الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وبعد:
_ فإنّ دمشق أقدم مدينة مأهولة بالسكان في العالم , تعاقبت عليها حضارات عظيمة , فكانت حقاً مهد الحضارات وملتقى الرسالات السماوية , دخلها الإسلام فكانت عاصمة للدولة الأموية التي بلغت فتوحاتها أسوار الصين شرقاً وبلاد الأندلس غرباً , ولن تجد عاصمةً حظيت بما حظيت به دمشق أصالةً وعراقةً وتاريخاً وفكراً .
تُوّج كلّ ذلك بعلماء أعلام بلغ علمهم المشرق والمغرب , فدمشق قبلة طلاب العلم من كل أنحاء العالم , يأتون فينهلون من معين هؤلاء السادة الأعلام المنهج الوسطيّ المعتدل , ويتخرّجون فيها ليكونوا سفراء لها في بلادهم , فاسأل إن شئت عن عشق دمشق الضاربة جذوره في قلوب كلّ من أتاها أو زارها أو درس فيها .
زادها بهاءً وجمالاً مسجدها الأموي العظيم , تلك الآبدة التي بناها الوليد بن عبد الملك , وتعاقبت عليها القرون تلو القرون ولم تزدها إلا جمالاً وشموخاً وسؤدداً .
وقد شرّف الله سبحانه وتعالى وزارة الأوقاف أن تقوم برعاية وخدمة الجانب الديني والوقفي في سورية عامّةً وفي دمشق عاصمة العروبة والإسلام خاصّةً .
ولا شكّ أنّ مديرية أوقاف دمشق تشكّل جزءاً مهماً من هذه الرعاية للجانب الديني والوقفي , فكان هذا الموقع الذي نسأله سبحانه أن يجعله لبنةً في خدمة هذا الدين وهذه الأمة , وأن يجعله نقلة نوعية من المحلية إلى العالمية , وأن يتقبّل منا .
فخدمة بيوت الله عزَ وجلَ هدفنا , ونشر العلم والقيام بشأن المعاهد و الثانويات الشرعية غايتنا , والحفاظ على المنهج الوسطي المعتدل الذي نصدّره للعالم أجمع رسالتنا , وتوقير سادتنا ومشايخنا أهل العلم عنواننا .
أما أنت ياشام فلله درّك ما أجملك وما أروعك , وحسبنا دعاء سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم لك , حسبنا أنّ الله سبحانه وتعالى قد تكفّل بك وبأهلك , وستبقين نشيد المؤمنين الصادقين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , فأنت فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى .
واسمحوا لي أن أنصح كلّ زائر لهذا الموقع أن يقرأ كتاب :
((نزهة الأنام في محاسن الشام)) لأبي البقاء البدريّ رحمه الله ففيه بُلغة وكفاية إن شاء الله سبحانه وتعالى .
ولا ريب أننا في خطواتنا الأولى في هذا الموقع , فنرجو منكم تزويدنا بنصائحكم وتوجيهاتكم وإرشاداتكم , وستجدون أذناّ صاغية إن شاء الله .
دمتم بحفظ الله ورعايته .