الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.
عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.
يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِين( [الأنعام: 149].
ورد في الحديث الصحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لن يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)).
معاشر السادة: من حق الناس أن يسألوا كل رجل يزعم نفسه أنه مرسلٌ من عند الله: ما دليلك على صدق قولك؟ فإذا قدم لهم الدليل المقنع على صحة رسالته قبلوه واستمعوا له، وقد جاء صالح عليه السلام إلى ثمود يُخبرهم بأنه نبي من الله، ثم يَصيح فيهم قائلاً: )فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُون( [الشعراء: 150-152]، ولكن ثمود رد هذا النصح وطالبوا صالحاً بالبرهان على أنه ليس شخصاً عادياً، )قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِين( [الشعراء: 153-154]، كان طلب ثمود معقولاً، ولذلك جاءت الإجابة عليه سريعاً، )قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيم( [الشعراء: 155-156]، وكانت الطريقة التي وجدت وعاشت بها هذه الناقة خارقة لما تعارف عليه القوم، ودل محياها على أنها أثر لقدرة عُليا لا لقدرة الناس المعتادة، وهذا النوع من الاستدلال يقوم على تفهيم الناس أن الشخص الذي يدعوهم إلى الله لا يُمثل نفسه، ولكن يمثل رب السماء والأرض، لذلك يعمل بقوته المطلقة لا بقوى البشر المحدودة، وقد فَزِعَ موسى إلى هذا الدليل لما كذبه فرعوه في دعواه أنه مرسل من رب العالمين وتهدده قائلاً: )قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِين( [الشعراء: 29-33]، وكذلك صنع عيسى عليه السلام عندما عرض نفسه على بني إسرائيل، فشرع يَسرد أدلته على رسالته قائلاً لقومه: )وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين( [آل عمران: 49]، وقد لُوحظ أن أكثر الأمم برغم ما سبق إليها مِن آيات باهرة لم تَستجب للحق ولم تُسلم بدعوى المرسلين، لا عن قصور في الأدلة التي تؤيدهم، بل على عناد وتبجُّح.
قال ابن رشد: إن دلالة القرآن على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لَيست كدلالة انقلاب العصا إلى حية ولا إحياء الموتى وإبراء المرضى، فإن تلك وإن كانت أفعالاً لا تظهر إلا على أيدي الأنبياء، وفيها ما ينفع الجماهير من العامة، إلا أنها خارقة للعادات، وقد كان دلالة القرآن أما القرآن فدلالته على صفوة النبوة وحقيقة الدين مثل دلالة الإبراء على الطب، ومثال ذلك لو أن شخصين ادعيا الطب، فقال أحدهما: الدليل على أني طبيب أني أطير في الجو، وقال الآخر: دليلي أني أشفي الأمراض وأذهب الأسقام، لكان تصديقنا بوجود الطب عند من شفى الأمراض قاطعاً، وعند الآخر مقنعاً فقط، قد يزعم أحد الناس أنه مهندس ويقول: دليلي على ما أقول أني أستطيع السير بقدرتي على الماء أو الطير بجناحي في الهواء، فإذا فعل ذلك سلمنا له، وقد يقول: دليلي على ما أقول أني أستطيع أن أبني جسراً بين شاطئين، فإذا فعل ذلك فقد دل بقدرته الهندسية على أنه مهندس فعلاً، بل قد تستريح النفس إلى هذا الاستدلال أكثر مِن راحتها إلى البراهين الخارقة، وقد كان التعويل في العصور الأولى على الخوارق المادية، فحسب أما ما تضمنته الرسالات السماوية من حقائق فكانت منزلتها ثانوية، حتى جاء الإسلام فغض من شأن الإعجاز المادي، ونوه من شأن الإعجاز العقلي والقيم المعنوية للرسالات، وقرر إلى جانب ذلك أن الخوارق التي دعمت بها الديانات السابقة لم تمنع التكذيب بها أولاً، فلا معنى لطلب التصديق بها آخراً، وتأكيداً لهذه الحقيقة قال سبحانه: )وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا( [الإسراء: 59]، فقد جرت سنة الله في أنبيائه جميعاً أن يُؤيدهم بالمعجزات الواضحة، وأن يسوق بين أيديهم من الخوارق ما يَلفت الأنظار ويَستهوي الأفئدة وما يبني معالم اليقين وعناصر الاستقرار ودواعي الطمأنينة في النفوس، وكانت معجزات الأنبياء شيئاً آخر غير الرسالات التي يبشرون بها، فطب عيسى غير إنجيله، وعصا موسى غير توراته، إلا أن الله شاء أن يَجعل معجزة الرسالة الأخيرة شيئاً لا يخالف جوهرها، فجعل حقائق الرسالة ودلالة صحتها كتاباً واحداً، وجعل من أصول الدعوة وأساليب عرضها البرهان الأكبر لدعوى الرسالة والدليل الأعظم لصدق صاحبها، فآيات القرآن الكريم بما تتضمن من دساتير العدالة الخلقية والاجتماعية والسياسية، وبما تغرس في النفوس من آثار الأدب والتربية والاستقامة، هي رسالة الإسلام ومعجزته، وأعظم ما في هذه الآيات أن الفطرة الإنسانية تجد فيها مجالها الحيوي الفذّ، وتجد في جَوِّها المتنفس الطلق الحر، ومن ثم كان القرآن كتاباً إنسانياً، وكان نَبي القرآن إنساناً كاملاً، وكانت رسالة الإسلام في أهدافها وموضوعها إنسانية بحتة، ولذلك توجه العقل القرآن مباشرة إلى العقل يخاطبه ويفك عنه أصاره ويرد له اعتباره، وأكد القرآن أن أصحاب هذا العقل وحده هم الذين يستطيعون فهمه وتبين معانيه، حيث قال سبحانه: )أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب( [الرعد: 19]، بلى إن أصحاب هذا العقل وحده هم الذين يفهمون رسالة الوجود ويفقهون أسرار الكون.
فلتكن إذاً معجزة نبي الإسلام عقلية، وما دام -يا سادة- البشر يحترمون عقولهم فستبقى لهذه المعجزة قيمتها، أجل ستبقى لهذه المعجزة قيمتها ما بقي العقل أنفس شيءٍ في هذه الحياة، من هنا ندرك أن حاجة العالم إلى الرسل ماسّة، فلو تركت أزمة الفكر الإنساني للاجتهاد المحضّ لضل الناس رشدهم، ولما اتفقوا على حقيقة واحدة تُصلح حالهم ومآلهم، ونَحن ننظر في تاريخ الأرض القريب والبعيد، فلا نجد ملاذاً تأوي إليه البشرية وتلتمس في ظلاله الخير والبركة إلا تعاليم الأنبياء، هذه التعاليم منها ما يَعجز العقل عن ابتداعه لو تُرك وحده، ومنها ما يمكن ما يصل إليه العقل بعد لَأيٍ بعد تجارب مريرة، فإننا نحسب أنه لم تأتنا رسل من عند الله تعرفنا بوجوده لبحثنا عن سر الوجود، وستصل أفكار حصيفة حتماً أن هذا الكون لم يخلقه الوهم ولن ينظمه العدم، بل لا بد من خالق موجود وقدرة منظمة ولكن هذه الأفكار الحصيفة قد تجرفها آراء مناقضة ومذاهب جاحدة، ولو استطاعت البقاء فإنها في غيبة الوحي ستكون تخمينات شتى، ويلتبس فيه الحق بالباطل، ومِن ثم فإن بعثة الرسل كانت ضرورة إنسانية لِتَجنيب العالم متاعب السعي في بيداء مظلمة، لقد أدى الرسل واجبهم في قيادة الفِكر والقلب، وورثوا الأجيال المتعاقبة حقائق الإيمان بالله سهلة غضة لا تَشعر وأنت تتناولها من أيديهم الطاهرة بهذا الكَلال العقلي المرهق الذي يصاحب دائماً أفكار الفلاسفة تصويرهم لأسرار الوجود.
معاشر السادة: إن القرآن الكريم أعمل العقل واهتم بالعقل، وخاطب العقل في كل مجالات الحياة، وإنك إذا قرأت القرآن بتدبر وإمعان تجد حقيقة ما نقول، على سبيل المثال عندما سأل فرعون موسى: )قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى( [طه: 49-50]، لم يقل له موسى عليه السلام: الله رب العالمين، فإن فرعون أصلاً لا يؤمن بالله، لكن موسى رد عليه من خلال العقل والحجة، )قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى( [طه: 50]، لما وجد فرعون نفسه عاجزاً عن الرد بالحجة والدليل تهرب من الموقف، )قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى، قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى( [طه: 51-52].
فالقرآن الكريم اهتم بالعقل، ودعا إلى الاهتمام بهذا العقل الإنساني الخطير، وأكد للمؤمن بشكل خاص وللإنسانية بشكل عام أنه لا قيمة للحياة إذا أغلقنا فيها عقولنا، ولا قيمة لهذه الحياة إذا نحن ابتعدنا عن خطاب العقل ومنطق العقل، فالقرآن الكريم قام على الأدلة العقلية أكثر من الأدلة النقلية، وحاجج الأقوام حتى جرهم إلى حظيرة الإيمان بالله جل جلاله، فلماذا اليوم دعاة الإسلام الذين يلبسون عباءة الإسلام وهم لا يفقهون من الإسلام شيئاً، دعاة الفتنة والتضليل، لماذا يفضلون اليوم منطق القتل على منطق العقل، لماذا؟ لماذا لا يفضلون الحوار؟ لماذا لا تجتمع أمة محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه على طاولة الحوار لتتناقش في قضاياها، لتبحث في أمور شؤون حياتها وشؤون مجتمعاتها وشؤون دينها العظيم؟ لماذا أغفل المسلمون هذه الناحية الهامة والخطيرة في حياتهم؟ لجأوا إلى القتل، تركوا منطق العقل ولجأوا إلى القتل، مع الأسف.
إن القرآن الكريم قام على الحجة والدليل والبرهان، هذا المنهج هو منهج بني صهيون، ألا ترون -يا سادة- أن الماسونية العالمية تلاحق الشرفاء في كل مكان، المدافعين عن الدين وعن الأرض والعرض والشرف، لكي تغتالهم هنا وهناك، ليس عندهم دليل، ليس عندهم حجة، لا يردون إلا بالقتل والإجرام والتهديد والوعيد، وكلنا سمع كيف، اغتالت الصهيونية العالمية بالتآمر مع الخونة العملاء لبني صهيون، كيف اغتالوا مجاهداً من أحد قامات المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله بجرمانا، الشهيد المجاهد سمير قنطار وصديقه فرحان الشعلان، وهكذا فعلوا مع عماد مغنية، وهكذا يفعلون مع كل شريف، يُقاتل بالكلمة ويقاتل بالرصاصة دفاعاً عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، لا سيما قضية فلسطين.
ونحن اليوم نقول لهؤلاء الخونة والمتآمرين والمنبطحين والانبطاحيين: إن دمشق كانت على مر التاريخ منبت الرجال والأسود، وستبقى منبت الرجال والأسود، وسيبقى منبر مسجد بني أمية الكبير بدمشق يصدح بقول الحق، لا يخشى في الله لومة لائم، سنقاوم وسنحارب بالكلمة وبالرصاصة، سنقف بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة وإصرار، حتى نُطهر أرضنا من براثن داعش الصهيونية، ومن براثن المجموعات الإرهابية المسلحة، التي لبست عباءة الإسلام وعمامة النبوة، وقتلت ودمرت وأوجعت سورية مئات السنين إلى الوراء، سنبقى نقاوم.
كان هذا المنبر العظيم على مر التاريخ يَصدح بكلمة الحق، وجدده الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله، مُربي الأجيال ومُربي العلماء، جدده بقول كلمة الحق، واليوم كثير من الناس تُؤرقهم كلمة الحق، أنا أعتز بكل إنسان، بكل شريف يقول كلمة الحق، ولا يَنبطح مِن أجل مصلحة شخصية تافهة، ولا يَنبطح من أجل شهوة عابرة، إنما يَقف ليقول: هنا دمشق، هنا بلد الأحرار، هنا بلد الشرفاء، ستبقى سورية على مر التاريخ، رغم أنف بني سعود القذرين الأقزام، ورغم أنف أردوغان، ورغم أنف القطريين، ورغم أنف كل عميل يمكر بنا وبوطننا الحبيب، سيبقى هذا المنبر شامخاً بعطاءاته شامخاً بصموده، لا نخشى أحداً إلا الله، ولا نهاب إلا الله، لأننا أصحاب حق، كلنا علم كيف كان موقف مجلس الأمن، كيف صرح مجلس الأمن واعترف في النهاية، اعترف أن سورية على حق، وهو يعرف ويدرك ذلك، لكنهم كانوا يجيشون ويهيجون علهم يُسقطون سورية، لكنهم بعد أن يأسوا هم وأذنابهم لجأوا إلى كلمة الحق، ونحن نؤمن وهذا القرآن أكبر دليل بأيدينا أن الله يَنصر الحق وأهله ولو بعد حين.
لقد كذبت القنوات الإعلامية كثيراً كثيراً، كَذبت الجزيرة، كذبت العربية، كذبت الوصال، كذبت أورينت، كذبوا حتى فشلوا، لماذا؟ لأن أصحاب الحق هم المنتصرون في النهاية، ولأن الله جل جلاله يُحب الحق وأهل الحق، ويُحب رجال الحق وأهله، ويُعظم أهل الحق، فنحن هنا نَقول للعالم بأسره، إذا كان موقف مجلس الأمن أرقكم، جعلكم تخرجون عن أوطاركم، كالثيران في ساحات القتال، كالثيران في ساحات الرياضة، فها هي الجدران انطحوا بها رؤوسكم، فسورية ماضية إلى طريق الانتصار، شئتم أم أبيتم، فسورية ماضية إلى طريق الحرية الحقيقية، الحرية التي تحفظ كيان الأمة العربية والإسلامية، الحرية التي تحفظ القضية الفلسطينية، نحن ماضون، ولن نقف، ولن نستكين، ولن نتزعزع، ولن نركع، ولن نستسلم، وسيبقى -أؤكد ثانية- هذا المنبر مَن أراد أن يَعتليه ليقول كلمة الحق فأهلاً وسهلاً، أما الانبطاحين فلن ينظروا علينا، نحن نحب وطننا ونفتديه بأرواحنا وأولادنا، وبأغلى ما نملك نموت لتبقى سورية، يموت أولادنا ليبقى الوطن، يموت أغلى ما نملك ليبقى القائد المقاوم بشار حافظ الأسد مدافعاً عن الأمة العربية والإسلامية، رغم أنف القذر القزم عادل الجبير، هذا المراهق في سياسته وفي أفعاله وتصرفاته، لكي يعلم أننا في سورية نؤمن بالله ولا نؤمن بالأشخاص، والحمد لله رب العالمين.
الخطـــــــــــــــبة الثانيـــــ2ــة:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم إنا نسألك أن تَنصر الجيش العربي السوري، وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان، اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، اللهم وفق السيد الرئيس بشار الأسد لما فيه خير البلاد والعباد، وخذ بيده لما تحبه وترضاه، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.