الأحد 08 جمادى الأولى 1446 - 10 نوفمبر 2024 , آخر تحديث : 2024-10-01 12:47:36 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2016-08-21 الساعة 11:54:18
منزلة الشهادة والشهيد في الإسلام
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 16 من ذي القعدة 1437 هـ - 19 من آب 2016 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )إِنَّ اللَّـهَ اشتَرى مِنَ الْمُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّـهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّـهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ ([التوبة:111].

معاشر السادة: الشهادة مَنزلة رفيعة من الرضوان الأعلى، يَصطفي الله لها من يشاء من عباده، ولذلك قال: ﴿وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ﴾ [آل عمران:140]، والملاحظ أن المختارين لهذه المكانة الرفيعة مؤمنون، همهم الأكبر إعلاء كلمة الله، ورد الظلم والعدوان عن المنكوبين.

إن الشهداء أعلى مكاناً من أوهام القاصرين، فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم حدث أصحابه عن منازل الشهداء قائلاً: ((لما أُصيب إخوانكم بأحد، جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر، ترد أنهار الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم، قالوا: مَن يُبلغ عنا إخواننا أننا أحياء في الجنة نرزق، لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا من الحرب، فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله عز وجل قوله: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ﴾ [آل عمران: 169-170])).

لقد حدثنا الإسلام عن رجال عشقوا الشهادة في سبيل الدفاع عن الحق، ونشر الحب والطمأنينة والسلام بين الناس:

ها هو جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، كان رجلاً سمحاً بماله، كان سمحاً بنفسه، وكان مثال المؤمن القوي اليقين، ترك زوجته وأولاده وذهب إلى ربه، بتلك الخطى الراسخة الجريئة، فلم تجش نفسه بحب الحياة لحظة بين بوارق سيوف التي تهفو الأبصار والألباب، لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه: ((مر بي جعفر البارحة في نفر من الملائكة، له جناحان يطير بهما في الجنة، مخضب القوادم بالدم))، لما نُعي جعفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بيته، وكانت امرأة جعفر قد انتهت مِن أشغالها ومن تنظيف أولادها وتطيبهم، فأخذهم النبي واحتضنهم، ثم غلبه التأثر فدمعت عيناه، فقالت زوجة جعفر في ارتياع: هل جَرى لجعفر شيء؟ قال: نعم، أصيب هذا اليوم، ثم دعا أهله يأمرهم أن يَصنعوا طعاماً لآل جعفر، فقد شُغلوا بمأتمهم.

وها هو مصعب بن عمير، أنعم فتيان مكة، فبعد أن اعتنق الإسلام حَرمه المشركون ثروته وماله، حتى عض الفقر بنابه، فإذا هو يَلبث ثوباً من جلد الضأن بعد أن كان يتنعم بالحرير، وها هو ذا ينال الشهادة في أحد غريباً، لا يكتمل عليه كفنه.

وها هو عبد الله بن حرام، كان أباً لست بنات وغلام واحد، وهو جابر بن عبد الله، فقال لابنه: لا تترك الفتيات الستة دون رجل معهن، ولا تطيب نفسي بأن يَخرج الرسول للقتال وأنا جالس في بيتي، فابق أنت معهن وأنا ذاهب للقتال، وذهب الرجل ليستشهد في معركة أحد.

في معركة أحد كُشف عن معادن بالغة النفاسة، فهناك رجال ركلوا الدنيا بنعالهم ومضوا إلى الله، لا يلوون على شيء، وهناك رجال ثبتوا في مواقف ميؤوس منها، لا يحملهم على الثبات إلا الوفاء إلى آخر رمق، والناس طائفتان: طائفة متجردة وفية للحق وإن أصابه ما أصابه. وطائفة قد أهمتهم أنفسهم لا يسعون إلا لمآربهم ولا يدورون إلا حول أشخاصهم. وأمثال هؤلاء لا تنتصر بهم عقيدة ولا وطن.

إن انتصار الحق يَحتاج إلى أمرين اثنين هما: صدق النية، وحسن الأداء، ولا يُغني أحد الأمرين عن الآخر، وهنا سؤال يطرح نفسه: هل تَستطيع الأفراد والأمم أن تُعول على الجبناء والمتخاذلين وأصحاب المصالح أيام الشدائد والأزمات.

قال أحد علماء مصر رحمه الله: عندما استطاع الملك فاروق إطفاء معركة القناة، وأمكن رجال قصره إقصاء الشباب الذين كانوا في معسكرات الإنكليز، تحدث الجبناء فيما بينهم حديثاً له دلالته، قالوا: ألم نتنبأ بهذا المصير، ونحذر الفتيان الأغرار من خوض هذه المعارك؟! إن هذا بلد لا يُخدم ولا يستحق أن تُراق من أجله قطرة دم، وأقبل الجبناء يَهنأ بعضهم بعضاً بالراحة من أعباء القتال التي رفضوا حملها، ومشى فريق منهم إلى آباء الشهداء يُواسونهم بألفاظ يائسة، بألفاظ تُخفي ورائها مَقابح الكفران بكل شيء، فلو جلتها الصراحة المرة لكان عزاؤهم لأسر الشهداء أنكم أنتم الجانون على أنفسكم، غامر بنوكم بمستقبلهم، فضاعوا وضاع عليهم، وسيسحب عليهم النسيان ذيله الطويل، ثم يَنتهي كل شيء.

وقال الشيخ: كنت أُجيل الطرف في أعقاب المعركة التي أَحبطها فاروق وحاشيته، وأشعر بغصة مُروعة وحزن كظيم، وقلت أجادل الجبناء: أما زعمكم بأن هذه الدماء ذهبت هدراً في غمرة من الحماسة الطائشة، فهذا كذب، إن كل قطرة منها وقعت في يد الله قبل أن يبلل بها الثرى، والمقاتلون كانوا يبصرون قصدهم ويعرفون اليقين، ماذا سيلقون من أعدائهم، ومدى ما يفيدون به دينهم وأمتهم، ذلك والجهاد الذي فرضه الله لا يقوم به المؤمن لوطن يستحق أو لا يستحق، إنه يقوم به لله، أداء للواجب وفراغاً للذمة، وخروجاً به من تبعة التخلف، فأما تقدير الناس لهذا الجهاد أو استخفافهم به فأمر ليس له وزن في حساب الشرفاء.

إن الجندي المخلص لم يَخرج لترى مكانته ولم يُضحِّ لِيَقبض من الناس أجره، ولم يتقدم ليقول عنه الجبناء متهور، أو ليقول الشجعان عنه جريء، لا، ثم ما هذا المستقبل الذي يزعم السفهاء أنه ضاع على الطلاب المقتولين في معركة الشرف؟!.

إن هؤلاء القتلى أَحرزوا مُستقبل الحياة كلها، أحرزوا الخلود الأبدي في جوار أكرم الأكرمين، لقد كسبوا كل شيء، يَحرص الرَّاشدون على اكتسابه، في حين ضاع على أغيارهم من القاعدين كل شيء، فهم في ساحة الحياة الدنيا يتراكضون خلف سراب يَعجز طالبه عن إدراكه، ولو أدركه ما امتلأت يداه إلا فقراً، هل الشهداء ظلوا أحياء في معاهدهم ونالوا الدرجات العلمية التي يَصبون إليها، وتسلموا في الدولة والمجتمع أعلى المناصب، ثم ماذا، بعد ماذا، بعد طول المكث في الأرض وجمع الحطام من أسواقها الحاشدة، ماذا إلا التأخر عن مواطن الكرامة التي تعجل للشهداء، والتعرض لمتاعب العيش التي تفرض على الأحياء، فإن الله خاطب أولئك العظماء بقوله: ﴿وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ * وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّـهِ تُحْشَرُون﴾ [آل عمران: 157-158].

ولله در الشاعر عندما قال:

ولو أن الحياة تبقى لحي *** لعددنا أضلنا الشجعانا

وإذا لم يكن من الموت بد *** فمن العجز أن تكون جبانا

إن الشهيد حي عند الله، فليبق فيما بيننا حياً، ولا يجوز أن تكون عقبى موته أن يَضيع حقه أو أن يفرط فيه، كذلك ينبغي أن نُعامل كل مُصاب في هذه الحروب النبيلة.

إن من الإجحاف أن يَفقد الرجل ذراعه أو عينه في الميدان، فيكون أول ما يتوقعه بعد العاهة التي آذته أن يفصل من عمله لعدم لياقته، ثم يَشرع الرحماء في تصيد الهبات له، يَجب إعادة الجرحى والمنكوبين إلى وظائفهم وأعمالهم، حتى يَشعروا أنهم في أمَّة تُقدر فضلهم وتكرم شجاعتهم وتربؤ بهم عن أكل الصدقات.

يا سادة: لَقد كثر في هذه السنوات الكلام عن الشهيد، من هو الشهيد؟ هل الذي مات وهو يحمل سلاحه، ويوجه سلاحه على جيشه وبلده هو شهيد؟ هل الذي مات وهو يسرق اقتصاد بلده هو شهيد؟ هل الذي اقتحم القرى والبلدان الآمنة فسبى نسائها وذبح أطفالها وخان رجالها ثم قتل فهو شهيد؟ لا لا أبداً، لقد بَيَّن النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم أن الشهيد هو مَن مات مُدافعاً عن عرضه عن دينه عن ماله عن دمه وأهله، حيث قال: ((مَن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد)).

معاشر السادة: الشهيد هو الذي دافع عن أهله، هو الذي دافع عن وطنه، هو الذي دافع عن دينه، هو الذي حمى أرضه، وهو الذي سعى في ليله ونهاره، وتحمل ما تحمل في سبيل الدفاع عن الحق ونصرة الحق، اليوم تستغرب عندما تسمع من المسلحين المجرمين، من الإرهابيين من الوهابيين من الإخوانيين التكفيريين، أنهم عندما يَزفون قتيلاً يقولون إنه شهيد، أين استشهد؟ كيف هو شهيد؟ هل هو استشهد على أعتاب المسجد الأقصى؟ أين استشهد؟ لماذا تقولون إنه شهيد؟ انظروا إلى تاريخه، إلى أعماله، إلى قتاله، كم هو مِن طفل قتل؟ كم من امرأة قتل؟ كم مِن إنسان بريء قتل؟ والآن تقولون إنه شهيد! سرق اقتصاد بلده، قتل أبناء وطنه، دمر أهله، شتت الناس من بيوتهم، أخرجهم من بيوتهم، أخرجهم من قراهم، أخرجهم من مدنهم، وتقولون إنه شهيد؟ هل دافع عن قضية المسجد الأقصى؟ هل دافع عن دينه؟ لا، إنه حرامي، إنه قاتل من أجل المال، إنه قاتل من أجل الدولار، والآن تريدون أن تزاودوا على دين الله، وتقولون إنه شهيد، هذا كذب وهذا افتراء على الله.

وإنك لتستغرب عندما تجد السعودي الصهيوني الإرهابي الوهابي التكفيري عبد الله المحيسني في إدلب، يوزع الحوريات على المقاتلين، وكأن الله كلفه بملف الحوريات في الجنة بيده هو, مَن قتل جندياً من رجال الله رجال الجيش العربي السوري له خمسين حورية في الجنة، مَن يفجر الحاجز الفلاني له ثلاثين حورية في الجنة، مَن يبقر امرأة في بطنها ويُخرج جنينها ليلعب به كرة قدم له عشرين حورية، لم يبق حوريات في الجنة، هؤلاء شهداء، هؤلاء يقاتلون من أجل الله، إنكم تقاتلون من أجل الحورية، وعندما تلقون الله سيقول لكم: كذبتم، أنتم ما قاتلتم من أجلي، أنتم قاتلتم من أجل شهواتكم وملذاتكم وإغرائكم، ومن أجل الدولار.

إن رجال الله رجال الجيش العربي السوري هم الشهداء، لا نُبالغ ولا نزاود في ذلك أبداً، هم حموا الأرض وحموا العرض، ودافعوا عن القضية الفلسطينية من قبل ومن بعد، ونحن نقول للعالم أجمع: أعطونا جيشاً عربياً شريفاً وقف وقفة حق في الماضي والحاضر كالجيش العربي السوري وكالجيش العراقي وكالجيش المصري، أعطونا، هؤلاء هم الشهداء، وهم الرجال، دافعوا عنا، دافعوا عن حياتنا، دافعوا عن ديننا عن وعقيدتنا وعن مبادئنا، وعن مسيحيتنا الغراء والسمحاء، دافعوا عن العقائد والشرائع السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى، فمهما قدمنا -يا سادة- من حب من ولاء من احترام من تقدير للشهداء ولأسر الشهداء يَستحيل ثم يستحيل، ثم والله يستحيل أن ن]قدم لهم جزءاً من حقهم الذي يجب وهو فرض علينا أن نقدمه لهم.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 

 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــ2ــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. عباد الله اتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

معاشر السادة: الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار، شهداء الجمهورية العربية السورية، الذين قدموا أغلى ما عندهم وهي أرواحهم، من أجل أن نكون آمنين، من أجل أن نكون سعداء، من أجل أن نكون مطمئنين: ﴿بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ( آمين.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم إنا نسألك أن ترحم شهداء الجمهورية العربية السورية, اللهم إنا نسألك أن ترحم شهداء الوطن، وأن تجعل قبرهم روضة من رياض الجنة، وأن تجعل دماءهم الطاهرة الزكية نوراً يتلألأ بين أيديهم يا رب العالمين، وأن ترزق أهليهم وذويهم الصبر والسلوان, وأن ترزق أهليهم وذويهم الصبر والسلوان, اللهم إنا نسألك تنصر الجيش العربي السوري، وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله, وأن تكون لهم معيناً وناصراً يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بِشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية, )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1247
تحميل ملفات
فيديو مصور