لقد حدد رسول الإسلام الغاية الأولى من بعثته والمنهاج المبين في دعوته بقوله: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) [أخرجه البيهقي] فكأن الرسالة التي خطت مجراها في تاريخ الحياة ، وبذل صاحبها جهداً كبيراً في مد شعاعها وجمع الناس حولها ، لا تَنشد أكثر من تدعيم فضائلهم وإنارة أفاق الكمال أمام أعينهم ، حتى يَسعوا إليها على بصيرة ، والعبادات التي شُرعت في الإسلام واعتبرت أركاناً في الإيمان به ، ليست طقوساً مبهمة من النوع الذي يربط الإنسان بالغيوب المجهولة ، ويكلفه بأداء أعمال غامضة وحركات لا معنى لها ، لا ، فالغاية من العبادات هي نمو الأخلاق والقيم في النفس