جعل الله سبحانه وتعالى ابن آدم في العالم المتوسط بين ملكه وملكوته
ملكه الأرض فهناك ما يشد ابن آدم إلى الدنيا والحياة والملذات والمتاع وهي الغرائز والشهوات الموجودة فيه (الغرائز الحيوانية )
ملكوته العالم العلوي فهناك ما يشد ابن آدم إلى عالم الملكوت وهي الروح الموجودة فيه فهي تحنّ وتشتاق إلى عالم الملكوت والعالم العلوي
ألا نرى عندما نطل على مكان فسيح أو أفق ولو حتى شرفة صغيرة فإننا نحس بإحساس جميل وكأننا نحلق في السماء فهذا دليل اشتياق الروح التي بداخلنا لخالقها
الإنسان يحتاج إلى غذاء الروح وغذاء الجسد
فغذاء الجسد هو الطعام والشراب والملذات
أما غذاء الروح فهو الطاعات وكل ما يرضي الله سبحانه وتعالى وكل ما يقربنا إليه من تسبيح وذكر وعبادة
فعلى الإنسان أن يوازن بين غذاء الروح وغذاء الجسد حيث مكمن بلاء الإنسان عندما يغذي علاقته بالأرض ولا يغذي علاقته بالعالم العلوي فيعيش الإنسان شهواته وملذاته وحيوانيته وكل ما يحتاج إليه جسده فيغرق في المادة بكل ما طاب له من الشهوات التي تنزل به إلى مستوى الحيوانات .
بهذا الشكل يشقى شقاء يؤدي به أغلب الأحيان إلى الانتحار كالعالم الغربي اليوم
وذلك لأن روحه تبقى ظمئة محبوسة سجينة لا تجد غذائها قط ويشعر بحنين إلى شيء لا يجده .
ولو أن الإنسان غذى روحه وترفع عن شهواته لسمى إلى مستوى الملائكة
قال الله تعالى:
(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين)