الثلاثاء 04 ربيع الثاني 1446 - 08 أكتوبر 2024 , آخر تحديث : 2024-10-01 12:47:36 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

كلمة الأسبوع

تاريخ النشر 2012-05-02 الساعة 12:50:20
طرائف الأوقاف في دمشق
إدارة التحرير

زار الرحالة الشهير ابن بطوطة مدينة دمشق في القرن /8هـ / فوصف الأوقاف فيها وصفاً مدهشاً وكان مما قاله :

الأوقاف بدمشق لا تحصر أنواعها ومصارفها لكثرتها ، فمنها أوقاف على العاجزين عن الحج ، يعطى لمن يحج عن الرجل منهم كفايته .

ومنها أوقاف على تجهيز البنات إلى أزواجهن وهن اللواتي لا قدرة لأهلن على تجهيزهنَّ .

ومنها أوقاف لفكاك الأسارى .

ومنها أوقاف لأبناء السبيل يعطون منها ما يأكلون ويلبسون وُيَزَّودون لبلادهم .

ومنها أوقاف على تعديل الطريق ورصفها ، لأن أزقة دمشق لكل واحد منها رصيفان في جنبيه يمر عليهما المترجلون ويمر الركبان بين ذلك .

ومنها أوقاف لسوى ذلك من أفعال الخير .

مررت يوماً ببعض أزقة دمشق ، فرأيت مملوكاً صغيراً قد سقطت من يده صفحة من الفخار الصيني ، وهم يسمونها الصحن فتكسرت واجتمع 
عليه الناس .

فقال له بعضهم : اجمع شققها واحملها معك لصاحب أوقاف الأواني .

فجمعها وذهب الرجل معه إليه ، فأراه إياها ، فدفع له ما اشترى به مثل ذلك الصحن .

وهذا من أحسن الأعمال ، فإن سيد الغلام لا بد له أن يضربه على كسر الصحن أو ينهره ، وهو أيضاً ينكسر قلبه ويتغير لأجل ذلك ، فكان هذا الوقف جبراًَ للقلوب جزى الله خيراً من تسامت همته إلى الخير إلى مثل هذا .

تنافس أهل دمشق في عمارة المساجد

وأهل دمشق يتنافسون في عمارة المساجد والزوايا والمدارس والمشاهد ، وهم يحسنون الظن بالمغاربة ويطمئنون إليهم بالأموال والأهلين والأولاد .

وكل من انقطع بجهة من جهات دمشق لا بد أن يتأتى له وجه من المعاش من إمامة مسجد أو قراءة بمدرسة أو ملازمة مسجد يجيء إليه فيه رزقه أو قراءة القرآن أو خدمة مشهد من المشاهد المباركة .

أو يكون كجملة الصوفية بالخوانق تُجْرَى له النفقة والكسوة ، فمن كان بها غريباً على خير لم يزل مصوناً عن وجهه ومحفوظاً عما 
يزري بالمروءة .

ومن كان من أهل المهنة والخدمة فله أسباب أُخرى من حراسة بستان أو أمانة طاحونة أو كفالة صبيان يغدو معهم إلى التعليم ويروح .

ومن أراد طلب العلم أو التفرغ للعبادة وجد الإعانة التامة على ذلك .

ومن فضائل أهل دمشق أنه لا يفطر أحد منهم في ليالي رمضان وحدة البتة ، فمن كان من الأمراء والقضاة والكبراء فإنه يدعو أصحابه والفقراء يفطرون عنده .

ومن كان من التجار وكبار السوقة صنع مثل ذلك .

ومن كان من الضعفاء والبادية فإنهم يجتمعون كل ليلة في دار أحدهم أو في مسجد ويأتي كل واحد بما عنده فيفطرون جميعاً .

ولما وردت دمشق وقعَتْ بيني وبين نور الدين السخاوي مدِّرِسِ المالكية صحبةٌ ، فرغب أن أفطر عنده في ليالي رمضان ، فحضرت عنده أربع ليالي ثم أصابتني الحمى ، فغبت عنه ، فبعث في طلبي فاعتذرت بالمرض فلم يسعني عذراً فرجعت إليه وبتُّ عنده .

فلما أردت الانصراف بالغد منعني من ذلك ، وقال لي : احسب داري كأنها دارك أو دار أبيك أو أخيك .

وأمر بإحضار طبيب وأن يصنع لي بداره كل ما يشتهيه الطبيب من دواء أو غذاء .

وأقمت كذلك عنده إلى يوم العيد وحضرت المصلى وشفاني الله مما أصابني .

 

 

أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 1994

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *