يقول المولى جل جلاله في محكم التنزيل: )وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيم( [سورة فصلت (34-35)].
أننا نرقب أن تلتقي الكلمة الطيبة مع الكلمة الطيبة، كما تلتقي السحابة مع السحابة في الأفق، فينشئ من تلاقيهما مَطَر يغمي وبرق يضيء، والسوريون يقولون: إن المركب الوحيد الذي يوصل السوريين إلى شاطئ الأمان والاستقرار هو مركب الحوار والتسامح، من خلال رجال لهم حلم وأناة وإخلاص وتجرد، يبتعدون عن أسباب النزاع، ويرفضون صيحات الجاهلية، ويتحرون وحدة الكلمة وجمع الشمل، فإننا نرقب الكلمة الطيبة التي تلتقي مع الكلمة الطيبة، وهذا يتطلب منا جميعاً النية الصالحة، فكلنا يعلم أن النية الصالحة تُنقذ صاحبها من ورطات شتى، وأن النية المشوهة تُدخل صاحبها في طريق الضياع والشرود، وهذه الحقيقة أكدها القرآن بقوله سبحانه: )وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُور( [سورة النور (40)].