يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون( [النحل: 90].
إنه لن يوجد في الدنيا ، ولن يوجد نظام ٌيستغني فيه البشر عن التعاون والمساواة ، بل لا بد ّلاستكمال السكينة وضمان السعادة ، من أن يعطف القوي على الضعيف ، وأن يرفق المكثر بالمقل ، وإن الشقاء ليتسرب إلى الناس عندما يحيون متقاطعين ، لا يعرفون إلا أنفسهم ومطالبهم ومصالحهم فحسب ، مع أن الرب سبحانه خلق الناس بعضهم لبعض ، وجعل اختلاطهم على اختلاف أحوالهم اختلافاً عويصاً ، ليمحص به حقائق النفوس ، ولن تنجح أمة في هذا المضمار إلا إذا وثقت الروابط بين الناس ، فلم تبق محروماً يقاسي الفقر ، ولم تبق تاجراً يتباهى بمفاتن الغنى ، وفي الإسلام شرائع محكمة لتحقيق هذه الآداب .