الأربعاء 15 شوال 1445 - 24 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

خطب الجامع الأموي

تاريخ النشر 2014-11-07 الساعة 18:03:12
فِــي بــيـــوت أذن الـــلـــه أن تُــرفَـــع
الشيخ مأمون رحمة

يقول المولى جل وعلا في القرآن الكريم: )فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب( [النور: 36-38].

الرجل صاحب الرسالة يَعيش لفكرته ويعيش في فكرته، فحياته فكرة مُجسمة تتحرك بين الناس، تحاول أبداً أن تفرض على الدنيا نفسها، وأن تَغرس في حاضر الإنسانية جذرها، ليمتد على مر الأيام والليالي فروعاً متشابكة تقلد المستقبل وتتغلغل فيه، ومن ثم تبدأ الدعوات والنهضات الكبرى برجل واحد، هو في بداية أمره أمة وحده، أمة يتخيل حقيقتها في رأسها، ويحس ضرورتها في دمه، ويُبشر بها في كلامه، ويحمل أثقالها على كاهله، ولا يَزال يجمع الرجل على الرجل ويضم البيت على البيت، ويرسم المبدأ والوسيلة والهدف، وينفخ في روحه فيمن حوله، فإذا الأمة التي كانت يَتخيلها وحده أصبحت حقيقة واقعة، تطلع الشمس عليها، ويعترف الناس بها، ويسجل التاريخ قيامها، وهكذا بلغ النبيون رسالات ربهم، وصنعوا بأيديهم الأمم التي انتقلت بها الإنسانية من طور إلى طور، وهكذا فعل العظماء من قادة الفكر وأصحاب المذاهب الفعالة والتيارات العقلية الكاسحة، إن أحدهم -يا سادة- يضع تصميم المجتمع الذي ينشده كما يرسم المهندس على الورق تصميم القصر الذي يريده ثم لا يزال يرفع القواعد ويشيد الشرفات ويستكمل الأدوات حتى يستوي البناء قائماً شامخاً عليه من روح منشئه طابع وبرهان.

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1178
تحميل ملفات
فيديو مصور