يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين( [النحل: 125] روى الإمام مسلم أن رسول الله قال: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثاً.
معاشر الإخوة: إن العالم الإسلامي والعربي يُضرب ببأس كبير، والجلادون طامعون في إخماد أنفاسه، وهذا يعني أن الشريعة الإسلامية مُهددة مِن أعداء كثيرين، والغريب في ذلك أن أخطر خصومها نوع من الفكر الديني يلبس ثوب السلفية، والسلفية تعني العودة إلى عقيدة السلف وأخلاقهم السمحة الكريمة، إنها ادعاء السلفية وليست السلفية الصحيحة، إن حب السلفية دين وكرههم نفاق، إنهم دعائم حضارتنا ومعالم رسالتنا، من أجل ذلك يَجب أن نُحسن التأسي بهم، وأن ندفع عنهم كل ما يُؤذي سمعتهم، وقد ظهر مع الأسف في هذه الأيام، أناس يسمون أنفسهم بالسلفية، أي ما يعرفون بالوهابية، وهم لا يعرفون عن السلف إلا أسمائهم، ولا يَعلمون عن القرآن شيئاً، وبِضاعتهم في فقه السنة مُزجاة، فيهم شبه من فكر الظاهرية ولسان الخوارج، وفيهم جُمود يُغطونه بدعوة اتباع، وفيهم جرأة على أئمة الفقه الكبار، وفيهم اعتداد بأنفسهم وكأنهم المتكلمون باسم الله ورسوله، وفيهم سوء الظن بالأخرين