الاثنين 10 ربيع الثاني 1446 - 14 أكتوبر 2024 , آخر تحديث : 2024-10-01 12:47:36 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

كلمة الأسبوع

تاريخ النشر 2017-01-05 الساعة 13:26:34
افرحوا واسعدوا فإن السعادة والفرح من أخلاق الإسلام
أ. د علي جمعة

رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم  علمنا كيف نسعد وكيف نمرح، علمنا هذا في إطارٍ من الالتزام والمسئولية وفي إطارٍ من التواضع والحب والود، وفي إطارٍ من الشرع والعقيدة، وكان صلى الله عليه وسلم  لا يحب أن يكون أحدنا مضطرباً، ولذلك نهانا عن الغضب وعن الغيظ وعن أن نفعل أفعالاً غير محسوبة قَالَ: «لاَ تَغْضَبْ ولك الجنة» السعادة والمرح قيمةٌ في ذاتها.
 
عَنْ أَنَسٍ - رضي الله تعالى عنه - فيما أخرجه البخاري قَالَ: (كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم  أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِى أَخٌ) أنس كان له أخ (يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ - قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمٌ -) -يعني ولد صغير - (وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ». نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلاَةَ وَهُوَ فِى بَيْتِنَا، فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِى تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ) -يعني بالماء- (ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّى بِنَا) ، «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ» يعني كأنه يدخل السعادة على الطفل الذي يلعب بالنغر هذا، والنغر هذا العصفور الصغير. فكان صلى الله عليه وسلم  يدخل السعادة عليهم لم يكن كئيباً ولم يكن متشدداً ولم يكن له مشرب الاعتزال، لكنه صلى الله عليه وسلم  كان لطيفاً حلواً جميلاً وكان صلى الله عليه وسلم  يعلمنا كيف نمرح وكيف نسعد.
 
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً اسْتَحْمَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  فَقَالَ: «إِنِّى حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ». - جاء رجل وقال يا رسول الله أنا أريد أن أصل إلى بلدي أو كذا فاعطني ركوبة أركبها فقال له صلى الله عليه وسلم  تركب ابن الناقة، كلمة ابن الناقة على البداهة كده معناها الجمل الصغير الذي لا يتحمل الركوب، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقصد أن كل جمل هو ابن ناقة فليس بالضرورة أن يكون صغير لأن كل الجمال هي أولاد الناقة بيمزح ويمرح مع الرجل- (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ)؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «وَهَلْ تَلِدُ الإِبِلَ إِلاَّ النُّوقُ» هناك بعض الناس لا تمزح ولا تمرح أبداً، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم  يعلمنا السعادة ويعلمنا المرح .
 
وعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: (قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ) -السهوة مثل الشباك، لكنها مقفولة وعليها ستارة فجاء الريح وطارت الستارة فظهر من وراها لعب وعرائس السيدة عائشة- فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ» -يُداعبها- قَالَتْ: (بَنَاتِي. وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ») قَالَتْ: (فَرَسٌ. قَالَ: «وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ». قَالَتْ: جَنَاحَانِ. قَالَ: «فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ». قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلاً لَهَا أَجْنِحَةٌ قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ) ، النواجذ هي ضرس العقل ألا تعرف إن خيل سليمان كانت لها أجنحة بتطير كما في الأساطير، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  يضحك ويقبل ذلك منها.
افرحوا واسعدوا فإن السعادة والفرح من أخلاق الإسلام .

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1485

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *