يقول المولى جل جلاله في القرآن الكريم: )لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم( [البقرة: 273].
لقد اتفق أصحاب الفطر السليمة على أن الإنسان إذا تسول وكان لديه في بيته ما يكفيه ويُغنيه فهو شخص غريب الأطوار شاذُّ المسلك، فإذا احترف التسول مع وجود ما يكفيه يقيناً وما يُغنيه فهو شخص مريض يستحق العلاج أو مجرم يستحق العقاب، والأمم والجماعات في هذا القانون كالأفراد سواء بسواء، فالأمة التي لَديها ثروة معنوية طائلة أو التي تملك تراثاً حضارياً خصباً تعتبر أمةً غريبةً إذا نَسيت ما لديها من كنوز وما تقتني من مصادر الغنى المادي والأدبي.
إن الأمة الإسلامية بالذات أمة أفاء الله عليها من المبادئ والقيم من المشاعر الناضرة في قبلها والأفكار الذكية في عقلها ما يجعلها أمة تُعطي ولا تأخذ، وما يجعل يدها العليا لا السفلى، وكل ما تحتاج إليه أن تعرف نفاسة ما عندها وعظمة ما زودتها الأقدار به.