يقول المولى عزَّ وجل في محكم التنزيل: )وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم( [سورة آل عمران (104-105)].
أيُّها الإخوة المسلمون: قد يأمر الإنسان بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الخير وينهى عن الشر في ظروف حسنة، فتنطلق كلماته طيبة الأثر حميدة العقبى، لا يقع بها حرجٌ ولا يناله منها ضرر، فهل كل الظروف كذلك ؟ هناك من يَكره الحق، ويطيق بسماعه، ويكاد يبطش بقائله، وقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة في كثير من الآيات القرآنية، قال سبحانه: )أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيب( [سورة إبراهيم (9)].