسرائيل في تلك البقعة المباركة، في أرض المسجد الحرام أولى القبلتين، واليوم تتلاعب أمريكا أيضاً بأمننا واستقرارنا وحياتنا وبدمائنا، كما تلاعبت سابقاً في دماء العراقيين، وفي دماء الليبيين، واليوم في دماء اليمنيين، وهكذا ومن قبل في دماء الأفغانستانيين، واليوم واجب على العربي وعلى السوري بالأخص أن ينصر وطنه في نفسه، فالوطن ينتصر عندما ننصره في نفوسنا، ومعنى هذه الكلمة أي عندما نَكون صادقين صادقين يا سوريين، صادقين يا سوريون، بحبنا لهذا الوطن، بانتمائنا لهذا الوطن، ألا تستغرب -أيها السوري- عندما تقرأ على إحدى قنوات بني سعود القذرين والأقزام أنهم يكتبون على شاشات الإعلام: (وطن لا نحميه لا نَستحق أن نعيش فيه)، لماذا هم يعملون في ليلهم ونهارهم على شَدِّ أَزر بعضهم البعض من أجل الدفاع عن مملكة الرمال، في الوقت الذي تَجد فيه بعض السوريين -مع الأسف، لا أقول أكثرهم، نُحسن الظن- يَعملون في ليلهم ونهارهم على دمار وخراب هذا الوطن لماذا؟ لماذا نَدمر؟ لماذا نُدمر الشجر؟ لماذا نُدمر الحجر؟ لماذا نُدمر الاقتصاد؟ لماذا نقتل؟ لماذا نَفعل كذا؟ لماذا نُعاون أوباما على قتلنا ودمارنا؟ لماذا نُعاون داعش على قتلنا ودمارنا وانتهاك أعراضنا؟ لماذا نُعاون الغريب علينا؟ يا سوريون لماذا؟ أما سألتم أنفسكم في يوم من الأيام هذا السؤال؟ لصالح مَن ما يجري في سوريا من قتل وخراب ودمار؟ قولوا لي يا أصحاب العقول، لصالح مَن؟ لصالح مَن يجري القتل والدمار في اليمن في يمننا الحبيب الذي دعا له النبي بالبركة والرحمة، لصالح من؟ لصالح مَن حمامات الدم في عراقنا الجليل، لصالح من؟ وتَستغرب أكثر مِن ذلك وربما تبكي دماً عندما تجد بعض العرب الخونة الذين هَويتهم أصبحت معروفة، يَصفون الملعون "شمعون بيريز" بأنه رجل السلام، مَن فعل مجزة "قانا"؟ مَن دمر بيروت؟ مَن الذي أباد الأمة العربية والإسلامية؟ القاتلُ يُصبح اليوم رجل سلام، عجيب، عيب عليكم يا عرب، عيب عليكم يا خونة، على مَن تكذبون، وعلى مَن تُنافقون؟ نحن نعرف، تُنافقون من أجل بقائكم على عروشكم المهتزة والمنهارة، لكن والله لم ينفعكم "شمعون بيريز" في حياته، ولن ينفعكم بعد مماته.
فنحن اليوم كعرب كسوريين كمسلمين كمسيحيين واجب علينا أن نَقف في صف واحد في خندق واحد، تجاه هذه الحرب الغادرة الماكرة، وأن نتعاضد وأن نتساند وأن نتحابب، فكلنا مُستهدفون، فالهجرة النبوية الشريفة علمتنا أن أصحاب الحق يَجب عليهم أن يَقفوا في صف واحد، وفي خندق واحد، مُتحلين ومتصفين بالاستقامة ظاهراً وباطناً، وبالإخلاص ظاهراً وباطناً، حتى يُنصروا، حتى ينجحوا في نصر عقائدهم ومبادئهم.
أيها السوريون: اليوم مجلس الأمن يُعيد الكرة من جديد كما بدأها منذ خمس سنوات، يدعم الإرهابيين علناً، يتستر عليهم، يدعمهم ويساندهم ويؤيدهم، لكن رسالتنا نقول للسوريين الذين ما زالت عقولهم عفنة، وما زالوا يحملون السلاح، يظنون أنهم سينتصرون في يوم من الأيام، لا والله، خسئتم، لا والله، خسئ كل مَن حمل البندقية في وجه هذا الوطن، والله خسئ كل مَن قَتل وأجرم ودمر البنى التحتية في هذا الوطن، والله لن تنتصروا, والله لن تنتصروا, والله لن تنتصروا, وما عَجزتم عنه في الخمس سنوات التي مضت فأنتم ستعجزون عنه خمسين عاماً قادمة، لماذا؟ أتدرون لماذا؟ لأنكم على باطل، لأنكم خدام "نتنياهو"، لأنكم تَسعون إلى إرضاء "نتنياهو", "نتنياهو" رضي عنكم وعليكم، واللهِ لقد رضي عنكم وعليكم، لأنكم خدمتموه خدمة كان يَعجز عنها هو وأحفاده، يَعجز عن تحقيقها، وهي دمار الجمهورية العربية السورية، فهل مِن يقظة؟ وهل مِن عودة إلى الضمير، ثم إلى العروبة، ثم إلى الإسلام؟ إن كنا مسلمين حقيقيين، وإن كنا مؤمنين حقيقيين؟! ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــ2ــــــــــة:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله اتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك, اللهم إنا نسألك أن تنصر الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصر رجالك رجال الله رجال الجيش العربي السوري، وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, وأن تؤيدهم بمدد وملائكة من عندك, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، وأن تثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن والجندي المؤمن بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بِشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.