يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيم( [التوبة: 40].
أيها الأخوة المسلمون: يستقبل العالم الإسلامي والعربي -في هذه الأيام- عاماً هجرياً جديداً، يدخل في عداد التأريخ الإسلامي، عام الهجرة، حادثة الهجرة، هذا الحدث الذي غيّر مجرى التاريخ، عقائدياً وفكرياً وخلقياً، من خلال أروع الدروس والعبر التي سطرها الصحابة ، من خلال التضحية والفداء والدفاع عن الأرض والعقيدة والعرض، فكانت أحداث الهجرة تحمل في طياتها دروساً كبيرة ودروساً جليلة، ما أحوج العالم اليوم أن يتمسكوا بها، وأن يعكفوا على قراءتها بعين العقل لا بعين الوجه.