الثلاثاء 14 شوال 1445 - 23 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2015-09-25 الساعة 12:21:31
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً
الشيخ مأمون رحمة

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على نور الهدى محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الصحابة ومن اهتدى بهديهم واستن بسنتهم إلى يوم الدين.

عباد الله، أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا( [المائدة: 3].

معاشر السادة: هذا يوم عيد الأضحى الذي اكتمل فيه الوحي وتمت فيه النعمة، وقد اختار الله هذه الأمة كي تحمل رسالته وكي تؤدي ما عليها في هداية الحيارى وإرشاد الزائغين، ثلاث وعشرون سنة والوحي المبارك يَعرض الصلاة والتقوى، يعرض طهارة النفس والبدن، يَعرض طهارة الفؤاد وسناء الفكر، والعوائق أمامه تريد أن تصده، ولكنه مضى في طريقه حتى وصل إلى النهاية، ومعه هذه الأشعة من حزم النور التي انتشرت في مشارق الأرض ومغاربها، لتنقذ الناس من أنفسهم، وتنقذهم من الجبت والطاغوت.

بماذا انطلقت الأمة الاسلامية عندما تعلمت هذه الهدايات واستمعت إلى نداء الوحي المبارك؟.

إن الذين ذهبوا إلى كسرى لم يَذهبوا إليه بأسطوانات المصحف المرتل، إنما ذهب إليه أناس على درجة غريبة من الوعي والطهر والعدل، حيث وقف ربعي بن عامر يَعرض الإسلام خلقاً وسلوكاً، ويَعرضه نظام حياة وأمل جماهير، فقال: (إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدينا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام) هذا هو الجهد الذي قام به كبير الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام، هذا هو الجهد الذي أنشأ به من الصفر جيلاً من الناس لم يُعرف له نظير، ولذلك نجد العالم الأمريكي "مايكل هارت" يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا الإنسان الكبير هو الذي استطاع أن يبني من العدم أمة، شكلها وفق قوانين السماء، وصبها في قوالب الوحي، ودفعها بطاقات الروح، ثم تركها تخدم التوحيد وقضاياه، والقيم وطهرها، والأخلاق وسناءها، والتقاليد الناضرة وإيحائها.

في هذا العيد المبارك -يا سادة- جاءت ذكريات لا بد أن نعرفها، ولا بد أن نقف ملياً أمامها، لكي نتعلم من خلالها أنه لا قيمة لإيمان الإسنان إلا إذا أرخص الإنسان في سبيله النفس والمال والولد، ها هي السيدة هاجر يتركها زوجها إبراهيم عليه السلام في الوادي الذي لا يوجد فيه ماء ولا زرع ولا بشر، فتقول له: يا إبراهيم، لمن تتركنا في هذا المكان، آلله أمرك بهذا؟ فقال: نعم، فأجابته: إذاً فلن يضيعنا أبداً. وبعد هذا الامتحان، وبعد أن كبر إسماعيل عليه السلام، ونشأ وترعرع وتعلق به أبواه، أَمر اللهُ إبراهيم أن يذبح ولده، فانقاد الأب والابن لتنفيذ أمر الله، وقد ذكر الله هذا الامتحان الكبير بقوله سبحانه: )وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين( [الصافات: 99-102].

لقد كان الاختبار مراً، لكنها طبيعة الاختبار الإلهي، إن الاختبار الإلهي يَقتحم النفس الإنسانية من جميع أبوابها، ويَدخل إليها من كل أقطارها، فلا مكان لغش ولا مكان لادعاء، وما ينجح عند الله إلا من زكى، وما يسقط عنده ويهوي إلا من هلك، هكذا الاختبار الإلهي.

وقد قيل للمسلمين: تعلموا من تاريخ الأمم قبلكم، إن الحق الذي اعتنقتموه وإن اللواء الذي رفعتموه لا بد له من جيش محتسب، يبذل دون كلل ويكافح دون ملل، وهكذا قيل للمؤمنين: )أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيب( [البقرة: 214].

هكذا يبلغ الامتحان نهايته ويصل إلى ذروته، فلا بد من أن يُشرق الفجر مهما طال الليل، ولا بد أن يطلع الفجر مهما اشتد الظلام، لكن الصبر مر والتحمل لا بد منه، وقد بين لنا القرآن -يا سادة- أن الرجل قد يحب أن يعيش آمناً في سربه مطمئناً بين ذويه وأهله سعيداً بين زوجته وأولاده، بيد أنه إذا دعا الداعي إلى الحرب وقرعت الآذان صيحات الجهاد فيجب أن ينسى الإنسان هذا كله وأن يذهل عنه، فلا يفكر إلا في نصرة دينه وحماية عرضه وإنقاذ وطنه، وإلا فإن الإسلام منه بريء، وقد حذر القرآن من التخاذل والجبن، حيث قال سبحانه: )قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين( [التوبة: 24]، والأمة التي تستثقل أعباء الكفاح، وتتضايق من مطالب الجهاد، وتركن إلى راحة النفس وحظوظها؛ إنما تحفر لنفسها قبرها وتكتب على بنيها ذلاً لا ينتهي، وما ساد المسلمون -يا سادة- إلا يوم أن قهروا نوازع الخوف وقتلوا بواعث القعود، وعرفتهم ميادين الموت أبطالاً يُحبون الموت ويركبون الصعاب، وما طمع الطامعون فيهم إلا يوم أن أخلدوا إلى الأرض وأحبوا معيشة السلم وكرهوا أن يدفعوا ضريبة الدم والمال، فأي حياة ترجوها الشعوب الخوارة والكسولة، وأي نصر يطلبه أهل الحق إذا أغلوا حياتهم على حين يُرخص أهل الباطل أنفسهم في سبيل ما يطلبون؟.

إن الشجاعة خلق أصيل من أخلاق الأنبياء والمرسلين، وفي ذلك يقول سيدنا علي كرم الله وجهه: (كنا إذا حمي الوطيس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم)، وقد كان سيدنا إبراهيم عليه السلام شجاعاً عندما أراد أن يضحي بولده استجابة لأمر الله، فالشجاعة خُلق أصيل في شخصية الداعية إلى الله، وشيمة لا تنفك عنه وهو يتقبل بين الناس، مدد هذه الشجاعة الواجبة ونبعها الدافق أن أمر الله لا بُدَّ أن يسود، وأن هداه لا بد أن يعلو، وأن منهجه لا بد أن تتضح معالمه وترسو دعائمه، وأن المنتسبين إليه ما ينبغي أن تخفت أصواتهم أو أن يتراجعوا عن مبادئهم.

إن الأمة جمعاء مكلفة أن تكون شجاعة في حماية الدين والحق، ورد المعتدين من المجان والفجار، فإذا خذلتها قواها دون القيام بهذا العبء فقد تخلت أمام الله والتاريخ عن رسالتها، وسقطت من عينه وحُرمت من رعايته، فقد روى الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأيتم أمتي -اسمع أيها المسلم، أيها العربي- إذا رأيتم أمتي تهاب أن تقول للظالم: يا ظالم فقد تُوُدِّعَ منها)) ذاك حق الإسلام على أمته عامة، فأما حقه على الدعاة المكلفين لحمايته فهو أثقل وأجل، على الدعاة أن يضاعفوا يقظاتهم وتضحياتهم، وأن يُكرسوا أوقاتهم وأفكارهم لنصرة العقائد والأوطان، فحماة الإسلام والموظفون لحراسة الإسلام هم جَيش للدفاع عن الإيمان، يُشبه الجيش الموكل بحراسة الأمن، ومِن المثير للدهشة أن الجند المكلفين بحراسة الأمن قد يَفقد بعضهم روحه وهو يطارد لصاً، أو يصاب بعاهة مؤلمة وهو يُؤدي واجبه، ذاك فضلاً عن السهر المستديم والجهد الموصول، أما بعض الدعاة من أئمة ووعاظ ومرشدين -مع الأسف- فكأنما أخذوا عهداً على الدهر أن لا يسمهم سوء، إذا لم يكن الداعية المسلم شجاعاً، مُطيقاً لأعباء رسالته، سريعاً إلى تلبية نداءها، جريئاً على المبطلين، مغواراً في ساحتهم؛ فخير له أن ينسحب من ميدان الدعوة حتى لا يَفهم الآخرون أن الاسلام جبن وتخاذل.

معاشر السادة: عيد الأضحى المبارك فيه دروس كثيرة عظيمة وجليلة، واجب على المسلم أن يتعلم تلك الدروس التي كانت منهجاً واستقامة وسيرة للأمة الإسلامية والعربية وعلى مر التاريخ والأزمان، والمؤمن الحق هو الذي يدافع عن الحق، ويقف من أجل الحق، ولا يخاف إلا الله جل جلاله، مهما تكالب عليه المتكالبون، ومهما تآمر عليه المتآمرون، لأنه صاحب حق، صاحب مبدأ، يقف يدافع يكافح يناضل، من أجل أن يحقن دماء الأمة العربية والإسلامية.

مع الأسف، كم رأينا من علماء، من سورية ومن غير سورية، لا سيما من علماء الخليج، حرضوا على القتل والدمار والخراب، حرضوا أن تضحي الأمة بعضها ببعض بدل أن نُضحي ونتقرب إلى الله بالأضاحي التي شرعها وأحلها لنا، قام علماء الفتنة وعلى رأسهم "يوسف القرضاوي" ومن سار على شاكلته من الصهاينة، وقفوا يحرضون على دمار سورية، وقفوا ليحرضوا على دمار وإحراق ليبيا، والعراق من بعدها، ومن قبله مصر، هذا ما فعله علماء الفتنة، هذا ما فعله أولئك المتمشيخون مع الاسف، حتى يصلوا إلى مناصب يريدونها، الأمة تذبح، الأمة تقتل، الشعوب تبكي دماً، النساء ترملت، الأطفال تيتمت، الناس غرقوا في البحار، ودعاة الفتنة يجلسون في الفنادق الضخمة، يأخذون الأموال الكثيرة والطائلة، يركبون السيارات المريحة والفخمة، على حساب ودماء الشعوب العربية، لا سيما على دماء الشعب العربي السوري، هذا الشعب الذي تحمل الكثير الكثير مِن أجل أن يبقى متمسكاً بأرضه ووطنه، ومدافعاً عن عرضه وكرامته، كم هو عيب وعار علينا ألا نحرض على تحرير أقصانا الشريف، أين صوت يوسف القرضاوي؟ أما سألتموه أين صوته؟ هل هو أعمى، أم يتعامى عما يحدث في أقصانا الشريف؟ ما رأيناهم دعوا إلى الجهاد من أجل تحرير الأقصى، ومن أجل رد الاعتبار للأمة العربية والإسلامية، كلنا سمع أولئك المتخاذلين -مع الأسف- سمعهم كيف يُحرضون على حرق دمشق، على قتل الشعب السوري، على حرق الشعب اليمني، على إبادة الشعب العراقي، على انتهاك حرمات الشعب الليبي، أين أنتم؟ هل أنتم عرب؟ هل أنتم مسلمون؟ أم أنكم غربيون تلبسون عباءة الإسلام وتتكلمون باسم الإسلام؟ دمرتم الأمة باسم الإسلام، قتلتم وذبحتم باسم الإسلام، جنودنا جنود الجيش العربي السوري، هذا الجيش المقاوم، هذا الجيش الصامد، يُذبح في كل بقعة من أرض هذا الوطن، من أجل الدفاع عن أرضه وعرضه وكرامته، ما نسمع صوت أحد يُندد، أو يقول هذا حرام، أو يقول: هذا من حق الجندي أن يدافع عن حقوق أرضه وشعبه وعن دولته، إنما نسمعهم يقولون: يَنبغي أن يَقتل العرب بعضهم بعضاً، لكن الشعوب -ويا أسف- كأنها فقدت الوعي، كأنها فقدت العقل الصحيح والعقل النظيف والمستقيم، لا ينبغي عليك -أيها المسلم أبداً، أيها السوري، أيها العربي- أن تستجيب لنداء الخونة، أن تعمل على قتل أبناء وطنك، أن تعمل على خراب ديارك وبلدك، ما ينبغي أن تفعل ذلك، أي عيد نُمضيه يا سادة، وأي فرحة تدخل إلى قلوبنا، كلنا مشردون، كلنا مبعدون عن بلداننا وأماكن حياتنا وسعادتنا، وأصابنا ما أصابنا، أما نعقل؟ ألا نفقه؟.

وتبكي أكثر عندما تسمع أن فلاناً في الغوطة الشرقية أو أن فلاناً في ريف حمص أو في ريف حماه أو في ريف دير الزور يموت جوعاً، أما تتألم أيها المسلم؟ أما تحركك إحساسك ومشاعرك إن لم يحركك إيمانك وعقيدتك؟ هذا عيد، نُضحي ببعضنا البعض؟ هذا عيد، نُجرم بأنفسنا؟ هذا عيد، يبحث أحدنا عن غرفة ليؤوي بها زوجته وأولاده فلا يجد؟ أي عيد نعيشه يا سادة، العيد الحقيقي -اسمعها أيها السوري، اسمعها أيها العربي، أيها المسلم- العيد الحقيقي عندما نتصف بالوعي والفهم والعقل والحكمة والإدراك، العيد الحقيقي عندما نستمع إلى العلماء الحقيقيين، نستجيب لأمرهم وهديهم، عندما نجلس على الركب احتراماً لهم، لأنهم يحقنون دماءنا، لماذا قتلوا الدكتور البوطي رحمه الله؟ لماذا قتلوه؟ أي ذنب اقترفه هذا العالم الجليل، الذي ربى الأجيال وخرج الأجيال؟ ما هو الذنب الذي فعله؟ ذَنبه أنه قال: تعالوا لنحقن دماءنا، تعالوا لنحب بعضنا، تعالوا لنجمع جميع طوائفنا تحت شعار الحب والرحمة والتسامح، لكنهم -لعنهم الله- قتلوه، وإذا كان قتلوا علماءنا فإننا نقول لهم: لن تقتلوا إيماننا ولا إرادتنا، ولن تقتلوا صمودنا الذي يشمخ كجبل قاسيون.

معاشر السادة: العيد الحقيقي يوم نجد علماء الأمة الإسلامية علماء حقيقيين لا مزيفين، يوم نجدهم يقفون جميعاً في خندق واحد يتفقون على كلمة واحدة من أجل حقن دماء سورية، من أجل حقن دماء السوريين واليمنيين والعراقيين وجميع العرب والمسلمين في بقاع هذا الأرض، العيد الحقيقي يوم نرى الأمة العربية والإسلامية حَققت الشعار الذي نُردده في كل يوم وفي كل صباح ومساء: أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة، فهل أصبحت رسالتكم -أيها العرب- القتل والإجرام، أم أن رسالتكم هي رسالة الأنبياء والمرسلين، التي دعت إلى المحبة والتراحم وحقن الدماء وحقن الفوضى والجرائم التي تجتاح البلدان العربية؟.

أيها السوريون: كفانا، بوادر النصر لاحت في الأفق بإذن الله، ونحن نتأمل من الله جل جلاله النصر دائماً، لن المسلم يتفاءل، الإسلام ضد التشاؤم، آفاق النصر بدأت تلوح في الأفق، لكن نحن كشعب واجب علينا أن ندرك أنه لا يصون الوطن إلا أهله ورجاله، ولا يحمي العرض إلا صاحب العرض والكرامة، ولا يحقن الدم إلا مَن يخاف الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً)) فالدم لونه أحمر وعند الله هو خط أحمر، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

الخطـــــــــــــــبة الثانيـــــــ2ـة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله اتقوا الله، واعلموا أنكم ملاقوه، وأن الله غير غافل عنكم ولا ساه.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحمنا فإنك بنا رحيم، ولا تعذبنا فإنك علينا قدير، اللهم إنا نسألك أن تُعيد هذا العيد الأضحى المبارك على الأمة العربية والإسلامية باليمن والنصر والخير والبركة، وأن تكون قد جمعت كلمتهم وشملهم على النحو الذي يرضيك عنا يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تَنصر الجيش العربي السوري، اللهم إنا نسألك أن تكون لهم معيناً وناصراً في السهول والجبال والوديان، اللهم إنا نسألك أن تُثبت الأرض تحت أقدامهم، وأن تُسدد أهدافهم ورميهم يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تنصر حزب الله، اللهم إنا نسألك أن تنصر حزب الله، اللهم إنا نسألك أن تنصر المقاومة اللبنانية، التي تنصر الأرض والعرض والشرف والكرامة، والتي تقف في وجه إسرائيل، والتي تمنع التي تقوم مخططات بني صهيون في سورية وفي غيره سورية، اللهم إنا نسألك أن تكون لهم معيناً وناصراً، اللهم وفق السيد الرئيس بشار الأسد لما فيه خير البلاد والعباد، وخُذ بيده لما تحبه وترضاه، واجعله بشارة خير للأمة العربية والإسلامية، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 848
تحميل ملفات

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *