يقول المولى جل جلاله في القرآن الكريم: )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون( [الحجرات: 10] ورد في الحديث الصحيح عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الشيطان قد يأس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم)).
التحرش بين المسلمين وتعميق الجراح في الجسم المثخن عادة تقوم به فئات كثيرة، وتسخر له أقلام شتى بأسلوب ماكر خبيث، ونحن نحسب أن زارعي الفتنة والشقاق بين صفوف الأمة هم مأجورون لجهات أجنبية تكيد لأمتنا وتود لها العنت، وأثرها القريب والبعيد خطير على وحدتنا وتماسكنا في هذه الأيام العصيبة.
لقد حرم الإسلام البهتان والغيبة والعداوة والبغضاء، وعدها من الكبائر، وعند التأمل في نصوص الشريعة نَجد التحريم يتناول ما يَجري على ألسنة الأفراد مِن إثم يُراد به إساءة امرئ في نفسه وأسرته، ولكن الذي يقع الآن يُمكن تَسميته غيبة جماعية أو افتراءً جماعياً، الغاية منه إهانة شعوب كثيرة، وتوهين أواصر الوحدة الكبرى التي تلمها، وإعادة العرب إلى الجاهلية التي ردم الإسلام مآثرها ورفض منافراتها، أي إنها غيبة مركبةٌ أو رذيلة مضاعفة، ونتائجها إيغار الصدور وتقطيع الصفوف وإظلام المستقبل، ولن يستفيد من هذا العمل إلا أعداء الإسلام والحريصون على تمزيق أمته وإضاعة جماعته، لذلك ندبنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى إصلاح ذات البين، وبين فضله وقدسيته ومنزلته