الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024 , آخر تحديث : 2024-03-11 13:07:01 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

المعالم الزخرفية

تاريخ النشر 2012-02-09 الساعة 14:52:05
الفسيفساء
إدارة التحرير
الفسيفساء:
يمتاز الجامع الأموي الكبير بدمشق عن غيره من الجوامع بكسوته التزينية الرائعة التي جعلته آية من آيات الفن والإبداع والجمال .
 
لقد أراد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك أن يجعل من هذا المسجد آبدة دمشق الخالدة ، فأنفق عليه بسخاء كبير ، واستقدم كبار أهل الفن والعمارة في الممالك والأمصار لينفذوا مشروعه العظيم ، فتفتحت عبقرياتهم ومواهبهم وكانت الفسيفساء العنصر الأكثر إبهاراً وإدهاشاً وروعة وفناً ، كما أوعز الوليد برصف جدران الجامع وأروقته وقناطره كلها بفصوص من الزجاج الملون ، المذهب والمفضض .
 
 فغطت الفسيفساء الأقسام العليا من الجامع , في الداخل والخارج ، وفي الحرم والأروقة ، وكذلك القناطر وباطن العقود ، ومع أن أكثرها قد زال بفعل الزلازل والحرائق التي تعرض لها الجامع ، فإن ما بقي منها يعتبر ثروة فنية لا تقدر ، بثمن ونشاهد آثارها القديمة كما أبدعت في العصر الأموي في جدار رواق الصحن الغربي وفي دهليز باب البريد وعلى واجهة المجاز القاطع , تخللها أجزاء أكملت حديثاً أحيطت بخط أحمر لتمييزها عن الأصل القديم.
 
لقد رصفت جدران الجامع الأموي الكبير بآلاف الأمتار بالفسيفساء وتآلفت مواضيعها بكل ما يخطر على البال من مناظر خلابة ورسوم هندسية بألوانها الطبيعية التي تدهش كل من يشاهدها ، لذلك نالت الاهتمام الكبير من الوصف من قبل الكثير من المؤرخين والرحالة والمستشرقين ، وكان من أقدمهم الحسن بن محمد المهلبي الذي زار الجامع الأموي في القرن الرابع الهجري ، وقال في وصف فسيفسائه "والحنايا والحيطان كلها إلى حد سقفه منقوشة أبدع نقش بالفسيفساء الملون المدهون والمذهب ، كتب في حائطه القبلي سور من القرآن بالفسيفساء المذهب في تضاعيف النقش" .
 
ووصف الفسيفساء أيضاً المؤرخ والرحالة "المقدسي" في كتابه الشهير "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" فقال: "وحيطانه إلى قامتين بالرخام المجزع ثم إلى السقف بالفسيفساء الملونة والمذهبة في صور أشجار وأمصار وكتابات على غاية الحسن والدقة ولطافة الصنعة ، وكل شيء أو بلد إلا وقد مثل على تلك الحيطان وقناطر الأروقة كلها مرصعة بالفسيفساء " .
 
وتغلب في الفسيفساء الأموية الفصوص المصنوعة من الزجاج الملون ، والفصوص المفضضة والمذهبة ، وقد صنعت هذه الأخيرة بوضع ورق الذهب أو طلاء الفضة على صفحة الألواح الزجاجية ، ثم تغطى بطبقة رقيقة من الزجاج الشفاف لحفظ الذهب والفضة .
 
ويلاحظ بأن هذه الفصوص بشكل خاص ، كانت ترصف مائلة نحو الأرض كي تنعكس ألوانها على عيني المشاهد لها ، فيظهر بريقها .
 
أضف تعليقك عدد التعليقات : 0 عدد القراءات : 2171
1  2  3  

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *

أدخل الرمز : *