يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: ]وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُون[ [آل عمران: 78].
إن للتدين المنحرف أسباباً نَفسية وأخرى علمية، تَظهر في أقوال المرء وأعماله، وتُلحظ فيما يُصدره من أحكام على الأشخاص والأشياء، وتتفاوت هذه الأسباب قوة وضعفاً وقلة وكثرة، ولكنها على أية حال ذَات أثر عميق في تحديد المواقف والاتجاهات، والمفروض في العبادات التي شرعها الله للناس أن تُزَكي السرائر وتقيها العلل الباطنة والظاهرة، وتَعصم السلوك الإنساني عن العوج والإسفاف والجور والاعتساف، وكان هذا يتم حتماً لو أن العابدين تجاوزوا صور الطاعات إلى حقائقها، وسجدت بصائرهم وضمائرهم لله عندما تسجد جوارحهم، وتحرك أنفس ما في كيانهم وهو القلب واللب عندما تتحرك ألسنتهم، أما إذا وقفت العبادات عند القشور الظاهرة والسطوح المزورة فإنها لا تَرفع خسيسة ولا تَشفي سقاماً.