يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم( [التوبة: 103-104].
إن لشعائر الإسلام قوى روحية، تُهذب شخصية الفرد، وتدعوها للفضيلة وتوجهها نحو حياة اجتماعية تقوم على العدالة والإخاء، فالصلاة كتاب موقوت على المؤمنين يؤدونها في أوقاتها الخمس أفراداً وجماعات، وهي تجديد للصلة بالله وترسيخ لمعاني الالتزام الحق ونهي عن الفحشاء والمنكر، والصوم تعليمٌ للصبر على الشدائد والمشاق وتطويع للرغبات والشهوات، والزكاة تسخيرٌ للأموال والثروات الخاصة نحو الغايات التكافلية العليا، ليست الزكاة التزاماً مَالياً مُجرداً فحسب وإنما هي مشاركة للمعسور في ثروة الميسور وحق معلوم للسائل والمحروم، والحج شعيرة احتفاء بالوحدانية لله، واتحاد للأمة ورمز التقاء الجميع حول قِبلةٍ واحدة يقصدونها عند كل صلاة، ويَزورونها مرة في العمر على الأقل حين يَحجون.