مسجد كبير يتوضع بواجهة مستطيلة تطل على شارع النصر له بابان رئيسيان شرقي وغربي يصعد منهما إلى الطابق الأول حيث حرم المسجد إذ أقيمت في الطابق الأرضي اثني عشر محلاً تجارياً ؟؟؟
يتصدر الحرم محراب كتب فوقه بخط الثلث : ((إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً )) مؤرخة سنة 1376م بخط الخطاط بدوي وعلى يساره منبر رخامي دمشقي . وغرفتان في الجهة الغربية للقائمين بالشعائر وله من النوافذ ستة عشر نافذة كل نافذة بمصراعين كما أن له تسع نوافذ في الجهة الشمالية وسدة بحجم ربع المسجد فيها غرفتان خاليتان. أقيمت خلفه ثانوية شرعية للبنات ودار الأمان للأيتام كما أقيمت في القبو مطبعتان إحداهما مطبعة الملاح كما أقيم خلف قبة قبر الواقف قاعتان كبيرتان لجمعية أرباب الشعائر الدينية (مقر أوقاف ريف دمشق اليوم) و (فرع هندسي للمكتب الفني العائد إلى مديرية أوقاف دمشق )
وللمسجد سطح خال وله موضأ في الجهة الشرقية بجوار الحرم
وله منارة أثرية مملوكية الطرازتتوضع في الجهة الشرقية الشمالية
تقدر مساحة الجامع القديمة بنحو ثلاثة آلاف متر مربع تقريباً وقد تعرض لمسلسل طويل من الاعتداء والتخريب
يقول طلس في ثمار المقاصد :
جامع تنكز: شارع النصر-جمال باشا- قال ابن كثير قي سنة 717 في صفر شرع في عمارة الجامع الذي أنشأه ملك الأمراء تنكز ظاهر باب القصر تجاه حكر السماق على نهر بانياس وتردد العلماء و القضاة في تحرير قبلته فاستقر الحال في أمرها على ما قاله ابن تيمية وقال في سنة 718 في شعبان تكامل بناء الجامع
أقول وللجامع اليوم جبهة حجرية طويلة فيها أربعة أبواب اثنان منها يؤديان الى القبلية و اثنان يؤديان إلى الصحن و بين الباب الأول للاتي من شارع جمال باشا و الباب الثاني مزولة رخامية و إلى يمين الداخل من هذا الباب الأول قبة ضريح الواقف وولده وأمام باب قبة الضريح باب يؤدي إلى القبلية و هي فسيحة عظيمة تقوم على عشر قناطر تحتها عضادات متينة من فوقها سقف من الخشب المتين و ليس في القبلية زخارف الا في المحراب الحجري الجميل و لكنها مشوهة بالدهان و المنبر من الحجر أيضا و فوق موقف الخطيب قبة صغيرة من الحجر الجميل و الى جانبها عمودان من الرخام الأسود المعرق و للقبلية ثمانية أبواب ضخمة تؤدي الى الصحن و في هذا الصحن بركة عظيمة إلى جانبها يجري نهر بانياس و في الجهتين الشرقية و الغربية غرف أرضية و علوية و في الجهة الشمالية تقوم المأذنة العالية البديعة الصنع و الزخرفة و قد جددتها دائرة الأوقاف الاسلامية بمعرفة مصلحة الآثار و هذه المأذنة من أروع المآذن بناء و أكثرها اتقانا على سذاجة زخارفها و قد تمت إعادة تجديدها في ذي القعدة من سنة 1361
ويقول بدران في منادمة الأطلال:
جامع تنكز : هَذَا الْجَامِع فِي الشّرف الْأَدْنَى وَهُوَ من الغايات هندسة وَبِنَاء وَفِيه عشرُون شباكا على خطّ الاسْتوَاء تشرف على الْأَنْهَار ومرجة الميدان وَمَا حوى وبوسط صحنه يمر نهر بانياس يتَوَضَّأ مِنْهُ النَّاس وَبِه ناعورتان تملان وتفرغان إِلَى حوضين بهما سَائِر الْأَشْجَار والرياحين والأزهار وَبَينهمَا بركَة مربعة بهَا كأس فِي غَايَة التدوير يجْرِي المَاء إِلَيْهَا من النواعير فَهُوَ منتزه يقصد ، وللمصلي معبد . انتهى
وَقَالَ ابْن كثير فِي تَارِيخه وَفِي سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة شرع فِي عمَارَة الْجَامِع الَّذِي أنشأه الْأَمِير تنكز أَو دنكز نَائِب الشَّام ظَاهر بَاب النَّصْر تجاه حكر السماق على ظهر بانياس وَتردد الْقُضَاة الْعلمَاء فِي تَحْرِير قبلته فاستقر الْحَال فِي أمرهَا على مَا قَالَه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين احْمَد بن تَيْمِية وَشرع فِي بنائِهِ بِأَمْر من السُّلْطَان ومساعدته لنائبه فِي ذَلِك وَكَانَ الشُّرُوع بِهِ فِي صفر من السّنة الْمَذْكُورَة وَصليت الْجُمُعَة فِيهِ فِي عَاشر شعْبَان مِنْهَا (اي في سنة 717)