الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارضى اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.
عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.
معاشر السادة: لقد كان ميلاد عيسى عليه السلام خَارقاً للعادة، شاء الله أن يَجعل هذا الميلاد لوناً من الخوارق الكثيرة التي يوقعها بين العباد، ليعلمهم أنه يحكم قانون السببية ولا يحكمه قانون السببية، ولذلك حكى قصة مريم وابنها بعد قصة زكريا وزوجته، فهي لوناً من خوارق العادات، كانت مريم عليها السلام مولوداً غير متوقع لأمها التي نذرت ما في بطنها خَادماً للمعبد يحرس شعائره ويقوم على شؤونه ويقود جموع المؤمنين، )إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم( [آل عمران: 35]، لكنها فوجئت بأن الوليد المرجو جاء أنثى، وماذا تصنع أنثى في تحقيق آمال أمها وأداء وظيفة لا يختار لها إلا الكمّل من الرجال؟ ليس المولود الذكر الذي أملت فيه كهذه الأنثى التي تحتاج إلى الحماية والرعاية، ولم تكن أم مريم تدري أن ابنتها ستلد إنساناً وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين، وأنها ستتولى في مهده حمايته كما حمت أم موسى موسى، وكما حمت أم محمد محمداً.
إن من الغرائب المثيرة أن يكون ثلاثة من أولي العزم قد ثكلتهم نساء ضعيفات، وأن يرعى كبار الأنبياء في طفولتهم نساء مجردات من القوى المادية معتمدات على رد السماء، إن من النساء من قمة بنبلها وإيثارها وإيمانها، وإلى هؤلاء أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح: ((كمل من الرجال كثير، ولم يَكمل من النساء إلا ثلاث: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد)).
لقد ناجت امرأة عمران ربها قائلة: )رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا( [آل عمران: 36-37]، وهكذا تولى زكريا كفالة مريم، وكان رجلاً قد كبرت سنه ورق جلده ووهن عظمه، ولديه امرأة عاقرٌ لم تُرزق من قبل بولد، وكان زكريا محزوناً لأنه لم يُرزق بولد، ولماذا كان زكريا يَحرص على أن يكون له غلام، على حين يرضى أناس كثيرون أن يَعيشوا بلا أولاد، إن حرصه على سلامة القيادة الروحية لبني إسرائيل هي السبب، فقد كان له أقرباء يتطلعون إلى الزعامة وهم لا يصلحون لها، فسأل الله أن يهب له من يسد الطريق على هؤلاء ويقود بني إسرائيل قيادةً صحيحة، وقد أفصح زكريا عن ذلك بقوله: )وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا( [مريم: 5-6]، فلما تولى زكريا كفالة مريم كان يَشعر أن شيئاً غريباً يحدث في بيته، وأن أرزاقاً تأتي من الغيب إلى هذه الابنة الغريبة التي كفلها، فسألها زكريا مندهشاً مستغرباً: )قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب( [آل عمران: 37]، كان هذا الجواب مُشعلاً لكوامن العبودية في قلب زكريا، فناجى ربه قائلاً: ربي إنك خرقت العادات لمريم، ورزقتها من السماء قدرتك التي لا يعجزها شيء، فلا ترحمني فضلك الأعلى، إنك قادر على أن ترزقني ولداً، وإن كانت زوجتي عقيماً، وقد أصابني من الكبر والوهن ما أصابني، )هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِين( [آل عمران: 38-39]، في هذه البيئة المسارعة في الخيرات نشأت وترعرعت مريم، إنها بيئةٌ تحيا في رعاية السماء أكثر مما تحيا وفق قوانين الأرض، فلا غرابة إذا جاءت الملائكة مَريم بعد نُضجها تُخاطبها بما لا يخطر لها ببال، وبما لا تتوقع، )إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِين( [آل عمران: 46-45]، وهكذا دخلت مريم في تجربة هائلة، وكُلفت بما تخاف منه كل بكرٍ، ودخلت مرحلة المخاض وهي تعاني من ألمين شديدين، هما: ألم المخاض، وألم الألسنة التي تتوجه إليها بالقذف والقدح في سمعتها، فقالت: )يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا( [مريم: 23]، ماذا عساها أن تقول العذراء إذا اتهمها الناس بالخنا، واعتقدوا أن الجنين الذي في بطنها جريمة مؤكدة، أي دليل يسعفها ويحسن الظن بها ويسقط التهمة عنها، ليس هناك إلا أن يتكلم الوليد في المهد مبرئاً ساحة أمه، وذاك ما حدث، فَلما أَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا: )يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا( [مريم: 27-29]، ونطق عيسى عليه السلام بكلمات بَرَّأ فيها أمه، وبين للناس أنه رسول المحبة والسلام، أما اليهود فقد ضموا إلى كفرهم وعنادهم أمراً آخر من أشنع القبائح، فزعموا أن ميلاد عيسى لم يكن معجزة سماوية، بل هو جريمة بشرية ارتكبها مع مريم رجل يدعى يوسف النجار، ولذلك جمعوا بين الكفران والبهتان، ونادى اليهود في غوايتهم يغرون بعيسى وأتباعه، ويجحدون الخوارق التي أجراها بين أيدهم من إبراء للأكمه والأبرص وإحياء للموتى، ورفضوا الاعتراف برسالته.
يا سادة: إن التدين الفاسد رذيلة مركبة، وقد حاول عيسى عليه السلام أن يعود لليهود إلى رقة الإيمان وسماحته وخلوصه لله، بيد أن القوم ركبوا رؤوسهم وعبدوا نفوسهم، ونسوا ربهم وآثروا أهوائهم، )فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون( [آل عمران: 52]، نحن المسلمين مع هؤلاء الحواريين العظام، نثبت إيمانهم ونشد أزرهم، ونتبع معهم عيسى بن مريم، رسول الهداية والإخاء والسلام، ونحن من وراء النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم، نُؤكد قولته: ((أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، ليس بيني وبينه نبي))، ونحن نؤمن بالإنجيل الكتاب المقدس الذي نزل عليه من عند ربه، ولما تضمنه من عظات صالحات، والمسلمون على مر التاريخ كانوا وما زالوا يقدسون عيسى عليه السلام، ويستنيرون بنهجه القويم، ويحترمون رسالته وأتباع هذه الرسالة، لأنهم يُؤمنون أن محبة عيسى واتباعه هي من كمال الإيمان، وقد شهد على ذلك كثير من المسيحين حيث أشادوا بموقف المسلمين تجاههم، فقد أرسل البطريرك الثالث إلى البطريرك سمعان كتاباً قال فيه: (إن العرب الذين منحهم الرب سلطة العالم وقيادة الأرض أصبحوا معنا، ومع ذلك نراهم لا يرضون للنصرانية بسوء، فهم يساعدوننا ويشجعوننا على الاحتفاظ بمعتقداتنا، وإنهم ليجلّون الرهبان والقسيسين، ويعاملون بالمال الكنائس والاديرة)، أما اليهود فقد سخروا من عيسى أقبح سخرية، ورموا أمه بأغرب الإفك، ثم ابتغوا قتله كشأنهم مع من سبقه، وطالما سطعت أشعة الوحي ساحة المسجد الأقصى على أيدي رسل كرام، غير أن هذه الأشعة ضاعت بين غيوم كثيفة من الشهوات، وعز إصلاح اليهود بعد أن تغلغل الفساد الخلقي والفساد الاجتماعي بينهم.
يا سادة: إن اليهود الذين كذبوا عيسى منذ عشرين قرناً وكذبوا بعده محمداً مضوا في الطريق الذي اختطوها لأنفسهم، وعاشوا في حدود ما لديهم من تعاليم وتوارثوا من تقاليد، وتحملوا غضب الله عليهم بجلادة تُثير الدهشة، إنهم على امتداد الزمان والمكان لم يَتخلوا عن رأيهم في أنفسهم أنهم شعب الله المختار.
معاشر السادة: نحن في هذه الأيام المباركة، في نهاية هذا العام، الذي أتى سريعاً ومضى سريعاً، وما أسرع الأيام في طينا، تمضي علينا ثم تمضي بنا، نحن في هذه الأيام المباركة كمسلمين ومسيحيين، نعيش في ظل مناسبتين جليلتين، تأتي إحداهما وراء الأخرى، حيث بَشَّر عيسى عليه السلام بالنبي العربي محمد، عندما قال: )وَمُبَشِّرَاً بِرَسُولٍ يَأتِي مِن بَعدِي اسمُهُ أَحمَد(، فالمسيحيون في الجمهورية العربية السورية خُصوصاً يَستعدون للاحتفال بهذه المناسبة الجليلة، ويُشاركهم بها المسلمون في الجمهورية العربية السورية، نحن في هذا البلد المعطاء، في هذا البلد المقاوم، في هذا البلد الصامد والشامخ، بقيادته المتمثلة بالفريق الدكتور بشار الأسد حفظه الله ورعاه، وبهذا الشعب المقاوم الأبي، لا نفرق أبداً لا بين مسيحي ولا بين مسلم، نحن كلنا أبناء هذا الوطن، المسيحيون هم أبناء سورية وأبناء دمشق، دمشق قلب العروبة والإسلام، نحن نقف إلى جانب المسيحيين في كل مكان، لاسيما في الشرق الأوسط، في الشرق العربي الإسلامي الأوسط، نقف إلى جانبهم، نشد أزرهم وندعمهم بكل ما نستطيع، لأنهم هم أهلنا وإخوتنا، ونحن نقف في وجه كل مَن يُحاول أن يعتدي على أي مسيحي في الجمهورية العربية السورية، أو أي مسيحي في الشرق الأوسط، هؤلاء أمرنا الإسلام أن نحترمهم، أمرنا الإسلام أن نحبهم، أمرنا الإسلام أن نكرمهم وأن نجلهم، وأن نحترم معتقادتهم ومقدساتهم، فنقول في رسالة نوجهها إلى قداسة البابا، نطلب منه أن يوجه رسالة شديدة وحازمة إلى مجلس الأمن، يُطالب فيها مسيحي العالم بشكل خاص ثم العروبة والإسلام بشكل عام أن يقفوا وقفة حق إلى جانب المسيحيين في سورية، حيث هجرهم الإرهاب الغاشم الذي يَدعمه ويموله اليوم بالعلن القزم والصعلوك ظالم الجبير، هذا الذي يعمل على قذف المسيحيين في دمشق وفي حلب وفي غيرها بقذائف الهاون، من خلال أذنابه الإرهابيين، يمول هذا الصعلوك هذا القزم ظالم الجبير يمول ويدعم الإرهابيين، لكي يقتلوا المسيحيين في سورية وغير سورية، ورأينا ما فعلوا في العراق، وها هو أردوغان، هذا القذر في تصرفاته في أعماله وفي أفعاله، يُعيد تاريخ أجداده الذين قتلوا وسفكوا الكثير من الدماء دماء المسيحيين، إنه يُعيد تاريخ أجداده وعلى رأسهم عبد الحميد الثاني الذي لقب بالأحمر لأنه سفك من الدماء ما يزيد عن مليون ضحية، وعن مليون شهيد من المسيحيين الأرمن، التاريخ يذكر ذلك، وكل من يقرأ التاريخ يعرف أن السلطان التركي آنذاك قتل وأجرم، وها هو أردوغان اليوم يُعيد تاريخ أجداده، يعمل على إبادة المسيحيين في الجمهورية العربية السورية، فرسالتنا للإخوة المسيحية في سورية: لا تتركوا هذا الوطن، ونحن نوجه لهم كل تحية وكل إعزاز وإكبار.
من فترة قصيرة كنت أتجول في شوارع باب توما، وقلت: هؤلاء أناس عظماء وقامات عظماء، المحلات مفتوحة، الأرزاق تباع وتشترى، والحركة طبيعية جداً، وإنهم لَيقولون للعالم بأسره: لقد تعلمنا مِن عيسى المسيح أن نصبر أيام الشدائد والضراء، هكذا علمنا عيسى عليه السلام، أن نصبر على الشدائد، وأن نصبر عند الشدائد، فالمسيحيون في دمشق في سورية أيضاً، على امتداد رقعة هذا الوطن، أوصلوا رسالة للعالم بأسره، أننا لن نتخلى عن سورية، فهذه أرضنا، وهذه بلدنا، وهنا شعبنا، ونحن كمسلمين نشد على هذه العقيدة المتمثلة بحب الوطن، نشد على أيديهم، ندافع عنهم، ندافع عن كنائسهم، نحترمهم، نجلهم، شاء من شاء وأبى من أبى، فنحن نقف وقفة حق ووقفة قوة وجرأة في وجه القزم ظالم الجبير، الذي يمول والذي يدعم، إنه يسير على نهج من سبقه إلى جهنم وبأس الفطيس، الهزاز سعود الفيصل، إنه يسير على نهجه بالقتل والإجرام، فنحن يا سادة لن نركع في سورية أبداً لا مسلمين ولا مسيحيين لن نركع للإجرام، ولن نركع للفساد الذي يوجهه إلينا كل من أراد بسورية سوءاً، نحن بفضل الله جل جلاله في هذا الوطن المعطاء لا نعرف الطائفية، ولا نعرف التفرقة على الإطلاق، نعرف شيئاً واحداً، أننا كلنا سوريون، أبناء هذا الوطن، واجب علينا جميعاً أن نحب بعضنا البعض، وأن نتعاون مع بعضنا البعض، وأن نقف في صف واحد مع بعضنا البعض، ضد داعش والنصرة وفاحش، وغيرها من التنظيمات الإرهابية المرتزقة، لنقول للعالم بأسره كمسلمين ومسيحيين: إننا هنا أسود في عرين الأسود في دمشق قلب العروبة والإسلام، ورسالتنا للعالم بأسره: أنه ما دام هذا التنوع الذي لا يوجد له مثيل في العالم لا في الشرق ولا في الغرب ما دام موجوداً هذا التنوع لن تركع سورية، ولن تخضع ولن تستكين، فنحن ماضون إلى الانتصار، شاء من شاء وأبى من أبى، بقيادة القائد الفذ والمقاوم بشار الأسد، وبقيادة حسن نصر الله شيخ المقاومة اللبنانية حفظه الله ورعاه، وبقيادة رجال الله، رجال الجيش العربي السوري، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد.
الخطبة الثانـــــــ2ــية:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنزل علينا من بركات السماء، وأخرج لنا من بركات الأرض، اللهم إنا نسألك أن تنصر الجيش العربي السوري، وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان، وأن تسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين، اللهم وفق السيد الرئيس بشار الأسد لما فيه خير البلاد والعباد، وخذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.