الرخاميات:
الرخام الذي يغطي جدران الحرم في الجامع الكبير ، والذي يغطي أقساماً كثيرة من دعامات واجهة الحرم المطلة على الصحن هو رخام حديث قام عمال دمشقيون معروفون بإعداده وتغطية الجدران به على أجمل وأبهى تنسيق .
ولقد كان الرخام في السابق يكسو الجدران أيضاً بشكل أوسع من واقعة الحالي ، ويشهد على ذلك الثقوب التي كانت تستوعب المماسك المعدنية المثبتة لألواح الرخام على الجدران .
وكان الرخام مجزعاً كما يقول العمري: "وكل أروقته بالعمد والعضائد عليها طاقات القناطر المعقودة بعضها على بعض ، وقد أزرت جدر هذه الأروقة بالرخام الأبيض والمجزع والأحمر المنقط والأخضر المرشوش والأسود الغرابي والأبقع والمعجون الأزرق .
وأما أركان القبة الأربعة وجناحا النسر القبلي والشامي فمن الرخام إلى أعلى الجدر والأركان معمول بالفسيفساء ، مسقوف بالبطائن المعمولة بالذهب واللازورد والزنجفر والأسفيداج والأصباغ الخالصة من لون والمركبة من لونين" .
فالرخام كان ممشحاً بزرقة ويبدو من بقايا الرخام الأصلية الموجودة في دهليز باب النوفرة حتى يومنا هذا ، على أن الصناع يستفيدون من تجزيعات هذا التمشيح إذ يقطع اللوح الرخامي إلى أربعة شرائح متماثلة في صورة التمشيح حتى إذا وضعت متقابلة شكلت وحدة زخرفية مجردة .
وفي المتحف الوطني نموذج من ألواح الرخام هذه ، عثر عليها في صحن الجامع .
ولم يقتصر التزيين الرخامي على الألواح الواسعة التي غطت الجدران ، بل إن ثمة شريط من الزخرفة الرخامية كان يحيط جدران الحرم أسفل الفسيفساء الذي غطى الجدران العليا. وكان هذا الشريط الرخامي متمثلاً برسوم تمثل عروقاً نباتية هي أوراق الكرمة وعناقيد العنب.