بتاريخ: 12 من رمضان 1437 هـ - 17 من حزيران 2016 م
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.
عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.
يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ( [القصص: 83].
معاشر السادة: وقر في النفوس أن تفاوت الناس في اقتسام الأرزاق سنة الله في خلقه، وأن انقسام الأمم تبعاً لذلك إلى طبقات تتفاضل بحسب ما تملك من متاع الحياة وخيراتها أمر طبيعي قصد إليه الدين بل صرح به القرآن الكريم، وفي تسويغ ذلك تُساق آيات شتى، منها قوله سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذي جَعَلَكُم خَلائِفَ الأَرضِ وَرَفَعَ بَعضَكُم فَوقَ بَعضٍ دَرَجاتٍ لِيَبلُوَكُم في ما آتاكُم إِنَّ رَبَّكَ سَريعُ العِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفورٌ رَحيمٌ ﴾ [الأنعام: 165]. ومنها قوله سبحانه: ﴿وَاللَّـهُ فَضَّلَ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ فِي الرِّزقِ فَمَا الَّذينَ فُضِّلوا بِرادّي رِزقِهِم عَلى ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَهُم فيهِ سَواءٌ أَفَبِنِعمَةِ اللَّـهِ يَجحَدونَ﴾ [النحل: 71]. ومنها قوله سبحانه: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [الزخرف: 31-32].
إن الدين منذ فجر الخليقة حارب فكرة انقسام الناس إلى طبقات على أساس ما يمتلكون من أنصبة مادية جليلة أو قليلة والآيات السابقة تخدم الغرض التي تساق من أجله، ولا يجوز أن يبقى في ظلها نظام الطبقات المعروف بمآثمه ومغارمه ومظالمه، فالآية الأولى إنما تدل على أن الله استخلف الناس في الأرض ليعمروها ويكدحوا فيها، وفاوت بينهم فيما منح من الوسائل الأدبية والمادية التي تعين على ذلك، والتفاوت في المواهب الإنسانية والجهود الإرادية حقيقة لا ريب فيها، فالناس ليسوا سواء في الذكاء والغباء، وليسوا سواء في العمل والكسل، ومن ثم يجب أن لا يتساووا في الأجر الأدبي والمادي الذي يأخذونه بإزاء طاقتهم وجهدهم، وذلك هو معنى الابتلاء الذي تضمنته الآية والتهديد الذي ختمت به، إذ أن الله سائل كل امريء حتماً على قدر ما آتاه من خصائص ومنحه من مواهب.
والآية الثانية: صريحة في أن التفاضل في الرزق إن جاء من أسبابه المشروعة لا يسوغ أن يكون مثار جشع وحرص، يجعل الفاضل بخيلاً به على المفضول، بل ينبغي أن يرد الممتازون بالمال بعض ما معهم على من تحت أيديهم من الخدم والأتباع وغيرهم شكراً لله على ما ميزهم به من مواهب وسلطان.
أما الآية الثالثة: فهي تشير إلى أن جسم الأمة كجسم الإنسان، لا بد فيه من رأس مدبر وعقل مفكر، ومن أطراف تُسخر للتنفيذ وأعضاء يُستعان بها على بلوغ الغايات المقصودة، وهذه حُقيقة مقررة في كل نظام إنساني، فإن الناس لا تُصلحهم الفوضى، والمصالح العامة لأية أمة لا بد فيها من تنوع الوظائف إلى علمية وعملية، وإلى مدنية وعسكرية، وإلى زراعية وصناعية، ومن هذه وتلك يوجد التافه والخطير والدقيق والجليل، ولكي تصلح الأوضاع يختار لكل وظيفة من يستطيع القيام بأعبائها، ومن تُرشحه مواكبه للعمل فيها، ومواهب الناس في ذلك متباينة أشد التباين، فهذا مهندس للمصنع يعمل فيه بعقله، وهذا عامل مجرد يشتغل فيه بيده، وهذا يأخذ إرشاداته وتوجهاته من هذا، لأن هذا يقوم بالتصميم وذاك يقوم بالتنفيذ، والخضوع الواجب في مثل هذه الحالات هو خضوع الجندي لأوامر القادة، فليس هو تسخير إذلال وقهر، ولكنه تسخير نظام وعمل، على أن الملاحظ في البيئات التي يظهر فيها الترف والبؤس ويوجد فيها نظام الطبقات غير ذلك، إذ يقوم التفاوت المالي مقام التفاوت العقلي، ويستنكر بروز النابغين من الطبقات الفقيرة أو توضع العوائق الكثيرة لعرقلة نموهم وإخماد نارهم، وهذا ما سجلته الآية الكريمة حين حكت الاعتراض على نزول الوحي في بيت فقير: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَـذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف: 31]، وجاء الرد الإلهي على قولهم بقوله سبحانه: ﴿اللَّـهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسالَتَهُ﴾ [الأنعام: 124]، فبهذا الرد ردت الأمور إلى نصابها مبينة أن التفاوت العقلي وحده أساس انقسام الناس إلى حقير أو عظيم، وهكذا تتخير الرحمة العليا محلها الذي تهبط إليه غير معترفة بالأساس الجائر للتفاوت المادي بين الناس، فهو مقياس باطل لعظمة مزيفة، ولذلك نرى الآية ختمت بهذا التذييل: ﴿وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [الزخرف: 32].
منذ القدم توجد محاولات عنيدة لتقسيم الناس إلى طبقات على أسس شتى دون النظر إلى القيمة الإنسانية الخاصة، ودون احترام لمواهب وقدرات الآخرين، وقد عمل الإسلام على هدم هذه الطبقية وإعلاء القيم الإنسانية وحدها، مبيناً للإنسانية أن الغنى غنى النفس، فقد روى النسائي وابن حبان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى؟)) قلت: نعم يا رسول الله, قال: ((وترى قلة المال هو الفقر؟)) قلت: نعم يا رسول الله, قال: ((إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب))، عندما تقرا قوله سبحانه: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ أَطْعَمَهُ﴾ [يس: 47]، فإن التساؤل الذي انطوت عليه الآية يتضمن اعتراضاً رأسمالياً صادقاً في تصوير حالة قائليه، وتدرك أن الفكرة التي يصدر عنها الأغنياء في تصرفاتهم مع الفقراء تكاد تكون قديماً وحديثاً واحداً، لا تتغير ولا تتطور، وأساس هذه الفكرة الغائرة في الماضي الممتدة مع الأيام أن الله جعل الأغنياء أغنياء هكذا، لأن الله أحب لهم أن يستمتعوا بنعمة الغنى، وأن الفقراء فقراء هكذا، لأنه شاء لهم أن يشقوا بمصيبة الفقر، وقد زيف القرآن هذا الكلام الذي لا يحمل مسحة من المنطق، وبين قيمة أصحابه عندما عقب على تساؤلهم: ﴿أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّـهُ أَطْعَمَهُ﴾ [يس: 47]، عقب بقوله: ﴿إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [يس: 47].
فالإسلام بين أنه لا بد أن يشترك الجميع في إقامة مجتمع لا يوجد فيه الرجل المترف والرجل المحروم، وبين أيضاً أن التفاضل في الأرزاق لا يعني التقاطع بين الناس، والتظالم بين الطبقات، والتوقح على مقسم الأرزاق، أجل سيبقى الناس متفاوتين في أرزاقهم بعضهم فوق بعض وبعضهم دون بعض، فتلك سنة الحياة.
يا سادة: إن اشتعال نيران الحروب هي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الأوضاع الاقتصادية، فإنك تجد الانتفاعيين والانتهازيين يظهرون أيام الحروب والأزمات وهم كثر، مما لا شك فيه أن أثمان البضائع والسلع تَقذف بها الحرب إلى حد بعيد، وبين عشية وضحاها تَرى التاجر الذي يَملك مليوناً أصبح يَملك عشرة ملايين أو يزيدون، ففي أيام الحروب والأزمات تَرتفع طبقات من الناس وتنخفض أخرى، فالطبقات الغنية يزداد مالها وتتكاثر خزائنها، وتستطيع من خلال أموالها أن تُبعد أبناءها عن الحروب وأهوالها، أما الطبقات الفقيرة فتُكلفها الحروب والأزمات أن تُقدم دمها وتَفقد حياتها، أو تكلفها أن تعيش عيشة تَعِسة لا خير فيها ولا أمان، من هنا كان لازماً على الحكومات أن تعالج هذه المفارقات البعيدة، وأن تحسم نتائجها المربكة، وأن تعمل جاهدة على تخفيف ضغط البؤس الاقتصادي على الطبقات التي نكبت به.
يا سادة: منذ بداية هذه الحرب شبه الكونية على هذا الوطن الحبيب، رأينا الذين يدعون الثورة، رأينا إجرامهم، ورأينا أعمالهم الدنيئة والخبيثة، عندما قاموا بسرقة المتاجر، وبسرقة المحلات، وبسرقة البيوت، وكانوا يقولون: نُريد أن يرى التاجر الذي يملك شركات أو صالات من السيارات الفخمة نُريد أن نراه راكباً على دراجة هوائية، فقاموا بسرقة السيارات مِن مدينة حرستا، سرقوا أموال التجار، رأيت الزعران -دعوني أقول هذا الوصف- رأيت هذا الصنف مع الأسف يركبون بعد أيام قليلة سيارات فخمة وسيارات راقية، وهم يقولون: إنها غنيمة لنا، نُريد أن نقلب الكفة وأن نقلب الموازين على رؤوس أصحابها، لا نريد أن نرى بعد اليوم تاجراً ولا غنياً، فالكرة لنا واليوم لنا والحياة حياتنا، فإنك تجد في هذه الأيام في هذه السنوات الخمس التي مرت أناساً كانوا في الحضيض لا يُحبون العمل، عليهم دعاوى في القتل والإجرام وتهريب السلاح والمخدرات، وها هم اليوم تراهم يملكون الأموال الكثيرة والطائلة، وترى أصحاب الأموال الذين أفنوا حياتهم وأفنوا شبابهم في تحصيله وجعلوه كنزاً لهم في حياتهم ولأولادهم ولأحفادهم تجدهم اليوم يبحثون عن عمل حتى يسد فيه جوعتهم وحتى يؤووا به أسرتهم وعائلتهم، فالحروب ترتفع بأناس وتنخفض بأخرى، وإن كان كثير من الناس مع الأسف أيام الحروب والأزمات لا يتحرون الحلال والحرام، المهم أن يملؤوا جيوبهم، المهم أن يملؤوا بطونهم، أمن حلال أم من حرام فهم لا يبالون، فهذه الحرب الغادرة والحاقدة على سوريا وعلى هذه الشعب جعلت الشعب العربي السوري يعاني ما يعاني من ويلات الغلاء، يعاني ما يعاني من ويلات الحرب الاقتصادية التي شنتها أمريكا علينا منذ بداية الفتنة والمؤامرة على هذا الوطن الحبيب والوطن الشامخ والصامد، فنحن اليوم كعرب أولاً وكمسلمين ثانياً وبما أننا نتصف بالإنسانية ثالثاً يجب علينا أن لا يكون هناك تميز بين الناس، طبقة غنية وطبقة فقيرة، إذا فعلنا ذلك فإننا سنغرق كما غرق أصحاب سفينة التايتنك، عندما جعل الأغنياء قسماً لهم في الأعلى، ووضعوا الفقراء في القسم الأسفل، فكانت النتيجة في النهاية أن غرقت السفينة بمن فيها في البحر، فنحن اليوم لكي لا يغرق الوطن بنا أو نغرق بالوطن ولكي لا نكون أداة فعالة لتدمير هذا الوطن ولتدمير اقتصاد هذا الوطن، ينبغي علينا أن نكون متعاونين مع بعضنا البعض متماسكين ومتعاضدين ومتراحمين، فنحن في شهر رمضان المبارك، كم هناك من إنسان مهجر، هناك الملايين، كم هناك من أرملة فقدت من كان يعيلها، واليوم تبكي وتئن لأنها لا تجد من يقوم على خدمتها ورعايتها، وربما لا تجد أمامها إلا طريقاً واحداً أن تسلك طريق الفاحشة والرذيلة لا سمح الله، فنحن كلنا معنيون -يا سادة- في شهر رمضان وفي غير رمضان معنيون أن نكون متراحمين مع بعضنا البعض، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح: ((من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)).
تعالوا يا سوريون، تعالوا يا دمشقيون، تعالوا يا أبناء الريف، تعالوا لنتعاون، تعالوا لنتراحم، تعالوا لكي نحيي رمضان بمعانيه السامية وأخلاقه الراقية، لكي نكون مؤمنين حقاً مسلمين صدقاً، صائمين الصيام الذي يريده الله عز وجل، منتهزين العمل والطريق القويم الذي رسمه لنا نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
شهر رمضان شهر الخير، شهر الرحمة، شهر المواساة، وهذا الشهر واجب على كل غني وعلى كل مقتدر، أن يقف إلى جانب أخيه السوري، لا أقول مسلماً أو غير مسلم، نحن كلنا في هذا الوطن إخوة في الله، إخوة في الإنسانية، واجب على كل مسلم اليوم أن يساعد أخاه المسيحي، واجب على المسيحي اليوم أن يساعد أخاه المسلم، واجب علينا اليوم أن نقف جميعاً في صف واحد، في خندق التراحم، في خندق التعاطف، في خندق المودة، حتى نكون قادرين على مواجهة الحرب الاقتصادية الجائرة التي أبكت السماوات والأرض والجبال وأبكت البشر والحجر.
﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــ2ــــــــــة:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله, اتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم ولا تعذبنا فإنك علينا قدير, اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك, ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشداً, اللهم إنا نسألك أن تنصر الجيش العربي السوري في حلب الشهباء, اللهم إنا نسألك أن تنصر الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية, اللهم إنا نسألك أن تنصر الجيش العربي السوري في السهول والجبال والوديان, وأن تكون لهم معيناً وناصراً يا رب العالمين, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، وأن تكون لهم معيناً وناصراً يا رب العالمين, اللهم وفق القائد المؤمن بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بِشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية.
)سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(