الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2016-05-29 الساعة 11:55:25
الإسراف والتبذير
الشيخ مأمون رحمة

بتاريخ: 20 من شعبان 1437 هـ - 27 من أيار 2016 م

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسرِفينَ ([الأعراف: 31].

معاشر السادة: للجسد الإنساني وقوده الذي يقوى به ويحيى، ويستحيل حرمان هذا الجسد من مصادر وجوده وغذائه ونمائه، وذلك لأن التجويع التام يقتله، والحرمان من مصادر رئيسية يُثير فيه الاعتلال ويفرض عليه الضعف والذبول، ولم يجئ في شرع الله تكليف من هذا النوع المحرج، بل جاءت السنة تأمر بالاقتصاد في الطعام والشراب، وذلك حفظاً على سلامة البدن من الأمراض والأوجاع، فقد روى الترمذي وغيره، عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن بهن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه)).

لَكن الواجدين من الناس عندما يَأكلون لا يَكتفون بتناول الغذاء المطلوب لأبدانهم، بل يلتهمون مقادير أكبر، كُلٌّ على قدر نغمته وطاقته، ونحن نُفتن في تزويد أنفسنا بأزيد من حاجتها، والرغبات تمتد مع التلبية المستمرة، وهذا الجسد العَجيب قادر على اكتناز ما يفرض عليه، إما بدانة مُفرطة، أو قبولاً لما يُشحن به، وهنا تلعب الإرادة النفسية دوراً كبيراً في ضبط النفس ولجمها عن الإسراف والتفريط، وقديماً قال الشاعر:

والنفس راغبة إذا رغبتها *** وإذا تُرَدُّ إلى قليل تقنع

لعل فَريضة الصيام تُذكرنا بهذه الحقيقة النفسية التائهة، فإن فريضة الصيام تُحدث تغيراً شاملاً في السلوك العام، وتعلم الأفراد والجماعات أن يكونوا أصحاب عزيمة وإرادة، لاسيما أيام المحن والحروب والأزمات.

قال علماء الأدب والتاريخ: كان العرب إذا نزل بهم عدو أو حَلَّ بهم مكروه هجروا تقاليد السرف والترف، وابتعدوا عن أسباب اللهو والمجون، وما يسمح أحدهم لنفسه بسرور غامر وضحك عالٍ، إلا إذا نال ثأره أو استرد ما فقده، فإذا تم له ما يبغي قال وهو مستريح:

فساغ لي الشراب وكنت قبلاً *** أكاد أغص بالماء الفرات

وقد نزل أبو سفيان وجُمهور أهل مكة على هذه العادة بعد هزيمتهم في معركة بدر، فحلف أبو سفيان أن يَحرم نفسه شتى الملذات حتى يدرك ثأره من محمد، واتسق هذا المعنى في تقاليد البطولة التي شاعت بعد بين المسلمين، حيث قال شاعرهم:

قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم *** عن النساء ولو باتت بأطهار

إن الأثر النفسي العظيم لفريضة الصيام هو تدريب المؤمن على ضبط نفسه وإحكام أمره وتقييد شهواته، فعندما يترك بعض الأعمال المباحة فإنه يتمرن على ترك جميع الأعمال المحظورة، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب طاقة كبيرة على الحياة، مهما تباينت ظروفها واختلف عليها العسر واليسر والانكسار والانتصار، وقد عَلَّم أصحابه أن الاستسلام للشهوات المادية سقوط بالهمة وخور في العزيمة واسترخاء مع الشيطان، قال عليه الصلاة والسلام يَصف المجتمعات المعتلة: ((إن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم ضعفت قلوبهم وجمحت شهواتهم)) وقال: ((إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى)) وقال: ((إن شِرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ونبتت عليه أجسادهم)) وقال يَصف عُشاق اللُّيونة والرَّخاوة والمظاهر الجوفاء: ((تَعِسَ عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة والخميصة)) والقطيفة والخميصة أنواع من الأقمشة تمتاز بالفخامة والنعومة، يَحرص عليها طلاب الرَّاحة وعبيد الدنيا، ويَظهر أن بعض المسلمين لا يَستفيدون من صيامهم هذه الآثار النفسية والاجتماعية التي تُعين على خلق شعوب مُجاهدة تتحمل متاعب الحصار الاقتصادي والعسكري، وأنهم حَريصون في جوانب كثيرة على تقاليد اليسار والسعة والتشبث بما ألفوه أيام السلامة والسلام.

إن عِبادة الحياة وتكريس القوة والوقت لها وحدها علة قديمة بين الناس، وهي العلة التي أرخصت القيم الرفيعة، وألهبت الغرائز الوضيعة، وصرفت القصد عن الله، وعَلَّقت الهمة بالحاضر القريب، ونسيت ما عداه في المجتمعات التي فَتكت بها هذه العلة، يقول جل شأنه: )إِنَّ هَـؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا ([الإنسان: 27]. وقال سبحانه: )فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ...  ([النجم: 29-30].

والمدنية الحديثة قد ضاعفت لأبنائها الفُرص لعبادة الحياة والعَبِّ منها دون ارتواء، وذلك أن الشهوة تُغري بالشهوة والرغبات الشهوانية تزداد اشتعالاً، مما أدى إلى حرق الأجيال والمجتمعات، ولذلك رأينا الأديان في أوربا وأمريكا عَجزت عجزاً تاماً عن علاج هذا السعار، لقصورها الذاتي أولاً، وتَخلفها وانسلاخها عن الأخلاق ثانياً، والغَريب أن بعض المسلمين نافسوا غيرهم في التهاوي على هذه المتع والتشبع منها جُهد المستطاع، ومِن هنا كان لِفريضة الصيام دور كبير في مجاهدة النفس ولجمها عن الشهوات والمغريات، ولذلك تجد الصائمين المجاهدين لأنفسهم يُفطرون على طلقات المدفع ويتسحرون على دوي الطبول، وكأن شهر رمضان يَقول لنا: جاهدوا نفوسكم استعداداً لجهاد عدوكم، فعندما تَنتصرون على نفوسكم تَنتصرون على عدوكم، ولكي يَكون هذا الجهاد النفسي صادقاً لا بُد أن يَجيء تنفيذاً لخطة رسمتها الشريعة وبينت معالمها بوضوح، ومن هنا فالجهاد المقبول لا مَوضع له إلا إذا كان انتهاءً عن حرام أو انتهاضاً إلى واجب، فالجهاد المقبول هو الذي يَسبك النفس في بَوتقته لتصفو من أدرانها، ثم تُصاغ وفق القالب الذي أراده الله لها، والجهاد المقبول هو الذي يَستهدف وجه الله في كل حركة، ويتحرى حكمه في كل وجه، وما عدا ذلك فهو مَردود على أصحابه، فإنه يُخطئ مَن كان يظن أن رمضان فرصة بطالة وقعود أو راحة واستجمام.

ألم تعلم -أيها المسلم، أيها العربي- أن أعظم معارك الإسلام دارت في شهر رمضان؟ وأن صحائف من أمجادنا كُتبت في شهر رمضان؟ خَرج المسلمون للقتال في بدر ورزقهم الله النصر المؤزر والفوز العظيم في شهر رمضان، زحف النبي صلى الله عليه وسلم بجيش عرمرم لفتح مكة المكرمة وحقق الله له الفتح المبين، )إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا  ([الفتح: 1]، وفي شهر رمضان المبارك اتحدت الجيوش العربية لقتال اليهود الصهاينة في حرب تشرين التحريرية، اتحد الجيش العربي السوري مع أخيه الجيش المصري ومع أخيه الجيش العراقي، وكان آنذاك الجندي في الجيش العربي السوري وفي الجيش المصري وفي الجيش العراقي صائماً مقاوماً، يُقاتل اليهود الصهاينة لكي يَرد اعتبار وهوية العربية القومية والسورية، كان يَقول آنذاك الجندي: لَعل فطوري يكون في الجنة، لعل فطوري يكون في الجنة، إنها الإرادة التي يَصنعها شهر رمضان، إنها الإرادة التي تصنعها فريضة الصيام في الإنسان المؤمن والمسلم الحق والصادق، الإرادة هي التي ينتصر بها الإنسان على نفسه، وهي التي يَنتصر بها على عدوه، وإننا رأينا مُنذ أيام قليلة في مدينة طرطوس وجبلة الإرادة على أرض الواقع، يتحلى بها رجال طرطوس ورجال جبلة ونساؤها وشبابها وأطفالها، وهم يُواجهون يد الغدر والإجرام، وهم يُحاولون تَشتيت هذه المؤامرة الغادرة الخائنة، والذي حدث في مدينة طرطوس وجبلة، اعلم ذلك أيها السوري وأيها العربي، الذي حدث في هاتين المدينتين مِن تفجير إرهابي غاشم غادر، بتمويل سعودي قطري تركي وتوجيه أمريكي صهيوني، غايته أمرين اثنين:

الأمر الأول: ضرب محور المقاومة في الجمهورية العربية السورية، وذلك لأن أعداء الوطن يُدركون أن محور المقاومة في الجمهورية العربية السورية يتكون من هاتين المدينتين العظيمتين الشامختين، وكم هناك من شهداء في مدينة طرطوس وفي مدينة جبلة أم الشهداء، قدموا أولادهم دفاعاً عن أرض هذا الوطن، ماتوا في دمشق، استشهدوا في دمشق وريفها، استشهدوا في مخيم اليرموك، استشهدوا في حمص، في حماة، في حلب، في دير الزور، دفاعاً عن أرض هذا الوطن.

الأمر الثاني: يُحاولون تمزيق هذه اللحمة الوطنية التي يَتحلى بها هذا الشعب العربي المقاوم، يحاولون إيقاع الفتنة أن السُّنة تقتل الشيعة والعلويين، لكننا نقول لهؤلاء الحشرات وعلى رأسهم الحشرة القذرة فيصل القاسم، نقول لهم: والله إنكم أخطأتم الطريق وأخطأتم الهدف، عندما حاولتم أن تلعبوا مع الأسود في مدينة طرطوس وجبلة، هذه التفجيرات زادتنا قوة إلى قوتنا، زادتنا صموداً إلى صمودنا، وعطاء إلى عطائنا، وحُباً إلى حب بعضنا البعض، قال محافظ طرطوس حفظه الله وجزاه الله عنا كل خير، البارحة قال: ظهرت إشاعة أن بَعض أهالي طرطوس هجموا على المخيمات مخيمات الوافدين إلى طرطوس، قال فسارعت حتى أتأكد مِن الخبر، فرأيت أن شباب طرطوس الرِّجال الأوفياء العُظماء الشرفاء المقاومين -الذين ننحني لهم إجلالاً وحباً وإكباراً- وجدتهم يَلتفون حول المخيمات التي يَقطن فيها النازحون أو المشردون، فقلت لهم: ماذا تفعلون؟ قالوا: جِئنا لِنُدافع عن أهلنا هنا الذين جاؤونا من ريف دمشق، والذين جاؤونا من حلب الشهباء، والذين جاؤونا من إدلب الخضراء، نحن كلنا هنا أبناء دم واحد، ولن يستطيع أحد أبداً -اسمعوا أيها الخونة، أيها المتآمرون، اسمعوا رسالة أهل طرطوس وأهل جبلة- لن يستطيع أحد أبداً أن يَنال منهم، أو أن يجعلهم ينحرفون عن مسارهم القويم الذي يُحبه الله عز وجل، والذي رسمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يا سوريون: علينا أن نَكون واعين، علينا أن نكون حذرين، علينا أن نكون يقظين، هم يَعملون اليوم في هذه الأيام يَعملون على ضرب الشرائح في الجمهورية العربية السورية، يَعملون على تمزيق هذا النسيج الوطني الجميل، على هذه اللوحة الراقية الرائعة بأخلاقها بقيمها بشمائلها، لأنهم يدركون أن النعرات الطائفية هي أقصر طريق لدمار الوطن، نقول لهم: لقد فشلتم في البداية، فلن تنجحوا في النهاية، فنحن أحفاد الشيخ صالح العلي، وأحفاد سلطان باشا الأطرش، وإبراهيم هنانو، ويوسف العظمة، لن تستطيعوا أن تقسموا سوريا، ولا أن تمزقوا شبراً من أرضها، وكل الحب والإجلال لأهلنا الأكراد الشرفاء، الذين يَسعون إلى توحيد الأرض السورية، ثِقوا تماماً أيها السوريون، ثقوا تماماً أيها العرب، ستبقى الجمهورية العربية السورية أرضاً واحدة، لا نقبل أبداً لا نقبل أبداً، ومستحيل أن تُنقسم هذه البلاد إلى أجزاء متناثرة ضعيفة، مستحيل هذا الكلام، لأننا لا نُريد أن تَقوى شوكة بني صهيون، فنحن أقوياء بوحدة أرضنا، وبوحدة صفنا، وبتجمع بعضنا البعض، وبوقوفنا في خندق واحد دفاعاً عن حب وأرض هذا الوطن.

ما أجملك يا دمشق، يا بلد العروبة والإسلام، ما أحلاك يا سوريا بأهلك في الساحل، في الشريط الأخضر الممتد الكبير والشامخ، بأخلاقه بعروبته وبقوميته، ما أجملك يا سوريا وأنت تنظرين إلى أبناء دمشق، أنهم هم حماة العروبة وحماة الإسلام، ما أحلاك يا سوريا، ومن أجل ذلك يُحاول أعداؤك أعداء الفتنة شيوخ الفتنة القذرين الوقحين الأقزام أن يقضوا عليكِ، لأنهم لا يُوجد عندهم هذا الذي يوجد عندنا، فإنهم لا يعرفون الوطنية ولا يعرفون الكرامة، وإذا بحثوا عنها فإنهم يُضلوا طريقها، فنحن الرجال ونحن الأباة، ونحن مَن صنعنا التاريخ، وها هو الجيش العربي السوري اليوم يُعيد كتابة التاريخ من جديد، بالتعاون مع القائد الفذ والمحبوب "فلاديمير بوتين"، وبالتعاون مع القائد الجليل "حسن روحاني"، وبالتعاون مع المقاومة اللبنانية الشرفاء وعلى رأسهم السيد "حسن نصر الله" زعيم العروبة زعيم المقاومة، كُلنا خَلف هؤلاء الشرفاء، كلنا خلف هؤلاء العظماء، كلنا خلف الحق، وسنسير ثم نسير حتى نصل إلى حقنا، ولن نَرضى إلا أن نأخذه كما نريد.

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.


 

الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــ2ــــــــــة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله, اتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم إنا نسألك أن تنصر الجيش العربي السوري, وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان, اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، وأن تُثبت الأرض من تحت أقدامهم, وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم وفق السيد الرئيس القائد المؤمن بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، وخُذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بِشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية.

)سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 930
تحميل ملفات

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *