خطبة الجامع الأموي لفضيلة الشيخ مأمون رحمة
24 من جمادى الأولى 1437 هـ / 4 من آذار 2016 م
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين. عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.
يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّـهَ يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّـهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا( [الفتح: 10].معاشر السادة: إن القيمة العليا والميزة العظمى للمجتمع الواعي والصالح أن يكون الإيمان مصدر أمان لكل فرد فيه، وأن يكون الإسلام مبعث سلامة وعافية ورضى، أما أن يحيا الضعيف قلقاً على حرمانه، وأن يمشي في البلاد خائفاً يترقب، أما أن ينتفخ القوي ويبسط يده بالأذى دون رادع، أما أن يستطيع المتجبرون اختطاف الناس من بيوتهم، أو بتعبير القرآن إخراجهم من ديارهم؛ فهذا وضع لا يستقر معه إيمان، فقد روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن)), أي أن الإيمان يُهِلُّ اليد عن العدوان ويحجز عن الأذى. لقد أخذ الله المواثيق على بني اسرائيل أن لا يسفكوا الدماء، وأن لا يروعوا الآمنين، وأن لا يشردوا رجلاً من بيته ويخرجوه من أهله، حيث قال سبحانه: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [البقرة: 84-85]. هذا الميثاق يتضمن بلغة عصرنا ضمانات لحقن الدماء وحفظ الحريات وإشاعة الطمأنينة في المجتمعات، فما من منكر ارتكبه بنو إسرائيل قديماً واستحقوا به غضب الله إلا فعل بعض المسلمين مثله في هذه السنوات التي مرت، فماذا يقول الأوربيون الذين لا يدينون ديننا في مثل هذه التصرفات، وكيف يكون رأيهم في الإسلام وأهله، وكأنه فينا نزل قوله سبحانه: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ [الحشر: 15]. والأمة التي يعتدي بعضها على بعض فإنها تحرم رعاية أو عناية الله وبركته ورحمته في الدنيا والآخرة، لا يزال فقدان الرشد الاجتماعي يسيطر على بعض الناس ويُضري الحروب بينهم، في الوقت الذي تحتاج فيه أمتنا إلى التجمع والوئام، بأي عقل يقتل المسلم أخاه المسلم، والعربي أخاه العربي، وكانوا بالأمس القريب يقاتلون عدواً مشتركاً، بأي عقل تبقى العداوة الخسيسة بين الناس، وقد عصفت المجاعات والمآسي والأحزان بين صفوف الضعفاء والأبرياء وتسابق الغرباء إلى إطعام الجائع وإيواء الشارد، لم يضيع الغرب أوقاته سدى عندما وطأت أقدامه بلاد العروبة والإسلام، لقد شرع لفوره يبث العداوة والفتن في صفوف الأمة، ليصنع جواً يلائمه ومستقبلاً يطمئن إليه، وها قد نضجت الأشواك التي بذرها، ورأينا أناساً يفكرون بعقله ويضربون بيده وفق مشيته، ومع ذلك فهم يدعون بأنعم عرب ومسلمون، وهذا المسلك لا يمكن أن يقبله عاقل، ولله الدر القائل عندما قال: فإما أن تكون أخي بصدقٍ *** فأعرف منك غثي من سميني
وإما فاطرحني واتخذني *** عدواً أتقيك وتتقيني
وهنا سؤال يطرح نفسه: لماذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم بشروط هدنة الحديبية مع أن أصحابه لم يكونوا مقتنعين بها؟. إن الهدنة تكشف نوايا النفوس، وتميز الخبيث من الطيب، وتحدد مواقف الأفراد والجماعات من القضايا التي تواجههم، إن الصغير يعلمه أبواه شيئاً من دروس الحياة، فإذا لم يتعلم شب عن الطوق ليواجه الدنيا بعقل فارغ من حقائق كثيرة، والعامة يقولون: (من لم يربه أبواه ربته الأيام والليالي)، فإن حقائق الحياة لا تلين للميوعة والدلال، بل ستظل تصفع المعوج إلى أن يستقيم عوجه وينتظم سلوكه مع قوانين الحياة الصارمة، وما يقال عن الأفراد يقال عن الأمم، فالأمة التي تعرف الحق وتمشي على سننه وتقف عند حدوده أمة تنجو من النار وتحذر المزالق الخطيرة، والأمة التي تشب كالطفل المدلل لا تجد من يعرفها الخطأ والصواب والخير والشر لا بد أن تؤدبها الأيام والليالي، ولا بد أن تلقى من اللطمات والمخازي ما يعلمها الحق الذي جهلته ويلزمها السبيل التي شردت عنها. يا سادة: إن الدارس لهزائم المشركين الكبيرة التي أصابتهم في معركة بدر وفي فتح مكة يجد أن المشركين هم صانعوا هذه الهزائم وملحقوها بأنفسهم، فإنك تتساءل: ما كان أغنى هؤلاء عن القتال في بدر بعدما نجت قافلتهم وفقدت الحرب سببها، لكن الزهو والغرور لعبا بقيادة الكفر فمضوا في طريق البطر والرياء فقالوا: لا بد أن يسمع بنا العرب وأن نقوم باستعراض للقوى يذل جانب الإيمان ويكسر أفئدة المؤمنين، فنشبت الحرب لغير ضرورة، وكانت الكبرياء التي دفعت إليها هي القطرة التي فاض بها الإناء، أو القشة التي قسمت ظهر البعير كما يقال، فإذا القوم يكسو وجوههم الخزي بعدما غلت مراجل الغضب الإلهي وأنزلت بهم ضربة لا يمحوها اختلاف الليل والنهار، وما حدث في بدر حدث مثله في فتح مكة، فإن معاهدة الحديبية تفرض على الناس هدنة مدتها عشر سنين، تستطيع الدولة الوثنية أن تبقى خلالها كما شاءت، لكن الفكر المتمرد على الله والمتحجر على الحق له ثورات ينتحر بها وهو يحسب أنه ينتصر، فقد أبى قادة الوثنية إلا إلغاء نص واضح في شروط الهدنة، وهاجموا في الأشهر الحرم قبيلة خزاعة، حيث كانت موالية للمسلمين، فاستباحوها واستباحوا الحرم نفسه، وعرفوا بعد فوات الأوان أنهم أخطؤوا، وهيهات أن يفروا من دفع الثمن، لقد دفعوه بالإجهاز على دولتهم بعد عامين فقط من السنوات العشر التي ارتضوها هدنة عامة. إن أخطاء أعداء الله كثيرة، والمسيئين لأنفسهم ولغيرهم كثر، بيد أنك تتساءل: من الذي يستطيع استغلال هذه الأخطاء وتحويلها لمصلحة الحق؟. لقد حدثنا علماء السيرة أن يهود بني النضير فكروا في أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم، وانتهزوا فرصة ذهابه إليهم ليطالبهم ببعض الالتزامات التي تفرضها المعاهدة المبرمة بين المسلمين واليهود، وقال بعضهم لبعض: فرصة تاحت لنا ما نرى فرصة مثلها، لقد جاءنا خالياً، فأوعزوا إلى أحدهم أن يصعد إلى سطح بيت كي يُلقي منه حجر رحى على رأس النبي، لكن النبي صلى الله عليه وسلم استبان من حركات اليهود وتصرفاتهم ما رابه، فانطلق مسرعاً وتوجه إلى المدينة ولحقه أصحابه فقالوا له: نهضت ولم نشعر بك، فأخبرهم بما همت به اليهود وجرد عليهم جيشه وحاصر بني النضير، حتى كسر حصونها وحرق زروعها، وأنزلها على حكم الله، وجعلها تخرج من المدينة لاحقةً ببني قينقاع، كان ينبغي ليهود بني قريظة أن يستفيدوا من أخطاء بني قينقاع وبني النضير، والحقيقة أن زعيم بني قريظة تعلم من الدروس التي مرت كيف يكون وفياً، فلما دخل عليه في حصنه حيي بن أخطب سيد بني النضير وزعيم المتآمرين ضد الإسلام قال له كعب زعيم بني قريظة: يا حيي اذهب عني، أنت رجل مشؤوم، إنكم غدرتم بمحمد، فأصابكم ما أصابكم، وأنا لم أرى من الرجل إلا وفاء وبراً، فدعني منك، وأبى أن يفتح له بابه، ولكن اليهود ظل يقرع الباب ويرسل الكلام، ويقول له: يا مغفل، يا مغفل، جئتك بعز الدنيا، جئتك بعرب الجزيرة كلهم، لقد حاصروا المدينة، ولن ينصرفوا حتى يُجهزوا على محمد ومن معه، وأخذ يراوده، فإذا الرجل السيء يتبع ما قيل له، وينسى الوفاء والبر الذين لم يرى غيرهما من محمد، وينضم إلى أعداء الإسلام الذين حاصروا الإسلام والمسلمين داخل المدينة في معركة كاد الإسلام فيها يزهق، حيث خاطب الله المؤمنين بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا﴾ [الأحزاب: 9-11]. وانتصر المسلمون في هذه المعركة، وهو نصر ما كان مرتقباً أبداً، وما كان متوقعاً على الإطلاق، وانتهى الأمر بضرب رقاب بني قريظة وهم بذلك جديرون. فالدين -يا سادة- يعلمنا من هذه الأحداث والوقائع وغيرها، أنه من حافظ على هدنة أو معاهدة ورفض النكول بهما فسيكون الأمر في نهاية المطاف لصالح الطرفين، أما الذي ينكث فإنما ينكث على نفسه، وكأن الإسلام يريد أن يقول لنا: إن المعاهدة خير والهدنة خير، إذا اتصفتا بحسن النوايا وصدق العمل ووحدة الهدف. يا سادة: نحن كسوريين بفضل الله جل جلاله وهذه سورية نعتز ونفتخر ونتباهى بها ونرفع رؤوسنا عالياً، نحن كسوريين مرتاحون جداً للهدنة التي قامت في الجمهورية العربية السورية، وهذه الهدنة نطقت في مهدها بفضل الله جل جلاله، وأثمرت باكراً، فرأينا أبناء الوطن الذين غُرِّرَ بهم وابتعدوا عن المنهج القويم أدركوا أنهم أخطؤوا بحق الوطن، وأن سوريا تبقى بلدهم، وأن أهل سوريا يبقون أهل بلدهم، فعادوا مسرعين وبأعداد كبيرة وهائلة، ففي درعا الحبيبة ومن هناك سينتصر الوطن بهذا الانتصار الكبير، وسيفرح الوطن بهذا الانتصار الكبير، ما يزيد عن ألف ومئتي شخص من درعا الحبيبة سَلَّموا أنفسهم ووضعوا أسلحته وقالوا: أهلاً وسهلاً بسوريا الحبيبة، وكذلك فعل في حمص، وكذلك فعل في دمشق وريفها، وكذلك فعل في حماه، قرى عديدة ومناطق عديدة تعود إلى حضن الوطن، لماذا؟ لأن السوريين أدركوا جميعاً أنه لا خلاص مما نحن فيه إلا إذا انطوينا تحت راية محمد بن عبد الله التي دعانا إليها، وهي المحبة فيما بيننا، أن نحب بعضنا نبينا، دعانا إلى الحب، إلى الأخوة، إلى التسامح، إلى التصالح، إلى التعاضد، إلى التعاون، وألا نرفع سلاحاً في وجع بعضنا البعض، كيف لا وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((ليس منا من روع مسلماً))، أو كما قال عليه الصلاة والسلام: ((لا تروع المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم)). فنحن في الجمهورية العربية السورية نتوجه بكل الشكر والإجلال أولا للقائد بشار الأسد الذي وقف وصمد، ولولا صمود القائد لما ضاعت سوريا فقط بل ضاعت فلسطين وضاعت الأمة العربية بأسرها، نتوجه بالشكر والتقدير والاحترام والإجلال لهذا القائد المقاوم العربي النزيه، ونتواجه ثانياً بالشكر والتقدير لرجال الله رجال الجيش العربي السوري، الذين هم صنعوا هذه الانتصارات، والذين هم صنعوا الهدنة والمعاهدات التي أوصلت وستوصل الوطن بإذن الله جل جلاله إلى بر الامان والازدهار والتقدم والعطاء، ونتوجه ثالثاً بالشكر إلى رجال المقاومة اللبنانية هذا الحزب حزب الله قاوم بحق قاتل بحق لم يرفع سلاحه في يوم من الأيام في وجه أي شعب عربي، بل كان مدافعاً عن القضية العربية وعلى رأسها قضية فلسطين، فإنك تضحك عندما تجد ما يسمى بمجلس التعاون الخليجي، حق إنه مجلس تعاون لكن على الإثم والعدوان ليس على البر والتقوى، تعاونوا ليقتلوا الأمة، تعاونوا ليقاوموا حزباً مقاوماً، أو ليحاربوا حزباً مقاوماً، حزباً هو الشوكة في حلق وحلوق بني إسرائيل وأذنابهم، لكننا نقول لهم: هذه فُقاعات، نحن كشعوب نحب المقاومة، نعطيها دمنا، نقف إلى جانبها، نعتز ونفتخر بها، ومنهجنا وطريقنا هو المقاومة، واعلموا أيها السوريون وأيها العرب، لا حياة لنا ولا كرامة بدون مقاومة، أما هؤلاء النعاج كما هم سموا أنفسهم حمد الصغير قال: نحن نعاج، فهذا شأنهم، إذا أرادوا هم ورضوا لأنفسهم أن يبقوا نعاجاً فهذا شأنهم، أما المقاومة هي مقاومة الأسود، أما سوريا هي سوريا الأسود، أما اليمن هي بلد الأسود، أما العراق هي بلد الأسود، وهكذا تعلمنا أن نكون مقاومين، لأن الله جل جلاله بين لنا في محكم تنزيله أن الأمة عندما تستنكف عن الجهاد وتستنكف عن الدفاع عن حقوقها وأعراضها وكرامتها؛ فسيضربها بذل إلى يوم القيامة. أيها السوريون أبشروا، بفضل الله وبفضل تقديم الجيش لهذه التضحيات الجليلة والهائلة سوريا تسير إلى طريق الانتصار، يداً بيد مع أبناء كل هذا الوطن، يا سوريون، أخاطب الذين حملوا السلاح وما زالوا مقتنعين بحمل السلاح، يا سوريون، هذا القائد بشار الأسد يقول لكم: ألقوا السلاح وعيشوا حياتكم الطبيعية، وأنتم في أمان، ألقوا السلاح، هذا عطاء كبير، وهذه مكرمة جليلة وفرصة عظيمة، لا تضيعوها. وأرجوكم أيها المسلحون، أقول بلغة أرجوكم، أخاطب السوريين حصراً، أما الذين جاؤونا من السعودية، ومن ليبيا، ومن الأردن، ومن غيرها من البلدان؛ سنطؤهم تحت أقدامنا في الوقت القريب العاجل، أخاطب السوريين: عودوا إلى المصالحة الوطنية، ما أجملنا وما أحلانا عند الله أن نتعانق، أن نتسامح، أن نتصافح، أن نلقي السلاح، لكي نقول جميعاً: عدونا وعدوكم كما علمنا الله في القرآن الكريم هم بني صهيون، عدونا هم الصهاينة، تعالوا لنوجه البندقية لتحرير المسجد الأقصى، تعالوا لنقتل اليهود الصهاينة الذين دنسوا الأعراض وهتكوا الحرمات واحتلوا البلاد وقهروا العباد، تعالوا لنقول للعالم: هذا هو وعينا، هذا هو ديننا، وهذا هو منهجنا القويم.﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.
الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــــ2ـــة:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. عباد الله اتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم إنا نسألك أن تَنصر الجيش العربي السوري في السهول والجبال والوديان ، وأن تثبت الأرض تحت أقدامهم, وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين, اللهم إنا نسألك أن تنصر حزب الله، اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية، وأن تكون لهم معيناً وناصراً, وأن ترحم شهداء الجيش العربي السوري وشهداء المقاومة اللبنانية، وأن ترحم كل مدني مات من أجل الدفاع عن سوريا, اللهم إنا نسألك أن توفق السيد الرئيس بشار الأسد إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده إلى تحبه وترضاه، واجعله بِشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية.
﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.