السبت 11 شوال 1445 - 20 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2015-11-20 الساعة 13:32:23
إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدىً
الشيخ مأمون رحمة

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة، ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا( [الكهف: 13-14].

روى الإمام مسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير)).

معاشر السادة: لقد أشاد الإسلام بالشباب الذين يعيشون للمبادئ ويفنون بها، فهم يَظهرون في ميادين الحياة كما تظهر الشهب في جنح الظلام، ما أن تلتمع حتى تَنطفئ، إنها في سرعتها الخاطفة وهي تشق ظلام الليل تَستنفد حياتها وحرارتها في انطلاقها وحركتها، وكذلك رجال المبادئ يُذيبون قواهم وشبابهم في أداء رسالتهم، ويسكبون دماءهم ويحرقون أعصابهم لتتألق بها الرسالات التي يعملون لها، فتتحول بهم إلى سيل جارف ويتحولون بعدها إلى رفات هامد، هذا هو سبيل الفدائية المحفور في تاريخ البشر منذ الأزل، وقد كان محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه الفدائي الأول لدعوته الكبيرة، خُوِّف في الله ما لم يخف أحد، وأوذي في الله ما لم يؤذى أحد، وبذل مشاعره وجهوده وآماله وأحزانه وأفراحه على إنجاح رسالته، ثم سُلَّ من هذه الدنيا كما تُسل الشعرة من العجين، فلم يَمسسه شيء من كبريها أو جاهها أو راحتها، بل لقد سرت عدوى هذه التضحية إلى أسرته فلم تَرِث منه شيئاً إلا البلاء والتشريد، وهُنا أمر يجب أن نعرفه، إن الآلام ليست سواء، هناك آلام وَضِيعة وأُخرى رفيعة، فالذين يُحكم عليهم بالسجن سنين طويلة في الأشغال الشاقة فهم يتعرضون لهذا الشقاء بسبب جرائمهم، بيد أن هناك من الرجال الأحرار من يقضون أعمارهم في كَدٍّ موصول وأعباء جسام بَراً بربهم وجهاداً لدينهم وإعزازاً لإخوانهم ودفاعاً عن كرامتهم وأوطانهم، وشتان بين ألم وألم، وشتان بين شهيد تَذهب نفسه في سبيل الله والدفاع عن الحق والمبادئ وبين قَتيل تزهق روحه قصاصاً وعدلاً.

والحق أن المرء يكون قوة غالبة عندما يعمل وهو يستمد من الله العزم والجهد والتوفيق والنجاح، وقد كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يلقى الأعداء بروح طامحة وقدم ثابتة، فكان يقول فيما رواه أبو داود: ((اللهم بك أصول وبك أجول وبك أقاتل، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم)).

إن القوة البدنية نعمة من نعم الله على الإنسان كي يُؤدي واجبه ويبلغ أهدافه ويُؤدي الحقوق المكتوبة عليه، ولهذا أكد القرآن الكريم على القوة البدنية، على أهمية القوة البدينة، وأن الوظائف القيادية وأن الوظائف العامة لا تنهض إلا بها، فإن اليهود لما اعترضوا أن بعث الله فيهم من يقودهم ويربيهم، )قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَال( [البقرة: 247]، كأن طبيعة القوم في تقدير الأشخاص بالمال تهيمن عليهم وتطل من وراء حكمهم على الأمور، فأفهمهم الله جل شأنه أن الرجال الكبار يكونون كباراً بالمعادن التي يُصاغون منها والمواهب التي يُرزقون بها، والقوة العلمية والبدينة هي التي تجعلهم يستطيعون أن ينهضوا بما يحملون من أعباء، قال سبحانه موضحاً هذه الحقائق: )قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْم( [البقرة: 247]، ومعنى البسطة في العلم أن يكون القائد حكيماً فقهياً مُدركاً للأمور، واضعاً كل شيء موضعه دون مغالاة أو تفريط، ومعنى البسطة في الجسم أن الإنسان يستطيع أن يؤدي ما عليه وأن ينطلق في الوجه الذي يبتغيه دون أن يغلبه إعياء أو يقف به داء، من أجل ذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يربي شباباً وهبوا لله أعمارهم وكرسوا له قواهم، واستطاعوا أن يكونوا قذائف الحق التي دمر بها الباطل، واستطاعوا أن يكونوا مشاعل النور التي أضاء بها الظلام، واستطاعوا أن يكونوا طلائع الفجر الذي طلع على الدنيا بحضارة الإسلام، فأغناها روحياً ومادياً بعد أزمات روحية ومادية طحنت البشرية وأسقطت قدرها وجعلت همتها خسيسة وحركتها كليلة، وهؤلاء هم الذين بذلوا الجهود في تأديب الباطل وقمع غروره، وفي رفع راية الحق وإعلان مبادئه.

وانظر إلى الرجال الثلاثة الذين قتلوا في مؤتة، وهم: زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، كانوا شباباً تقريباً في الثلاثين من أعمارهم، ومع ذلك فإن زيد بن حارثة تلاشى في رماح الرومان، وجاء بعده جعفر فقاتل بضراوة، وكان رجلاً فيه كبرياء الإيمان واعتزاز أهل اليقين بما وُهبوا من فضائل وشرف، زيد بن حارثة خَلَّف ولداً اسمه أسامة بن زيد، وأسامة بن زيد جعله النبي صلى الله عليه وسلم قائداً على الجيش لمقاتلة الرومان، وليدرك ثأر أبيه، شاب عمره ثمانية عشرة عاماً يُوَلَّى القيادة ويتولاها بجداره، لهؤلاء الرجال مضى الإيمان في طريقه، من هنا ندرك أن الشباب أحوج أهل الأرض إلى مشرفين أمناء، يُدركون كيف يستغلون قوتهم في الخير، ويُهذبون غرائزهم ويجعلونها لا تتمرد ولا تنزلق ولا تنحرف، الأمر يَحتاج إلى أولياء أمور في المجتمع كله وفي الأسرة خاصة، يؤمنون بالله ويؤمنون بالقيم التي أودعها الله في دينه، وبالقواعد السلوكية والأخلاقية التي لا بد أن يسير الشباب عليها، حتى تؤمن عقباه وينتظر الخير له.

يا سادة: لقد كان من أثر انتشار المذاهب المادية في عصرنا الحاضر أن تغيرت القيم الخلقية تغيراً كبيراً، وأصبحت الفضائل النفسية عند كثير من الناس عبئاً ثقيلاً ينبغي الخلاص منه، واستثقل الشباب ارتقاء المعالي وتسنم الكمال، وليتهم لما أخلدت بهم أهواؤهم إلى الأرض اعترفوا بالقصور وتواروا بخزيهم، لا إنهم شرعوا يُهونون من شأن الخلال الكريمة التي عَجزوا عن تحصيلها، وراحوا يصفونها بأنها قيود على النفس البشرية تُورث الضر والاكتئاب.

إن الإسلام بين للإنسان بأنه مادة وروح، وأن صلته بالسماء أعرق من صلته بالأرض، ولذلك ينبغي أن يرعاها وأن يلتزم مطالبها، وفي أثناء وفائه بحقوق هذه الصلة العليا سوف تنازعه نفسه أن يتنكر لها وأن يتمرد عليها، وهنا يجب أن يكبح جماحها، وأن يُكرهها على قبول ما يضايقها، ومجاهدة النفس في هذا المضمار خلق لا ينفك عنه مؤمن، ولا يسوغ استثقال أمره أو الترخص فيه، وإنما ترتفع منازل المؤمنين ويتألق جبين أهل التقوى بمقدار انتصارهم على شهواتهم، وامتلاكهم لزمام رغباتهم.

إن العراك الباطني لا ضجيج له ولا سلاح فيه، ولكن هذا العراك أخطر في نتائجه من المعارك التي تنتثر فيها الأشلاء وتبذل فيها الدماء، ذلك لأن جهاد النفس هو الطريق الحقيقي الذي يوصل إلى القمم التي تجعل الإنسان يَحتضن المثل العليا ويبذل دونها النفس والنفيس.

ومن الرجولة أن يبدأ المرء اليوم هجومه على المثبطات والعوائق، وأن يكتسحها من طريق اكتساحاً دون إبطاء أو تغيب، وكل تسويف لا نتيجة له إلا إطالة عمر الشر وتقصير عمر الخير في حياة الأفراد والمجتمعات.

والواقع -يا سادة- أن ارتفاع المستوى العلمي وسقوط المستوى النفسي والخلقي شيء مثير، هو بلاء شاع في مجتمعات كثيرة، لماذا يُفكر اليوم كثير من الشباب الذين فُرضت عليهم تكاليف الجندية أن يدفعوا ضريبة الجيب بدل ضريبة الدم؟ يُجيبك على ذلك الدكتور "جاي لورد هاوزر" حيث قال في كتابه (عش مئة عام): لا يَفوتني هنا أن أُشير إلى ما للإيمان الديني بأهمية قصوى في حياة البشر، ليس أبين حمقاً ولا أشد عماً وانتقاصَ بصيرة من أولئك الذين يزعمون أنه لا مكانة للدين في العصر الحديث، فالعقيدة هي النجم القطبي الذي يَهدي الملاحين في عرض البحر إذا خيم الظلام، والحياة في عصرنا بحر طامٌّ أشد تلاطماً وأوسع مدى، وأحفل بالأخطار والغوامض من بحر الحياة القديم، والحاجة اليوم إلى العقيدة أشد منها في أي عصر مضى، والنفس الآمنة المطمئنة لا يمكن أن تبلغ هدوءها واستقرارها ما لم تستند إلى عقيدة راسخة في قوة أزلية أبدية ومدد أعلى وأعمق من ظواهر المادة المتغيرة.

يا سادة: إن حياة الخسة والجبن والفسوق لا تجر إلا الشقاء على أصحابها وعلى المجتمع، فالإنسان مكلف بتدبير أمره والتفويض لربه يبذل جهده ثم يدع عمل ثمراته لحكم الله، والكتاب والسنة يتجاوبان مع الفطرة في مطالبة الإنسان بالحرص على ما ينفعه وتجنب ما يضره، وقد يُصيب الإنسان مع حذره مآسٍ لم تكن في الحسبان، فيستغرب كيف تسللت إليه تلك الآلام مع شدة الحذر والحيطة؟ وفي مثل هذه الحالات ينبغي التسليم لله والتفويض إليه فيما قضى، ولو غلب الناس جانب الرضا والتفاؤل على جانب الاعتراض والتشاؤم لعاشوا حياة كريمة مستقرة، وعواطف الناس بإزاء ما يوجبها أو ما يفرض عليها لا تتسم غالباً بالحق، وهذا معنى قوله سبحانه: )وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون( [البقرة: 216].

معاشر السادة: الجمهورية العربية السورية، هذه الدولة العظيمة، بقيادتها وحكومتها وشعبها، تُواجه حرباً حاقدة دفينة من عارض الأزياء "عادل الجبير" هذا المعتوه الذي لا يهدأ في ليله ونهاره حتى يرى سوريا بلداً محولاً إلى أنقاض لكي تنعم إسرائيل بأمنها واستقرارها، وتعلن دولتها من الفرات إلى النيل، هذا الصهيوني "عادل الجبير" الذي تربى في أمريكا ونشأ في أمريكا ويُعلم ويُوجه من أمريكا، لا يريد خيراً للأمة العربية والإسلامية، ولا حتى لليمن، أحرق اليمن، أحرق العراق، دمر الأمة، دمر قيمها، سرق بترولها، سرق حضارتها وآثارها، وفعل ما فعل من قتل وتشريد وآلام، ثم بعد ذلك يَكذب على نفسه ويكذب على الأمة العربية، ويَستخف بالخفاف ويُطالب برحيل قائد هذا الوطن الذي أحبه شعبه، والذي اختاره شعبه، والذي يقول: إن بشار الأسد هو صمام الأمان، أبى من أبى وشاء من شاء.

ونحن -يا سادة- في هذه الأيام العصيبة وفي نفس الوقت نشهد تقدماً كبيراً وانتصارات وتضحيات للجيش العربي السوري، نحن أحوج اليوم في هذه المرحلة الخطيرة إلى أن نكون جميعاً جنوداً أوفياء لهذا الوطن.

عمر المختار رحمه الله عندما قاتل الطليان كان عمره يزيد عن الخمسين عاماً، وعندما أسره الطليان كان يحمل البندقية في يده وعمره يزيد عن السبعين عاماً، وقال للطليان آنذاك: (قاتلناكم عشرين عاماً وسنقاتلكم عشرين عاماً، وإن أنا قتلت أو مت فانتظروا الجيل الذي سيأتي عليكم حتى يقاتلكم في عقر داركم).

صاحب الحق -يا سادة- لا يخنع ولا يركع، والذي يدافع عن أرضه وعن عرضه وعن قيمه وعن مبادئه وعن حضارته لا يخنع ولا يركع، فجدير بنا نحن اليوم كسوريين أن نكون وأن يكون كل واحد منا بركاناً ثائراً في وجه عارض الأزياء عادل الجبير، بركاناً ثائراً في وجه اللص أردوغان، بركاناً ثائراً في وجه كل من تآمر علينا، نحن كسوريين لا نقبل أبداً أن يأتي إلينا شيشاني مرتزق وفرنسي وألماني وبريطاني وأمريكي وسعودي وأردني وغيرهم، أن يأتوا إلينا لكي يقطعوا رؤوسنا وينتهكوا أعراضنا ويسلبوا أمننا واستقرارنا، عانينا الكثير من التشرد، عانينا الكثير من إسالة الدماء، عانينا الكثير من الويلات، وهم يُريدون بعد هذا وذاك أن يُخمدوا سورية، أن يُخمدوا أنفاسها، حتى لا تقوم لها قائمة، فنحن أعلنا في هذا الوطن الحبيب أننا سندافع عن هذا الوطن بكل ما نملك وبكل ما نستطيع، وسنحمل البندقية، هذا السلاح الذي نتشرف به، سنحمل البندقية في وجه بني صهيون، سنحمل البندقية في وجه خدام بني صهيون، سنقاتل سنقاوم سندافع، حتى نطهر أرضنا من غدرهم ومكرهم وإجرامهم.

يا سادة: كلنا يقول وتجد الكثيرين يقولون: نريد كهرباء، أنا قتلت في أحد الخطب: أنا لا أقول أين الكهرباء، أقول: أين الوطن، تُريد خدمات بدون أن تقاتل؟ تُريد خدمات بدون أن ترسل ولدك ليدافع عن أرضه وعرضه؟ وزارة الكهرباء قدمت الكثير الكثير، وذهب شهداء كثر وهم يَقومون بواجبهم وأعمالهم، ومع هذا وذاك نحن نجلس في بيوتنا دافئين آمنين مستقرين، ونقول: أين الكهرباء؟ ولا نشعر بذلك الجندي الذي يقاتل في جبال القلمون، ويُعاني من البرد، ويعاني ما يعاني، ويُقاسي ما يقاسي، نَقول: أين الكهرباء؟ وأين الخدمات؟ وأين وأين؟ ولا نشعر بذلك الجندي الذي طال فراقه عن أهله سنين طويلة، وهل بعد هذا وذاك يَحق لك أن تختبأ ويذهب غيرك ليقاتل الدواعش الذين فرض على الأمة قتالهم، هؤلاء خوارج العصر، هؤلاء ليسوا بمسلمين، هؤلاء لا يعرفون الإسلام، ولا يمدون بصلة لا إلى العروبة ولا إلى الإسلام، إنهم خوارج مرقوا على الدين، ومرقوا على البشرية، ومرقوا على الأمة العربية والإسلامية، وتنسيقهم واضح وصريح مع بني صهيون، كم أثنى على الدواعش، وهذا فخر للدواعش، وبئس ذاك الفخر، وكم أثنى على الدواعش نتنياهو، وكم قام بخدمتهم ورعايتهم وتطبيبهم ودعمهم، دعمهم بالأموال، دعمهم بالمخدرات، دعمهم بالنساء، دعمهم بالمغريات، لم؟ ليحرقوا الأمة العربية والإسلامية، فهل مِن صحوة يا أمة العروبة ويا أمة الإسلام؟ فهل من صحوة تزلزل كيان بني صهيون وتزلزل عروش آل سعود، الذي قتلوا الأمة وهتكوا أعراضها وقيمها؟ فهل من صحوة يا سادة، هل من صحوة إيمانية نقف جميعاً لنقول للعالم بأسره: نحن نكفر بعادل الجبير، ونؤمن بالله جل جلاله؟ هل من صحوة إيمانية نؤمن فيها إيماناً حقيقياً بالله، ونكفر بداعمي الإرهاب ومموليه؟ المؤمن الحق لا يخنع ولا يركع إلا لله جل جلاله، والمؤمن الحق هو الذي يضع تاج الخدمة خدمة وطنه على رأسه شرفاً وعزاً ومكرمة.

فيا سوريون: هذا الوطن لا يَنتصر إلا بكم، هذا الوطن لا يعلو شأنه وأمره إلا بكم، هذا الوطن لا يرتفع علمه إلا بكم، فهل أنتم أهل لها؟.

منذ يومين وأنا أتابع على شاشة التلفاز العشرات من أبناء مدينة دوما الحبيبة، دوما من أرض الوطن وأبناؤها هم أبناء الوطن، أتابع وأرى العشرات من أهالي دوما من شبابها يلتحقون بصفوف الجيش العربي السوري، فقلت: الحق هو الذي يعلو دائماً في كل زمان ومكان، والحق يعلو ولا يعلى عليه، وأدرك أبناء هذا الوطن عامة أن الإرهاب والإجرام كاذب خائن، يَستخف بالخفاف ويَستخف بالعقول من أجل أن يروج رذالته أو رذيلته، ومن أجل أن يروج إجرامه وكفره، لكن أبناء الوطن قالوا: لا، سنذهب ونلتحق برجال الله، رجال الجيش العربي السوري، على الأرض، لكي نحظى بذاك الشرف، ولنضع ذلك الالتحاق وساماً على صدورنا، فهو عزنا وفخرنا ونصرنا، والحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانـــــــــــ2ــية:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنزل علينا من بركات السماء وأخرج لنا من بركات الأرض، اللهم إنا نسألك أن تنصر الجيش العربي السوري، اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان، اللهم وفق السيد الرئيس بشار الأسد لما فيه خير البلاد والعباد، وخذ بيده إلى ما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية والإسلامية، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 931
تحميل ملفات
فيديو مصور