الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

كلمة الأسبوع

تاريخ النشر 2012-05-14 الساعة 14:38:21
كيف تتفوق في الإمتحان ؟؟
د. محمد خير الشعال

 في العنوان كلمتان مهمتان: التفوق ، الامتحان ، والحديث سيكون عن التفوق لا النجاح ، وعن التفوق في الامتحان لا التفوق في الحياة العملية.

والحق أن التفوق مادة ممكنة ميسورة، وأكبر دليل على الإمكان الوقوعُ ـ كما يقول أهل المنطق ـ والدليل على إمكان التفوق وتيسّره أن بعض زملائنا يتفوقون، ولو كان التفوق مستحيلاً معسّراً لما تفوق منا أحد. 
وبإمكانك أن تتفوق في الامتحان بأمور ثلاثة :

 

1- إرادة التفوق.

2- استرجاع المعلومة في قاعة الامتحان.

3- كتابة المعلومة كاملة صحيحة على ورقة الإجابة.

هذه الأمور الثلاثة هي الفصل في هذا المضمار.

 

أولاً: إرادة التفوق:

 

في دراسة أجرتها إحدى الدوريات عن العباقرة والمبدعين والقادة ، درست نقاط الاتفاق بينهم فوجدت أن هؤلاء العباقرة والمبدعين والقادة قبل وصولهم إلى ما وصلوا إليه كانوا يفكرون في الوصول ويريدونه ، فإرادة التفوق هي أول عامل من عوامل تفوقك في الامتحان ، فمن أراد التفوق فكّرَ به وأراده وخطّط للوصول إليه ومن لم يرده فلن يصل:

ومن يتهيّب صعود الجبال

يعش أبدَ الدّهر بين الحفر

 

ثانياً: استرجاع المعلومة في قاعة الامتحان:

 

إن استرجاع المعلومة في قاعة الامتحان يتطلب من أحدنا أمرين اثنين ؛ الأول ذاكرة جيدة وسأحدثكم عن أهم الأمور التي تؤثر سلباً على الذاكرة ، والأمر الثاني طريقة حفظ جيدة ، لأن التذكر الجيد مرهون بالحفظ الجيد وسأحدثكم عن أهم الأمور التي تؤثر سلباً في عملية الحفظ والإدراك.

 

الأمور التي تؤثر سلباً على الذاكرة:

 

1- تناول المخدرات والمسكرات والإفراط في التدخين والعادة السرية.

2- السهر الطويل والإجهاد المتواصل وقلة النوم والراحة.

3- الإفراط في تناول بعض الأدوية لا سيما المنعشات النفسية والمنشطات والمنبهات.. [حبوب، فيتامين، منبهات، منشطات].

4- بعض الأمراض البدنية كالسل والسرطان.. وأمراض الغدد الصماء ولا سيما الغدة الدرقية، وعسر الهضم والإمساك المزمن وسوء التغذية والأمراض الطفيلية، وبعض الأمراض العصبية والنفسية والتأخرات العقلية الخلقية والمكتسبة.

 

أهم الأمور التي تؤثر سلباً في عملية الحفظ والإدراك:

 

1- إشغال الذهن بأكثر من موضوع واحد. [دراسة + تلفاز / دراسة في المزارع والبساتين]. 
2- عدم وجود الرغبة في الموضوع أو الدرس أو قلة الاهتمام به [ابدأ الدراسة بالمادة السهلة أو المحببة..] .

3- القلق العصبي والإرهاق الفكري. [الساعة البيولوجية].

4- عدم اتباع قواعد الحفظ العامة وهي:

1- وجّه اهتمامك جيداً إلى الشيء الذي تريد حفظه واعقد النية على حفظه، وتوقَّع من ورائه الفائدة واعلم أن عادة الإنسان أنه لا يستبقي في ذاكرته إلا ما يهمه. قال الغزالي: (العلم إن لم تعطه كلك لم يعطك بعضه). 
2- وجّه حواسك إلى الشيء الذي تريد حفظه: تأمل شكله وملامحه وأجزاءه وحركاته واسمع صوته وتحسس رائحته وطعمه وانتبه إلى اسمه، وتبين كل ما يتصل به من الأمور التي تمييزه عن غيره. يقول المربون (تصبح الصور الذهنية أكثر سهولة للتذكر عندما تقترن بالصور السمعية والبصرية معاً).

3- حاول أن تستعيد في ذهنك بين وقت وآخر صورَ الأشياء التي تحفظها والأفكار التي تريد تثبيتها في ذاكرتك. 
4- حاول أن تربط كل جديد تحفظه بمعلوماتك السابقة أو بالأشياء والأفكار والحوادث التي تشبهه أو تعاكسه أو تقترن به أو تواكبه أو تتصل به اتصالاً وثيقاً.

يقول الفليسوف (وليم جيمس): (كلما ارتبطت الحقائق في الذهن بعضها ببعض كلما استطاع العقل أن يسيطر عليها وأن يذكرها متى شاء).

5- استعن بالنغم والإيقاع في أثناء الحفظ [منظومات العلوم].

(كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقمْ                    واسمٌ وفعلٌ ثمَّ حرفٌ الكلم)

6- وَزِّع ما تريد حفظه على عدة أيام أو عدة حصص أو جلسات، واجعل لدراستك برنامجاً ونظاماً تحدد فيه ساعات دراستك وساعات راحتك واستحمامك وطعامك ونومك وزيارتك... وتجنّب القراءة الضاغطة العاجلة التي لا تتيح لدماغك تفهم الأمور.

7- لا بدّ بعد الحفظ من الراحة أو النوم كي يتسنى للدماغ أن يهضم الأفكار ويتمثلها وأن يربط الجديد منها بالقديم. يقول المربون: (يقل النسيان كثيراً في أثناء النوم إذا أعقب الحفظ، وبعد فترات الراحة أوالنوم).

8- ابدأ الحفظ بالطريقة الكلية المجملة ثم انتقل بعدها إلى التفصيل.

9- عندما تنتهي من دراسة فقرة أو بحث أو موضوع يفضل أن تدِّون أهم الأفكار والنقاط فيه لكي يتسنى لك العودة إليها حينما تريد مراجعة البحث قبيل الامتحان.

10- اطلب من الله أن يرزقك قوة الذاكرة، وأن يعيد لك ما قرأته عند الحاجة.

 

اختبر طريقتك في القراءة والحفظ: هل هي جيدة أو لا؟؟

 

1- هل لك مكان أنت معتاد للقراءة فيه يومياً؟

2- هل عادة تقرأ الدرس دفعة واحدة ثم تبدأ حفظه بالتفصيل؟

3- هل تهتم عادة بالتعرف على أهم النقط في الدرس والعناوين الهامة قبل دراسة الدرس بأكمله بالتفصيل. 
4- عندما تصادفك كلمة صعبة أو فكرة صعبة في أثناء الدرس، فهل تهتم بمعرفتها سواء بالرجوع إلى مراجع أخرى أم بالسؤال عنها.

5- هل تحتفظ بمحاضرات ودروس كل مادة في دفاتر منظمة.

6- عندما تتذكر واجباً عليك فهل تؤديه دفعة واحدة.

7- هل تحاسب نفسك من آن لآخر، فترى مدى تقدمك أو تأخرك في الدروس.

8- هل تستفيد من معلومات إحدى المواد لقراءة مادة أخرى.

9- هل أنت معتاد مراجعة الدروس التي تريد حفظها من آن لآخر.

10- هل تعرف في كل صباح كيف ستقضي يومك، وتنظم أوقاتك.

11- هل يوجد في مكان مذاكرتك ما يشغل فكرك عن القراءة.

12- هل تسهر كثيراً في القراءة عند اقتراب الامتحانات.

* امنح نفسك درجة عن كل سؤال إجابته (نعم) من 1- 10 ، ودرجة عن كل سؤال إجابته (لا) بالنسبة لـ 11- 12، وإذا حصلت على أقل من 8 درجات فأنت تحتاج إلى تحسين طريقتك في الدراسة والحفظ.



ثالثاً: كتابة المعلومات كاملة وصحيحة على ورقة الإجابة.

 

ولديَّ ضمن هذا العامل في التفوق في الامتحان ثلاث نقاط أحب تقديمها إليكم: الأولى فهم السؤال قبل الإجابة عليه، والثانية مراعاة الوقت، والثالثة الخط الجيد.

 

النقطة الأولى: فهم السؤال قبل الإجابة عليه:

فعددٌ من الطلاب يتسرعون في الإجابة على السؤال في قاعة الامتحان قبل فهمه جيداً، ولعلهم يجيبون على غير المطلوب منهم مما يُبْعِدُهُم عن التفوق.

في كتب التربية والتدريب قصة هادفة عنوانها (هل ضيّعت النقطة الجوهرية)، وفي القصة كلمة لا تليق بمنبر جامعي ولكن لا بأس بإيراد القصة لفائدتها:

كان هناك رجلُ يسمى (رول حمار) ـ هذه الكلمة عفواً لا تليق ـ، التمست منه زوجته ولسنوات أن يغيّر اسمه لكنه رفض، وفي أحد الأيام أعلن أنه غيَّر اسمه، ففرحت زوجته واحتفلت بذلك طوال الليل وهي سعيدة وفي الصباح سألته: ما اسمك الجديد يارول، فردّ عليها (ديفيد حمار).

إذاً لا تضيع النقطة الجوهرية في السؤال، لا بد من فهم السؤال جيداً ثم الإجابة عليه.

 

النقطة الثانية: مراعاة الوقت في قاعة الامتحان:

 

فالطالب الذي يبحث عن التفوق يوزِّع الوقت المخصص للإجابة في قاعة الامتحان على الأسئلة المطلوبة كافة، أما أن يسترسل الطالب في الإجابة على السؤال الأول ويُطنب، حتى يضيق وقته عن الإجابة على الأسئلة الأخيرة فهذا مَضْيَعَةٌ للتفوق في الامتحان.

 

النقطة الثالثة: الخط الجيد:

 

لا أبوح سرّاً إن قلت : إنَّ الأستاذ المصحح يتأثر بترتيب الورقة الامتحانية ، وبالخط الجيد للطالب ، وَلْيَتَذكرَّ الطالب أن المدرس لا يصحّح ورقته وحسب ولكنه يُصحّح مئات الأوراق ، ولعله يتعب من الخط الرديء أو الخط الصغير أو الترتيب السيئ لبعض الأوراق ، الأمر الذي يؤثر على نتائج الامتحان. وأذكرُ أن طالباً استشارني يوماً في علاماته المتدنيّة في الامتحان وربما رسوبه في بعض المواد رغم إجاباته الصحيحة ، وكان علاج مشكلته في علاج خطه الصغير السيئ ، فخضع لدورةٍ في تعليم الخط ، أثّرت فيما بعد في تَحَسُّنِ علاماته الامتحانية. 


ما أردنا إيصاله في هذه الكلمة (كيف تتفوق في الامتحان):


1- إرادة التفوق

2- استرجاع المعلومة في قاعة الامتحان: وفيها تحدثت عن العوامل التي تؤثر سلباً في الذاكرة، والعوامل التي تؤثر سلباً في عملية الحفظ، وأجريت لكم اختباراً لطريقة الدراسة والحفظ.

3- كتابة المعلومة كاملة صحيحة على ورقة الإجابة: وفيها تحدثت عن النقاط الثلاث: فهم السؤال ومراعاة الوقت والخط الجيد.

والحمد لله رب العالمين

 

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1675

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *