الاثنين 10 ربيع الثاني 1446 - 14 أكتوبر 2024 , آخر تحديث : 2024-10-01 12:47:36 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

كلمة الأسبوع

تاريخ النشر 2013-04-24 الساعة 11:10:01
الدواء لما نحن به
إدارة التحرير

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، وبعد  :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة ، فلا ينصب لهم ميزان ولا يُنشر لهم ديوان ، فيصب عليهم الأجر صباً ، حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسادهم قُرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله لهم) .

فالحزن بلاء ، وضيق العيش بلاء ، وقطع العلاقات بالأحباب بلاء ، وابتعاد الناس عنك بلاء ، والديون بلاء ، وموت أقرب الناس بلاء ، والفقر بلاء ، والمرض من ألم وخز الشوكة إلى أشد أنواعه وأقواها بلاء ، والمشاكل الزوجية بلاء ، والحسد بلاء ، وكل ما يضيق به الصدر بلاء .

قال النبي عليه السلام : (باكروا بالصدقة فإن البلاء يتخطى الصدقة) .

ثلاثة أعمال لا تدخل الموازين يوم القيامة لعظمها :

-الصبر: قال الله تعالى : {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب} لم يحدد اﻷجر .

-العفو عن الناس: قال الله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّه} لم يحدد اﻷجر .

-الصيام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي به) لم يحدد اﻷجر .

                               

فيا أغلى ما أملك ، صوموا واصبروا واصفحوا ، جعلني الله وإياكم ممن ينادى عليهم بـهذا النداء .

-لما كان موسى عليه السلام  يسري ليلاً متجهاً إلى النار يلتمس شهاباً قبساً ، لم يَدُر بخُلده وهو يسمع أنفاسه المتعبة أنه متجهٌ ليسمع صوت رب العالمين ، فَثِق بربك .

-طرح إبراهيم عليه السلام ولده الوحيد إسماعيل عليه السلام ، واستلّ سكينه ليذبح ولده ، وإسماعيل يردد: افعل ما تؤمر ، وكِلاهما لا يعلم أن كَبشاً يُرَبَّى في الجنة تجهيزاً لهذه اللحظة ، فَثِق بربك .

-لما دعا نوح عليه السلام ربه فقال: {أني مغلوب فانتصر} لم يخطر بباله أن الله سيغرق البشرية لأجله ، وأن سكان العالم سيفنون إلا هو ومن معه في السفينة ، فَثِق بربك .

-جاع موسى  عليه السلام وهو طفل ، وصراخُهُ يَملأ القصر لا يقبل المراضع ، الكل مشغول به ، آسية والمراضع والحرس  ، كل هذه التعقيدات لأجل قلب امرأة خلف النهر مشتاقة لولدها رحمة ولطفاً من رب العالمين لها ولابنها ، فَثِق بربك .

-أطبقت الظلمات على يونس عليه السلام ، واشتدت الهموم عليه ، فلما اعتذر ونادى :{لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} قال الله تعالى: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم} فَثِق بربك .

-استلقى نبينا عليه السلام على فراشه حزيناً  حين ماتت زوجته وعمه ، واشتدت عليه الهموم ، فيأمر الله جبريلَ  عليه السلام أن يعرج به إليه ، ويرفعه  إلى السماء ، فيسليه بالأنبياء ، ويخفف عنه بالملائكة ، فَثِق بربك .

-لما أخرج الله يوسف عليه السلام من السجن لم يرسل صاعقة تخلع باب السجن ، ولم يأمر جدران السجن لتتصدّع ، بل أرسل رؤيا تتسلل في هدوء الليل لخيال الملك وهو نائم ، فَثِق بربك .
ارفع أكف الخضوع والتضرع إلى الله ، واعلم أن فوق السموات السبع رب حكيم كريم ، ليس لنا غيره .

نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا                 اتسعت لنا السماء فكيف نيأس

اللهم زدنا بك ثقة واجعلنا من المتوكلين عليك .

ذات يوم سأل رجل أحد الحكماء ، عن الفرق بين السعادة والتعاسة ، فقال الحكيم: سوف أُريك كيف يشعر الناس بالتعاسة ، ودخلا حُجرة بها مَجموعة من الناس يَجلِسُون حول إناء كبير به طعام ، لقد كانوا جميعاً يتضورون جوعاً ، لكنهم يائسون من عدم استطاعتهم تناول الطعام ، على الرغم من أن كل واحد منهم يُمسك بملعقة يمكن لها أن تصل للإناء ، ولكن كل ملعقة بها ذراع يفوق كثيراً ذراع أَيِّ منهم ! حيث لا يمكنهم استخدام هذه الملاعق لتوصيل الطعام إلى أفواههم ، فكم كانت المعاناة الشديدة . وقال الحكيم بعد برهة: هيا .. سوف أُريك الآن كيف يَشعر الناس بالسعادة ، ودخلا حُجرة أخرى مُطابقة تماماً للحجرة الأولى ، إناء الطعام ، مجموعة من الناس ، ونفس الملاعق ذات الأذرع الطويلة ، لكن الناس كانوا جميعاً سعداء . قال الرجل متعجباً: لا أستطيع فَهمَ ذَلِك ، كيف يُمكن لهؤلاء أن تَغمرهم كل هذه السعادة هنا ، في حين أن الآخرين يَغمرهم إحساس البؤس والتعاسة ، على الرغم من تشابه كل الظروف
وهنا ابتسم الحكيم قائلاً :آه ، إن السعادة هي أنهم تعلموا كيف يُطعِمُ كُلّ منهم الآخر  .

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1708

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *