تقع المدرسة البدرية في مدينة دمشق، منطقة أبو جرش، وقد كانت عند جسر كحيل الذي يصل ضفّتي نهر ثورا، وهي الآن في وسط حديقة ساحة حطين (الميسات)، وعلى تقاطع شارعي عمر ابن الخطاب وعقبة بن نافع، شمالي المدرستين الشبلية والحافظية.
وهي مشيّدة أيّوبية أنشأها الأمير بدر الدين حسن بن الداية المعروف بلالا أو لؤلؤ (أي المؤدب)في النصف الثاني من القرن6هـ/12م كما يقول المنجدّ. سكنها سبط ابن الجوزي ودرّس بها، وأبو شامة صاحب الروضتين. وفي كلام ابن كثير أنها جُعلت في حدود سنة 74. هـ /1339م جامعاً ذا مئذنة، لا أثر له ولا للمدرسة اليوم، ولم يبق منها سوى التربة التي دُرس قبريها وسقطت قبتها، فأعادتها مصلحة الآثار ورمّمتها. ثم أصبحت مقراً لجمعية البيئة والتنمية المستدامة بعد تأهيلها سنة 1425 هـ /2..5م.
والأمير بدر الدين حسن كان أميراً مُعظماً؛ تولّى دولة القاهرة. ولما أرسل الخليفة العباسي التقليد لنور الدين بالولاية أرسل لبدر الدين بالنظر في أمر دولته. وهو موصوف بالعقل والدهاء وحسن التدبير والسياسة. كان من أكابر أمراء السلطان نور الدين محمود بن زنكي وشقيقه بالرضاع؛ ثم أصبح من قادة السلطان صلاح الدين الأيوبي.
والتربة ذات مسقط مربع ضلعه 7.6.م، ومساحتها 58م2 . واجهاتها الأربعة متماثلة ومبنية من الحجر الكلسي ذي الحجم الكبير في زواياها وحول الفتحات، وباقي أجزائها غُطيت أحجارها باللياسة التقليدية والطلاء الأبيض. يتوسط كل واجهة شباك مستطيل ذي ساكف مستقيم، وتغطيه مصبّغات معدنية، يعلوه قوس حجري عاتق. ويعلو جميع الواجهات إفريز حجري بسيط.
تحمل جدران التربة قبّة نصف كروية متجاوزة ومحزّزة مبنية من الطوب القرميدي ومدهونة باللون السمّاقي، تستند على رقبتين مضلّعتين مبنيتين من الآجرّ أيضاً ومدهونتين بالطلاء الأبيض؛ الرقبة الأولى تتألف من ستة عشر مضلعاً، تحتوي بالتناوب ثماني نوافذ من الزجاج المعشّق معقودة بعقد نصف دائري، وثمانية حنيات يعلوها صدفات سباعية الحزوز، وهي تنتهي بإفريز بسيط. وأما الرقبة الثانية فهي تتألف من ثمانية أضلاع تحتوي بالتناوب أربعة عقود مدبّبة مصمتة وأربعة عقود مدببة تحوي قندليات ذات شباكين من الزجاج المعشّق وقمرية مزخرفة ومُغلقة، وهي تنتهي بإفريز بسيط أيضاً.
يتمّ الدخول إلى التربة من مدخل شمالي معقود بعقد حجري مدبب، وله باب خشبي ومعدني مستحدث. ينصّف الواجهات الداخلية المدهونة بالطلاء الأبيض شبابيك خشبية وزجاجية ضمن قوصرة معقودة بعقد مدبّب مصمت.
جدران التربة ورقبات قبتها غنية بالزخارف الجصّية النباتية والكتابية، فالجدران تحوي إطارات ذات زخارف كتابية بالخط النسخي الأيوبي ضمنها زخارف نباتية، يعلوها شريط زخرفي كتابي بالخط الكوفي. والرقبة المثمنة تحوي إطارات زخرفية بسيطة وزخارف نباتية تتوسط الحنيات المصمتة. وأما الرقبة الثانية ذا الستة عشر ضلعاً فهي تشابه الرقبة المثمنة زخارفاً غير أن لحنياتها إطارات يعلوها شريط زخرفي.وإن جميع شبابيك الرقبتين ذات زخارف هندسية. وأما القبة فجميع حزوزها مليّسة ومدهونة بالطلاء الأبيض، وينصّفها قمريات زجاجية صغيرة تسمح بدخول الضوء إلى التربة.
مراجع للاستزادة:
عبد القادر بدران، منادمة الأطلال ومسامرة الخيال ،المكتب الاسلامي للطباعة والنشر، دمشق 196.م.
صلاح الدين المنجد، خطط دمشق، المطبعة الكاثوليكية ،بيروت 1949 .
قتيبة الشهابي، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة، وزارة الثقافة، دمشق 1995م .