الخميس 06 ربيع الثاني 1446 - 10 أكتوبر 2024 , آخر تحديث : 2024-10-01 12:47:36 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2015-03-27 الساعة 17:47:43
عـيــنــان لا تــمسهـمــا الــنــار
الشيخ مأمون رحمة

يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون( [آل عمران: 200].

يَخرج الجندي من بيته وبلدته حَيث يعيش آمناً هادئاً إلى ساحة الميدان، حيث يحمل من الأعباء ويتحمل من المخاطر ما يَحتاج إلى بأس شديد وعزم جديد، وقد قدر الإسلام هذه المشقات حق قدرها، وتكفل الله عز وجل بأضعاف أجرها، في الميدان الرحيب تهب الرياح السافية، وتهيج العواصف العاتية، وتمتلأ صدور المقاتلين بالغبار، وتتراكم على ملامحهم وملابسهم وأقدامهم سحب التراب، هذا كله لا يَنساه الله للمقاتل المخلص الصبور المدافع عن وطنه، فقد روى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يجتمعان في جوف عبد: غبار في سبيل الله ودخان جهنم))، وروى الطبراني والبيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من رجل يغبر وجهه في سبيل الله إلا آمنه الله دخان النار يوم القيامة، وما من رجل تُغبر قدماه في سبيل الله إلا آمن الله قدماه من النار يوم القيامة))، وعندما يلقي الليل على الكون أستاره، وينتخب من الجند مَن يَقوم بحراسة المعسكر ومُراقبة الأعداء، فإن يَقظة الجندي الساهر على حَياة إخوانه والتفاته لكل حركة واكتشافه لكل ريبة إنما هو ضَربٌ من العبادة والتَّهجد يزيد على الصوم والصلاة، وتلك أيضاً حسنة تُدخر للمؤمن إلى الله، فقد روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)) .

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1330
تحميل ملفات
فيديو مصور