الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.
عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.
يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون( [يونس: 35].
معاشر السادة: الوفاءُ للحق والقيام على أمره ومُواجهة الناس أجمعين به مِن أولى الخصال التي يحيا بها الدعاة إلى الله، وتُعد صِبغةً لازمة لسلوكهم بل جزءاً خطيراً في كيانهم، فهم على بعد الشقة بينهم وبين الضائقين بهم، وعلى وحشة القطيعة وطول الخلاف يَظلون ثابتين على دعواتهم، يَشرحون أصولها بدقة ويُبيّنون حدودها بأمانة، ولا يتلون الحق في رسالاتهم لرغبة أو رهبة، إنهم أوفر أحلاماً وأقوى أركاناً مِن أن يَستخفهم مُستهزئ يُحاول النيل منهم، ولقد استمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نداء المشركين الساخر، حين قالوا: )يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ * لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِين( [الحجر: 6-7]، فما تظن أثر ذلك النداء في فجاج الأرض أو أقطار السماء؟ لقد تاه صداه وانقطع مداه، وما تحرك له من جانب المرسلين شعورُ قلق، واسمع إلى هذا النفر الراسخ في كُفره المكين في باطله، وهو يُعلق على الرسالة وصاحبها: )وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا * إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا( [الفرقان: 41-42]، إن هذا الاستفهام المفعم بروح الاستفزاز والتكذيب والتحدي والتحقير يَخرج من نفوس أصحابه ليسقط تحت مواطئ الأقدام، فما يَستفز من نفوس الدعاة شعوراً بهوانٍ أو غربة.
إن الداعية يعيش في الحق الذي شرفه الله به مثلما يعيش الناس في أنوار الضحوة الكبرى، فهو بأشعته وحدها يهتدي وعلى ضوئها يسير، ومن ثم فمن المستحيل أن يتملق الجماهير أو يطلب رضاها، كيف يَكون ذلك وهو يَرى العامة مَرضى وفي يده هو شفاؤهم، ويَراهم قاصرين وعنده وحده العلم الذي يَرفع مستواهم، ومِن المستحيل أن يَتهيّب في ذات الله بَطش ذي سلطان، فهو يُعامل ربه قبل أن يُعامل عباده أياً كانوا، وهو يُوقن بأن الحياة والموت والرزق والأجل الخفض والرفع والأمن والقلق ترجع حتماً على مالك الملك جل شأنه، ومن المستحيل أن يغره طمع أو يجره هوى، أو تغريه رغبة أو تدنيه رهبة، فإن شأن الرسالة التي انتصب إليها فوق هذه الوساوس جميعاً.
إن الداعية إلى الله روح مفعمةٌ بالحق والنشاط والأمل واليقظة، فهمته العظمى أن يَرمق الحياة بعين ناقدةٍ وبصر حديد، حتى إذا رأى فتوراً نفخ فيه من روحه لِيَقوى، وإذا رأى انحرافاً صاح به ليستقيم، إنه في المجتمع جَرسُ الخطر يدق من تلقاء نفسه كلما عرض لتعاليم الإسلام وسلامة المجتمعات ما يُعكر صفوها ويُعَوِّق انطلاقها، والأمة الإسلامية فقيرة جداً إلى ذلك النوع من الدعاة الأيقاظ، الذين يَحيون بتبليغ الرسالة نظرياً ومراقبة تنفيذها عملياً.
إن تكوين الدعاة -يا سادة- يَعني تكوين أمة، فالأمم العظيمة ليست إلا صناعةَ نفر من الرجال الموهوبين، فهم طلائع النور في أمة طال عليها الليل، وبوادر اليقظة في أمة تأخر بها النوم، ليأخذوا بيد المؤمنين الظامئين إلى معرفة الله والسير إليه على منهاج قويم.
لقد حدثنا التاريخ عن الحسن البصري رحمه الله، أنه كان يجمع الناس ويُصغون إليه في حلقات العلم والتعليم، حيث كان يُوجههم إلى ضرورة التعاضد الرعية مع حكامها وولاة أمورها، وذلك كي تبقى البلاد آمنة والعباد سالمة، فكان يقول لجلسائه فيما يُحدثهم به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تسبوا الولاة، إن أحسنوا كان لهم الأجر وعليكم الشكر، وإن أساؤوا فعليهم الوزر وعليكم الصبر، وإنما هم نقمة ينتقم الله بهم ممن يشاء، فلا تستقبلوا نقمة الله بالحمية والغضب، واستقبلوها بالاستكانة والتضرع)).
وانطلاقاً من ذلك قال أحد علماء مصر رحمه الله، الشيخ علي محفوظ: (لولا لسان الحسن البصري -احفظها أيها المسلم، أيها العربي- لولا لسان الحسن البصري وسيف الحجاج لوئِدَت الدولة المروانية في مهدها) وفي عهد الحسن وقعت أزمة مالية استد كرب الناس لها، وذهبوا إلى الحسن يَستفتونه في حلها، فقال لهم: (غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الناس: يا رسول الله، ألا تُسعٍّر لنا؟ فقال: إن الله هو المسعِّر، إن الله هو القابض، إن الله هو الباسط، وإني والله ما أعطيكم شيئاً ولا أمنعوه)، فالأزمات الاقتصادية أخذت بخناق الجماهير وتَطلعت الجماهير إلى ضرورة التسعير، لأنها ترى أن ذلك يحد من جشع التجار وينقذ جمهرة الناس، والفقهاء يقولون: إن التسعير إجراء لا تُطيقه الحياة المعتادة، ولكنه في إبان الحروب والنوازل ضرورة يُطالب بها الحاكم ولا يُعذر فيها، فالحسن البصري رحمه الله التزم نهج النبي صلى الله عليه وسلم بعدم التسعير، ولكنه ترك الأمر لضمير التجار، لهذا وأمثاله كان يَزرع هيبة الحكام والولاة في صدور الناس، بهذا وأمثاله كان يبعث الرضا في أفئدتهم عن الحكم القائم، فشتّان بين عالم مصلح وعالم مفسد، والدعاة الذين يحيون على ذلك النحو المتناقض هم آفة الإيمان وسقام الحياة، وهم الثقل الذي يَهوي بالمثل العليا ويُمرغها في الأوحال، والغضب الإلهي لا يَنصَبُّ بعنف وقساوة على مُرتكبي الخطايا بجهالة، إنه ينصب على أولئك الذين يقترفون الدنايا وهم يعلمون، أو الذين يَقترفونها وهم يُنفرون منها الآخرين، وذلك سر تشبيههم تارة بأنهم حمير وطوراً بأنهم كلاب، ولم يوصمون بهذه الألقاب الشائنة، ذلك أنهم تكذيب عملي للكلام الذي يلقون، والمبدأ الذي إليه ينتمون، إنهم بمسلكهم دليل على أن الشهوة تغلب العقل والهوى يهزم الرشد، أي إنهم عذر قائم بين يدي كل مقصر، ويأس من الصلاح الحق أمام بُهاته من السامعين والمتطلعين، وكثير من هؤلاء المنتسبين إلى الدين بألسنتهم الخارجين عليه بأعمالهم مَن يُلون الدين برغبته ويَمزج تعاليمه بشهوته.
إن هذا الفساد المعقد عند نفر من الدعاة لعنة ماحقة، وذاك سر تناولهم بأقسى وصف وتشبيه، حيث قال سبحانه: )وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون( [الأعراف: 175-176].
إن الرجل القذر البدن لا يُغني عنه أن يحمل بين يديه قطع صابون، والكريه الرائحة لا يُجديه أن يُرى ومعه زجاجات من العطور، ودعاة الدين الذين تهب من سيرتهم سُموم حارقة إنما هم عار على الدين وصَدٌّ عن سبيله.
يا سادة: لقد ظهر في هذه السنوات العجاف كثيراً ممن يُسمون أنفسهم بالدعاة، وملؤوا شاشات الإعلام المضلل والمعادي للعروبة والإسلام، يَغلب عليهم خلق الغلظة والشراسة، وما من إنسان سليم الطبع نظيف الفطرة إلا ويَكره الغلظة والشراسة، ومن السهل أن يرتدي الإنسان لباس التقوى على كيان مُلوث وباطل معيب، فهو في ظاهره غيور على الحق، وفي باطنه وحشٌ لم تُقلِّم التقوى أظافره ولم يغسل الإيمان عاره وأوزاره.
قديماً كان الخوارج -يا سادة- يَسلكون هذه المسالك، فقد حدثنا علماء التاريخ أن عمارة بن قرظ غزا غزوة مكث فيها ما شاء الله ثم رجع، حتى إذا كان قريباً من الأهواز سمع الأذان، فَحَنَّ إلى إقامة الصلاة مع الجماعة، واتجه ناحية الصوت، فإذا هو بالأزارقة، وهم فرقة من الخوارج تَرى الأمويين كفاراً، فلما رأوا عمارة مقبلاً عليهم قالوا: ما جاء بك يا عدو الله، أنت أخ للشيطان، لنقتلك، فقال لهم: أما ترضون مني بما رضي به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: أي شيء رضي به منك؟ قال: أتيته وأنا كافر، فشهدت أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخلى عني، ولكن الخوارج أخذوه وقتلوه، إنه تحت عباءة الإسلام، يُوجد أناس ليس لهم فقه وليست لديهم تربية، يَغترون بقراءات وشقشقات واعتراضات على بعض الأوضاع، ويَرون أن الدين كله لديهم، وأن الكفر كله عند معارضيهم، فيستبيحون دماءهم وأموالهم وكرامتهم، فهل هؤلاء على دين؟ إذا لم يكن الدين خُلقاً جميلاً ووجهاً طليقاً، وروحاً سمحةً وسيرة جذابة، فما يكون؟ إذا لم يكن الدين افتقاراً إلى الله، وانكساراً في حضوره الدائم، ورجاءً في رحمته الواسعة، وتطلعاً إلى أن يعم خيره البلاد والعباد، فما يكون؟.
يا سادة: شيوخ الفتنة وعلماء الفتنة، أحرقوا سورية، وأحرقوا الأمة العربية والإسلامية، وأحرقوا معهم الديانة الإسلامية والمسيحية، وحرضوا الأمة أن تقتل بعضها بعضاً، وفعلوا ما فعلوا، وهم يتركون فلسطين العربية، يتناسون الأقصى الشريف، يتناسون جرائم اليهود، وما يفعله الصهاينة من تدنيس للأقصى الشريف، وما يفعله الصهاينة مِن ذبح لأطفالنا في فلسطين الحبيبة والجريحة، شيوخ الفتنة وعلماء السوء والانبطاحيون، دمروا الأمة، هتكوا أعراض الأمة، تحت عباءة الإسلام، فماذا كانت النتيجة، كانت النتيجة أن كانت هناك ردة فعل من المسلمين أنفسهم على الدين الذي يعتنقوه، كان هناك ردة فعل قاسية على دعاة الدين ودعاة العلم، إنه ما هذا هو المسلك الحق وليس بهذا هو النهج الرشيد، فواجب اليوم على العلماء الشرفاء في العالمين العربي والإسلامي أن يَصعدوا وأن يخرجوا على قنوات الإعلام، لكي يُواجهوا تلك الحملة الشرسة التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية مِن خلال قنوات: {الوصال، والرحمة، وأورينت، والجزيرة، والعربية} وغيرهم من القنوات التي هتكت ودمرت الأمة العربية والإسلامية، كم هناك من قناة خرجت وظهرت لِتُحارب الإسلام والمسلمين، وتقتل العرب والمسلمين، وكم هناك من شيخٍ تمشيخ وصعد على تلك المنابر في تلك القنوات لكي يُعلم الناس أن الإسلام دين قتل وإجرام، أن الإسلام دين ذبح وإبادة، حتى رأينا في الأنترنت ما يُقال أنه: لماذا لم تحارب داعش إسرائيل؟ قالوا: عندما تدخل إسرائيل في الإسلام تحاربها داعش، أي مستوى وصلنا إليه يا سادة؟ أن العرب يقتلون بعضهم، أن المسلمين يَبيدون بعضهم البعض، فهل مِن صيحة حق من عالم جريء يَقف في وجه الظلم والعدوان، ويقول لهؤلاء المضللين والفتانين: خسئتم يا سادة ويا خونة، أم سنبقى انبطاحيين نخاف على أرواحنا من الأقزام آل سعود ومن القزم أردوغان، ومن كل قزم حارب الجمهورية العربية السورية، وأحرق الجمهورية اليمنية الحبيبة، ودمر عراقنا الجليل، وأباد ليبيا الجليلة، فهل مِن جرأة عالم يقف في هذه المواقف الصعبة التي نحن أحوج ما نكون إليها؟.
أما الفصائل المسلحة المجرمة بكافة أصنافها وكافة مسمياتها، سمهم ما شئت وسموا أنفسكم أيها المجرمون ما شئتم، فكلكم تنبثقون من مشكاة واحدة، وتصبون في هدف واحد، هو خدمة الصهيونية العالمية، أما هذه الفصائل المسلحة فَمَصيرهم إلى زوال ومآلهم إلى زوال، ونحن في النهاية المنتصرون، لن نركع، ولن نخضع، ولن نساوم حتى ننتصر، وسنبقى بإذن الله جل جلاله مدافعين عن قضية فلسطين، عن القضية الأمة العربية بقيادة القائد الأول والشريف والمؤمن بشار حافظ الأسد، نحن بقيادة هذا القائد المحبوب، هذا القائد الجليل، هذا القائد الذي وقف وصمد وضحى، والله أقولها بصراحة: لو أن بشار الأسد باسمه الكبير وشخصيته العظيمة تَرك سورية وغادر لأُبيدت الأمة العربية والإسلامية بأسرها، ناهيك عن سورية، فهو رجل شريف وقف وصمد وقاوم، وكل سوري عاقل وشريف، وكل عربي عاقل وشريف يُدرك أن بشار الأسد صمام الأمان، إذا ذهب ذهبت الأمة واحترقت البلد، فبقاؤه صمام أمان لديننا أولاً، لأن المستهدف الأول هو الدين، ولهذه الإنسانية وللوطنيين في سورية ثانياً، وللأمة العربية ثالثاً.
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
الخطـــــــــــــــبة الثانيــــــــــــــ2ـــة:
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تُعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنزل علينا من بركات السماء، وأخرج لنا من بركات الأرض، اللهم إنا نسألك أن تَنصر الجيش العربي السوري، وأن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان، ونسألك اللهم أن تثبت أقدامهم وأن تكون لهم معيناً وناصراً، اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، اللهم إنا نسألك أن تكون لهم معيناً وناصراً، اللهم إنا نسألك أن تكون لهم معيناً وناصراً، اللهم وفق السيد الرئيس بشار الأسد لما فيه خير البلاد والعباد، وخذ بيده لما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير ونصر للأمة العربية، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.