الاثنين 10 ربيع الثاني 1446 - 14 أكتوبر 2024 , آخر تحديث : 2024-10-01 12:47:36 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2015-05-09 الساعة 11:06:44
فــلا تــخــافــوهــم وخـــافـــونِ
الشيخ مأمون رحمة

 يقول المولى جل وعلا في محكم التنزيل: )الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين( [آل عمران: 173-175].

إن الإيمان الصحيح يجعل نفس الإنسان تَستجيب لدواعي الخير المختلفة كلما أهابت بها، فهو في السلم وفي الحرب وفي الصحة والمرض، في الأمن والروع وفي الشدة والرخاء، في كل حال يقدرها الله له يواجهها بما يفرض اليقين عليه، لا ينكس ولا يزيغ، يصبر في الضرَّاء ويشكر في السرَّاء، ويبغض المبطلين ويشجب على ضلالهم، ويحب المصلحين ويشدّ أزرهم، هبْ  رجلا أعجبه دفء الفراش ساعة الفجر، وآثر لذة النوم على غيرها من الذكر وقربى، أتحسب ذلك يقدر على جهاد خشن في ميدان غليظ؟ هب رجلاً أغراه فتون الفاحشة فتلوث بها في أيام الرخاء والسعة، أتراه يطيق مرضاة الله في الانخلاع عن الدنيا لو طُلب إليه أن يَفتدي أمته بنفسه يوماً ما؟ مِن هنا تُدرك لماذا أحس النبي أن الرجال قليل، وأن نسبتهم في من ترى لا تكاد تبلغ الواحد بالمائة، ولذلك قال في الحديث الصحيح: ((إنما الناس كإبل مئة، لا تجد فيها راحلة)) أجل إن الذين يعول عليهم في اقتحام الصعاب وتحطيم العقبات وإدراك الغايات، أندر إلى حد بعيد مما يفرضه حسن الظن وتوقع الخير، فالنفوس المريضة لا يمكنها أن تُقيم أحكام السماء، ولا تستطيع وهي مُخلدة إلى الأرض أن تستجيب لتعاليم الوحي، أو تستقيم مع جوه النقي والطهور، فأي مُجتمع تَنتشر فيه عرى الأخلاق وتضعف فيه مقومات النفوس الكبيرة، هَيهات أن يُوفق إلى تأسيس دولة مكينة أو إقامة حُكم رشيد، أرأيت رَجلاً خَليعاً يُشَرِّع دساتير الأدب ويُطبقها؟

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 945
تحميل ملفات

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *