الثلاثاء 14 شوال 1445 - 23 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2015-08-29 الساعة 00:45:47
الكبرياء رداءي والعظمة إزاري
الشيخ مأمون رحمة

أدركت بعد أن تكشف لها خداع الدولة العثمانية للعرب، وانصرافها إلى بناء مجد عثماني بحت يقوم على الفك والبطش، أدركت أنه لا خَلاص لها مما وقعت فيه ولا سبيل إلى استعادة مجدها إلا بمقاومة الحكم التركي، وسيطر على العرب هذا الشعور بعد أن تبين لهم أن الخلافة التي جعلت المسلمين يدينون بالولاء للدولة العثمانية لم تكن غير نقاب خادع للاحتلال العثماني، بَدأ العرب يُدركون مدى الانحراف الذي انتهت إليه خلافة آل عثمان، فإن الحكم العثماني للأمة العربية طوال مئات السنين لم يكن ليجعل الأمة العربية تنسى العروبة وأصالتها، أو يَغيب عنها تاريخها المجيد العريق، فوسائل الاضطهاد وطرق التنكيل والتعذيب التي قاساها العرب من الأتراك لم تصرف العربية عن التطلع إلى اليوم الذي تقوم فيه الدولة عربية كبرى يتزعمها زعيم عربي كبير، ولعل هذا الشعور العميق الذي لازم العربية أيام الحكم العثماني كان من أهم العوامل التي احتفظت الأمة العربية بشخصيتها وبتقاليدها ولغتها في ظل هذا الحكم، فلم تَذُب شخصية هذه الأمة في شخصية الدولة العثمانية، ولقد كافح العرب وجاهدوا للإبقاء على هذا الشعور، ولم يدخروا جهداً في تغذيته من حين لآخر، حتى لا تنسى الأمة ماضيها التليد، فكان إحساس العرب بقوميتهم دائم التجدد، ولم يكن من الممكن لهذا الشعور ولتلك الأحاسيس أن تتبلور ما لم تتوفر الزعامة للعرب، وكانت أعين العرب في كل مكان -اسمع أيها العربي، اسمع أيها السوري، اسمع أيها العالم- كانت أعين العرب والمسلمين في كل مكان تَتجه في هذا الشأن إلى بلدين: مصر وسورية، آملين أن يبرز من إحداهما ذلك القائد والزعيم الذي يتولى قيادتهم ويكتل جهودهم ثم يدفعهم إلى انتفاضة كبرى بحركة شاملة تستهدف الخلاص من الحكم العثماني، فلما ظهر محمد علي تَطَلَّعت عليه أعين العرب والمسلمين كافة، إلا أن محمد علي تخلى عن الرسالة التي كانت تنتظره، تخلى عن العرب والمسلمين، وآثر أن يضل تركياً، لا ينسى التاريخ كيف ثارت أرمينيا ضد الحكم التركي، ضد الحكم العثماني، وقَمَعَ سُلطان تركيا وهو عبد الحميد الثاني قَمع ثورة الأرمن بالحديد والنار، وخَلعت صحافة العالم المسيح على سلطان تركيا لَقب سلطان الأحمر، فأطلقت عليه اسم عبد الحميد الأحمر، لأنه قد صبغ اسمه وحريته بالدماء.

معاشر السادة: التاريخ اليوم يُعيد نفسه، ها هو أردوغان هذا القذر يُعيد تاريخ آبائه وأجداده، يُريد -أيها السوريون- هذا الأحمق أردوغان يُريد أن يُقيم حضارة له كيان له شَخصية له على حساب دمائكم أنتم أيها السوريون، على حساب أمنكم واستقراركم، على حساب أعراضكم، ها هو ذا مع زَبانيته الجُبناء يُقاتل في جبهة الشمال، إِنَّه يُلطخ يَديه بدماء السوريين كما لَطَّخ آبائه وأجداده أيديهم بدماء السوريين، ويَظهر بعد هذا وذاك وَزير خارجية السعودية بتصريحات صِبيانية يَتطاول فيها على كل سوري وعربي شريف، يَتطاول فيها على العروبة والإسلام، هذا الصُّعلوك لا يَفقه من السياسة إلا علم البَعِير، وما شأنك أن تتولى تَصريحات تعود علينا كسوريين بالتَّشرد والقتل والخراب والدمار، وأنتم يا آل سعود لا يَحق لكم أن تَتكلموا أبداً، أيديكم مُلطخة بدماء الشعب اليمني، أنتم قتلة، أنتم مشركون، أنتم مجرمون، أنتم سفاكون للدماء، مُنتهكون للأعراض، أحرقتم ليبيا الحبيبة، أحرقتم عراقنا الحبيب، قتلتم الوطن العربي، تمكرون في الجزائر، تَمكرون في المغرب، تمكرون بأنفسكم أنتم، كل هذا وذاك من أجل أن تقضوا على هذا الشعب وتاريخه وحضارته، قتلتم العلم والعلماء، قتلتم العلم والفكر والمفكرين، أبدتم حضارتنا التاريخية في مدينة تدمر التي لا تزال تصدح بالكبرياء والشموخ الذي كانت عليه حضارتنا، أنتم آل سعود أرونا ما هي حضارتكم، أرونا آثاركم، أرونا تاريخكم، وبعد هذا وذاك تُريدون أن تُدخلوا السوريين في نفق طويل ومُظلم تحت تغيير النظام وما شابه ذلك، مشكلتنا ليست في الداخل، مشكلتنا أنتم، أنتم من مول، أنتم من قتل، أنتم مَن أرسل الإرهاب والإجرام إلى وطني، إلى دمشق قلب العروبة والإسلام، وتجد النظام الأردني يُساند في جنوب جبهة الشمال، يَتآمر أيضاً على الشعب السوري، والسوريون يغرقون في البحار، والسوريون يموتون تحت قذائف الصواريخ والهاون، والسوريون يُعانون ما يُعانون من الغلاء والتشرد والآلام التي أبكت القلوب وأبكت العيون دماً في ليلنا ونهارنا، فهل تُدرك -أيها السوري- بعدما ترى ويَجري في بلادك أن هذا العمل هو دمار لك وأنت المقصود أولاً وآخراً.

مِن هذا المنطلق ومن هذا المبدأ، نحن لا نخاف آل سعود، لا نخشى أردوغان أبداً، لا نخشى من الملك الأردني ومن النظام الأردني أبداً، ولا مِن أقزامهم ولا من صعاليكهم، هذه أرضنا، هنا تاريخنا، هنا شعبنا، هنا نصرنا، هنا مجدنا، أما أنتم فألزموا أفواهكم قَبل أن يلزمها الجيش العربي السوري، قبل أن يُلزمها الشرفاء في هذه الأمة، في الأمة العربية والإسلامية.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1099
1  2  3  4  
تحميل ملفات
فيديو مصور