الخميس 16 شوال 1445 - 25 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2015-03-06 الساعة 20:53:51
قــرآنـــاً عـربــيّــاً
الشيخ مأمون رحمة

 يقول المولى جل جلاله في القرآن الكريم: )إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون( [يوسف: 2].

إن التحدي الثقافي الأجنبي يمتد حتماً في هذا الفراغ العقلي والديني عندنا، ربما أعانه هذا على استئصال شأفتنا والقضاء على رسالتنا، وإن مِن أخطر الغزو الثقافي الأجنبي هي قيادة الإنسان العربي مِن بَطنه وفَرجه، وذلك لأن المرء إذا ضعف دينه فإنه يُقاد من بطنه وفرجه أكثر مِما يُنقاد من عقله وضميره، وهذا هو حال الكثيرين الذين تأثروا بالثقافات الغربية، وزهدوا بثقافاتهم العربية والإسلامية، من هنا شرعت الأبواق المعدة بذكاء تحقق ما يَعجر السادة عن تحقيقه، وتقول ما كانوا يَجبنون عن قوله، هذا يصيح: ما اللغة العربية وعلوم الطب والهندسة والصيدلة؟ إن تَعريب العلوم مُستحيل. فإننا نقول له: إن اليهود نقلوا العلوم الحديثة إلى العبرية، والعبرية لغة ميتة استخرجت من المقابر وحُررت من الأكفان منذ نصف قرن، فهل تَعجز لُغة حيةٌ -لغة الوحي- عما حققته العبرية، وكذلك فعل اليابانيون وغيرهم، أفلا يَسعنا ما وسع الآخرين، ولكن الذين صنعهم الغزو الثقافي يُواصلون حربهم على لغة القرآن، تلك الحرب التي شنها المستشرقون علينا منذ قرن أو يزيد، والفرق أننا كنا نُواجه خصوم الأمس بقوة، أما خُصوم اليوم فقد استمكنوا من خناقنا، ويُريدون فَرض خيانتهم علينا، ويُوجهون ضَرباتهم الموجعة إلى النَّواصي والأقدام، مَن يوجهها؟ لقد سكت المستشرقون، وناب عنهم أناس من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، ويتسللون خلف صفوفنا وبين ظهرانينا، ويُوقعون بلبلة شديدة في حياتنا الفكرية والدينية عامة، وأعداؤنا من وراء الحدود يضحكون، وهم يَرون تلامذتهم يُؤدون دورهم بنجاح.

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1002
تحميل ملفات
فيديو مصور