السبت 11 شوال 1445 - 20 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

المعالم الزخرفية

تاريخ النشر 2012-02-09 الساعة 14:52:05
الفسيفساء
إدارة التحرير
يحتل مجرى النهر القسم السفلي من اللوحة ويجري من طرفها الجنوبي إلى طرفها الشمالي بمياهه الرقراقة الزرقاء والخضراء والسماوية اللون ، متدفقاً في البدء من تحت قنطرة كموج عارم يغطيه زبد فضي ثم يهدأ رويداً رويداً مخلفاً روافد صغيرة وملامساً حوافه التي تتوضع عليها العمائر والقرى وتنمو على أطرافها الأشجار الضخمة .
 
تشغل الأشجار كامل ارتفاع اللوحة ممتدة على طول اللوحة ويبلغ عددها عشرين شجرة تمثل ما هو موجود في وادي بردى من أشجار الجوز والإجاص والتفاح والمشمش والحور والسرو، وهي محملة بثمارها المختلفة الألوان ، وتظهر في خلفية اللوحة وبين الأشجار شجيرات رشيقة وغابات جميلة تشكل نوعاً من التباين الجذاب بينها وبين الأشجار الضخمة .
 
كما توجد على ضفة النهر وكذلك بين الأشجار وعلى رؤوس الجبال منشآت عمائرية يبلغ عددها اثنتين وعشرين منشأة تتنوع في شكلها وحجمها ومصاطبها وقناطرها وأسقفها الجملونية والمسطحة ، وتظهر فيها أدق التفاصيل كتيجان الأعمدة الدورية والكورنثية والسلاسل الفضية المعلقة بين الأعمدة ، والنوافذ والأبواب المعلق عليها قناديل الإنارة والأسقف الخشبية بدعاماتها المعدنية على شكل حرف S والأحجار القرميدية والأدراج الحجرية وغيرها.
كل ذلك ضمن تكوين رائع وتناغم فريد يجعل اللوحة بحق إحدى أجمل اللوحات الجدارية في العالم .
 
ولقد تبين أثناء الترميم الأخير (1385هـ/1964م) أن الصناع في زمن الوليد كانوا يغطون الجدران الحجرية بطبقة من الكلس الممزوج بالتبن وقشر القنب ، ثم تحزز سطوحها حتى لا تكون ملساء ناعمة ، وترسم الخطوط الرئيسية للأشكال والزخارف على هذه الطبقة بعد جفافها بسرعة ، ثم ترسم تفاصيل الرسوم عليها بآلة حادة قاطعة ، في الأقسام التي تحتاج إلى دقة في الرسم ، وتغرس فيها الفصوص والمعجونة ما زالت طرية ، ثم تغرس الفصوص التي تشكل أرضية اللوحة في المعجونة مباشرة بعد أن تمد شيئاً فشيئاً على الجدران بين الخطوط الرئيسية المرسومة سابقاً على الطبعة الأولى .
 
وهكذا تصبح الفصوص مغروسة بشكل متين ضمن مادة الجبصين القوية المتلاصقة مع الجدران وفي أعالي الجدران ، كان الصناع يغرسون فصوص الذهب والفضة بمستوى مائل عليها ، بشكل يواجه الناظر إليها من الأرض ، فتشاهد أشد لمعاناً وتوهجاً. وقد شاهد العمال أثناء الترميم قطعة فوق أحد الأقواس في مدخل باب البريد ، رسمت الرسوم فوق الطبقة الثانية من المعجونة بآلة حادة ولم يتم غرس الفصوص فيها ، وتركت هكذا منذ زمن الوليد ، إلى أن تم فكها منذ سنوات مع الأقسام التي جرى ترميمها .
 
ولقد قامت ورشات مديرية الأوقاف بترميم الفسيفساء وفق طريقة جديدة بعد أن استصنعوا فصوص الفسيفساء المماثلة للقديم ، فيقوم العمال الفنانون برسم المواضيع على لوحات مشدودة من القماش ثم ترصف عليها الفصوص ويصب فوقها اسمنت مسلح بالشريط والحديد ، وبعد تصلب الاسمنت يقلع القماش عن الفصوص وكان قد التصق بواسطة الطحين والسكر والغراء، ثم تحمل هذه الألواح لتعلق بكلاليب على جدران المسجد .
 
أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 2183
1  2  3  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *