يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ * كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب( [ص: 28-29].
إن الغرب -يا سادة- يسعى إلى خلقِ أجيال لها لون مِنَ المنطق المشوه، قد تزور على قوميتها وهي لا تدري، وقد تتنكر به لتاريخها وهي لا تشعر، لقد استفادت أوروبا في هجماتها الحديثة على الشرق دروساً كثيرة من الحروب التي شَنتها قديماً، وهي في حملاتها الأخيرة على الإسلام والمسلمين تتبع سياسة أحكم في بلوغ مآربها، وتتخذ طرقاً ماكرة في القضاء على الإسلام وأتباعه دون ضَجة كبيرة، وهل أجدى عليها من أن تَخلق جيلاً من المسلمين أنفسهم يَقضون على دينهم بأيديهم؟ إن ذلك يُوفر عليها قدراً كبيراً من المتاعب والتبعات، وحسبها بعد أن تقف وهي متفرجة لترى -وهي طَروب- كيف يُقتل الإسلام بغير يدها.