الخميس 16 شوال 1445 - 25 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2015-09-13 الساعة 08:44:01
إنـــمــا يـــتــذكــر أواــو الألــبــاب
الشيخ مأمون رحمة

إن وعي أهلنا في محافظة السويداء وتمسكم بالمبادئ الوطنية عَزَّزَ مِن صمود الوطن، ما حدث في محافظة السويداء الأبية الحبيبة، العظيمة برجالها وشيوخها ونسائها، والطيبة بأرضها وسمائها، ما حدث في الأسبوع الماضي نَستنكره تماماً ونرفضه جملة وتفصيلاً، وإن أَهلنا في السويداء أعطوا درساً لأهل الفتنة على مر التاريخ، أن بني مَعروف كانوا أوفياء للوطن، ووقفوا مدافعين عن الوطن منذ أن دخلت فرنسا الغاشمة واحتلت سوريا، وقف بنو معروف يدافعون عن تراب هذا الوطن، فهم مُتحصنون لأنهم يقفون في خندق واحد، مع الجيش العربي السوري، مع القيادة الحكيمة في الجمهورية العربية السورية، المتمثلة بالقائد المؤمن الغيور بشار حافظ الأسد، هذا الموقف -يا سادة- يُعلمنا -وقلناها سابقاً، من أراد أن يَتعلم الوطنية وحب الوطن والدفاع عن الوطن فليذهب إلى محافظة السويداء- وقف أهلنا في السويداء جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري، لكي يدافعوا عن هذا الوطن، ولكي يبينوا للعالم بأسره أن السويداء بشكل خاص وسورية بشكل عام، والسويداء هي جزء من هذا الوطن، هي جزء من سورية، أعطوا درساً للعالم أن السويداء عَصية على أعدائها، عصية على الفتن، لماذا؟ ما هو السر في ذلك؟ إنهم يتمتعون بالوعي، إنهم يتمتعون ويتحلون بالأخلاق الفاضلة، أدركوا تماماً -وهم يدركون من قبل ومن بعد- أن المستهدف أولاً وأخيراً هم السوريون، كل سوري شريف هو مستهدف من آل سعود القذرين، كل سوري شريف هو مستهدف من أردوغان الأحمق، كل سوري شريف هو مستهدف من القيادة القطرية الصغيرة في فعلها وفي سياستها وفي تصرفاتها.

فالعلم -يا سادة- يدعونا إلى الوعي، يدعونا إلى الفهم، يدعونا إلى الإدراك، فلا يتحصن شعب ولا تتحصن أمة ولا تقوى أمة إلا بالعلم وسلاح العلم، فالعلم يُورث الوعي والفهم والإدراك، والعلم هو السلاح الفتاك الذي يواجه به الظلمة والمتكبرون على مر العصور والأزمان.

يا سوريون، يا عرب، ترون ما يحل بنا، وترون الغرب الذي دَمرنا وقتلنا، وهتك أعراضنا، ودمر آثارنا، وذبح تاريخنا، ترون الغرب اليوم وأذناب الغرب ومن يتعامل معهم من العربان كيف يتآمرون على كل سوري شريف، كيف يتآمرون على السوريين، حتى ألجؤوهم إلى الهجرة من هذا الوطن، وإنك لتستغرب عندما تجد أحد المحللين السياسيين مِن الكويت يقول: إن السوريين يهربون بسبب البراميل المتفجرة، قبحكم الله يا كذبة، قبحكم الله يا من تكذبون على الله والتاريخ والإنسانية، نحن نهرب من أموالكم القذرة التي تقتلونا بها، نحن نهرب من أموالكم ومن غدركم ومن سياستكم الرعناء التي لا تصلح إلا لقيادة بعير وهذا كثير عليها، نحن نستغرب كيف يبكون علينا وهم الذين قتلونا، كيف يتآمرون علينا وهم يبكون علينا، كيف يبكون علينا وهم تآمروا علينا، واجب عليك يا سوري أن لا تهرب، أن تقف هنا صامداً في دمشق في سورية، لتقول لهؤلاء الكذبة والخونة والمجرمين والمنافقين والمدلسين بأنك سوري لا تركع إلى لله، الخليجيون كلنا يعلم ذلك يكرهوننا من قبل، لماذا؟ يقولون: إن سورية صاحبة نفس أبية، نعم نحن أصحاب نفس أبة، لا نركع إلا لله جل جلاله، فهم يُريدون -هؤلاء العكل، أصحاب العكل، مع احترامي للعكال الذي يُوضع على رؤوس الشرفاء من هذه الأمة- هُم يريدون قتلنا، وهم يريدون تمزيقنا أكثر من هذا التمزيق الذين أصاب الأمة، ونقول لهؤلاء العربان، نقول لدول الخليج، نقول لقطر التي أرسلت ألف مقاتل من مرتزقها إلى اليمن لإبادة الشعب اليمني عن بكرة أبيه، ونقول للإمارات التي أرسلت جنودها لإبادة الشعب اليمني، نقول لهم: كفوا عن رعوناتكم، كفوا عن سياستكم الحمقاء، كفوا عن تحريضكم لقتل العرب والمسلمين، والجؤوا أولاً إلى الله جل جلاله، وحسنوا علاقتكم معه، ولا تلعبوا مع السوريين أبداً، فنحن هنا باقون في سورية، نحن هنا باقون في دمشق الأسد، في دمشق العروبة والإسلام، نحن لن نتخلى أبداً عن قيادة الفريق بشار الأسد، لأنه قائد عربي شريف مقاوم، نحن لن نتخلى عن سورية أبداً، سنأكل التراب ونبقى هنا، نموت هنا نحيى هنا، ندافع هنا عن أرضنا، لن نركع لكم، قلناها من قبل ونقولها اليوم، ونقولها بعد الموت، لن نركع لكم، حتى نحرر تراب سورية من غدركم ومكركم، يا خونة يا كذبة، يا قتلة يا مجرمون، أي عروبة تدعون؟ وأي إسلام تدعون؟ إنكم خونة والإسلام والعروبة بريئة منكم، أو بريؤون أو برآءُ منكم، فنحن هنا سوريون، لن نرحل، لن نستسلم، لن نساوم، لن نفاوض، هذا وطننا فافعلوا ما شئتم، نحن لا نخشى أحداً إلا الله، نموت بآجالنا، ونحيا بآجالنا، وإذا متنا كرماء شرفاء أفضل من أن نموت بنار غدركم أذلاء خانعين، هكذا علمنا الإسلام، وهكذا علمنا الفاتحون العظماء من هذه الأمة، وهكذا علمنا مِن بعدهم يوسف العظمة قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1154
1  2  3  4  
تحميل ملفات
فيديو مصور