الحمد لله الغفور الشكور , الذي يثيب على العمل الصالح بأعظم الأجور وأصلي وأسلم على سيدنا محمد ما تعاقبت الأيام والدهور , ورضي الله عن الصحابة والقرابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور .
أما بعد :
فقال الله سبحانه وتعالى (والفجر وليالٍ عشرٍ) الفجر 1-2.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مامن أيام ٍالعمل ُالصالحُ فيها أحب ُّإلى الله من هذه الأيام يعني : أيام العشر )) أخرجه البخاري وأبو داود ..
وفي رواية ((مامن عملٍ أزكى عند الله عز وجل ولا أعظمُ أجراً من خيرٍ تعمله في عشر الأضحى )) .
قال الراوي ((وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدرُ عليه )) أخرجه الدارمي.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال :
((أفضل أيام الدنيا العشر , يعني : عشر ذي الحجة )) أخرجه البزار كما في كشف الأستار وقال الهيثمي في مجمع الزوائد إسناده حسن ورجاله ثقات.
إن هذه الأيام أفضل أيام العالم , بل أفضل أيام الدنيا , أقسم الله عز وجل بها وضاعف أجر الأعمال الصالحة فيها , فما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام العشر .
وأفضل هذه الأيام العاشر وأفضل عمل يتقرب فيه إلى الله تعالى إراقة الدماء بالأضاحي .
والأضاحي شعيرة من شعائر الإسلام واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة مقامه بالمدينة.
وأما اليوم التاسع فهو يوم عرفة , وله من الفضل والثواب ما ليس ليوم آخر فهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة .
وهو اليوم المشهود العظيم الذي أقسم الله به ، فحريٌ بالمسلم أن يعظّمه بالصيام , فصيامه يكفر ذنوب سنتين .
ويشرع صيامه لغير الحاج أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه .
وأما بقية الأيام فيشرع فيها كل عمل صالح , لاسيما الذكر والصيام .
فقد قال الله تعالى (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند الشهر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ) البقرة / 198 .
وعن عبد الرحمن بن يعمر الديلمي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ((الحج عرفة)) أخرجه الترمذي والنسائي .
وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة )) الموطأ .
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم عرفة فقال ((يكفر السنة الماضية والباقية)) رواه مسلم .
وهو يومٌ يستجيب الله فيه الدعاء ويعتق الرقاب من النيران ويغفر الذنوب ويباهي الملائكة بجموع الحجيج .
فلنحرص على صيامه والإكثار من التهليل والتكبير والذكر والتوبة فيه لأنَّه :
1- يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين .
2- استحباب صيام يوم عرفة وأنه يكفر ذنوب سنتين .
3- يوم عرفة تغفر فيه الذنوب وتعتق فيه الرقاب من النار ويباهي الله بالحجاج الملائكة .
4- يستحب فيه الإكثار من الدعاء والذكر والاستغفار .
فعلى المسلم أن يستغل هذه الأيام ويكثر من الأعمال الصالحة , بشتى أنواعها من صلاة وصدقة وبرو إحسان وصيام وذكر وغير ذلك .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى الاستزادة من العمل الصالح في هذا العشر المبارك وأن يكرمنا بالقبول.
اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج.