السبت 06 جمادى الثانية 1446 - 07 ديسمبر 2024 , آخر تحديث : 2024-10-01 12:47:36 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

كلمة الأسبوع

تاريخ النشر 2015-11-25 الساعة 14:11:39
الصــــحــــابـــــة
الأستاذ الدكتور علي جمعة

أيُّ إنسان رباه رسول الله عليه الصلاة والسلام !!!!جعل الدنيا في أيديهم وأخرجها من قلوبهم ..ورتب لهم الأولويات.. بنى فيهم الهمة.
يروي أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه كان جائعا يسقط من طوله من الجوع ينتظر رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أن يرسل له شيئا- وأهلُ الصفة أضيافُ الإسلام، لا يأوُون على أهلٍ ولا مال ولا على أحدٍ، إذا أتَتْهُ صدَقة بعثَ بها إليهم ولم يَتناوَلْ منها شيئًا، وإذا أتَتْه هديةٌ أرسلَ إليهم وأصابَ منها وأشركهم فيها- تعرَّض لرسول الله، فرأى فيه رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أثر الجوع فقال: ألْحِقْ أبا هر - يعني اتبعني- وذهب إلى البيت، فوجد لبنا قد أهدي له فقال: (الحَقْ إلى أَهلِ الصُّفة فادعُهم لي)، وفي الطريق تُحدث نفس أبا هريرة فيقول لنفسه: كنت أولى بأن أشرب هذه الشربة من رسول الله - عليه الصلاة والسلام- تسد جوعتي..! ماذا تفعل هذه الشربة في أهل الصفة؟! لو أنني قد أتيت بهم لشربوها قبلي ولكن -وهكذا يقول- ولكن ليس هناك بد من طاعة الله ورسوله..
إذًا فقد كان يحدث نفسه وقد كان جائعا قليل الإمكانيات، ولم يستطع أن يتغلب على الحاجة البشرية من جوع أو عطش، ولكن لم يكن من طاعة الله ورسوله بد..؛
فذهب فأحضر أهل الصفة وأخذ رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يعطي القدح لكل واحد منهم فيشرب حتى يرتوي ويشعر بالري في نفسه وبالشبع في بطنه، حتى انتهى كل من حضر من الشرب فنظر النبي - عليه الصلاة والسلام - إلى أبي هريرة وقال له: (بَقيتُ أنا وأنت) قال: لم يبق إلا أنا وأنت يا رسول الله، قال: (اقعد فاشرَب) فقال: (اشرَبْ)، فشربت، فما زال يقول: (اشرب)، حتى قلتُ: لا والذي بَعثك بالحق، ما أجدُ له مَسلكًا. قال: (فأرني)، فأعطيتُه القدح، فحمدَ الله وسمَّى وشربَ الفَضْلة.
أي قائد هذا؟! وأي زعيم يشعر بأتباعه ويقف معهم ويقول: ( إنما أنا لكم مثل الوالد للولد) "كان يَخِيطُ ثَوْبَهُ، ويَخْصِفُ نَعْلَهُ، ويَعْمَلُ ما يَعْمَلُ الرِّجالُ في بُيوتِهِمْ ويَكُونُ في مَهْنَةِ أَهْلِهِ ". وصدق ربه حيث وصفه ) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ( ..
مَن هؤلاء الذين خرجوا إلى العالم بنور الهداية؟

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1560
1  2  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *