يرتقب العالم الإسلامي مناسبة جليلة وعظيمة ما عرف التاريخ لها مثيلاً ، إنها ولادة سيد الثقلين محمد صلوات الله وسلامه عليه ، وإن الاحتفال بميلاده ليس كالاحتفال بميلاد أي إنسان آخر ، ذلك أن عشرات العظماء الذين نحيي ذكراهم ونمجد سيرتهم ، هم أناس لمعت في التاريخ أسماؤهم ، وتركوا بيننا ما يشهد بعظمتهم ويدل على مواقفهم ، أما محمد صلى الله عليه وسلصاحب الرسالة العامة ، والإنسان الذي اختاره الله رحمة للعالمين ، فله شأن آخر ينفرد به ، إنه القائد الروحي والفكري لمواقف الأحياء ما بقي الليل والنهار ، وسيرته قدوة ترمقها بصائر المؤمنين في كل زمان ، وتستمد منها طهارة القلب من الإثم ، وطهارة الحق من الخرافة ، ومحمد عربي المولد واللسان ، ولكنه عالمي الرسالة والكفاح والغاية ، وكما أن الشمس ليست ملكاً لجنس معين لأن الحياة جمعاء تنتفع بضوئها ودفئها ، فكذلك محمد وشريعته السمحة إنه ملك الإنسانية جمعاء .