وقر في النفوس أن تفاوت الناس في اقتسام الأرزاق سنة الله في خلقه، وأن انقسام الأمم تبعاً لذلك إلى طبقات تتفاضل بحسب ما تملك من متاع الحياة وخيراتها أمر طبيعي قصد إليه الدين بل صرح به القرآن الكريم..
للجسد الإنساني وقوده الذي يقوى به ويحيى، ويستحيل حرمان هذا الجسد من مصادر وجوده وغذائه ونمائه، وذلك لأن التجويع التام يقتله، والحرمان من مصادر رئيسية يُثير فيه الاعتلال ويفرض عليه الضعف والذبول..
من أهداف الإسلام توثيق العلاقات بين أجيال البشر، وإقامتها بين الأولين والآخِرين والأقربين والأبعدين على الأخوة العامة، الأخوة التي لا تتعصب لجنس ولا تتنكر للون، الأخوة التي تجهل كل نسبة عدا النسبة لآدم.
إن تحسين الذراري ومحاولة الارتقاء بها كَمَّاً وكيفاً أمر ميسور، وتحقيق ذلك في عالم الإنسان لتكوين أجيال أنضر وأزكى عمل يُعتبر أولى وأجدى من تحقيقه في عالمي الحيوان والنبات.
قال علماء التاريخ: إن الإفسادة الأولى أعقبها تدمير الآشوريين لدولة اليهود وهدمهم لهيكل سليمان، ثم قامت الدولة ثانية وعادت إلى الإفساد، فهاجمها الرومان وتكررت العقوبة، وبقي اليهود دهراً طويلاً بلا دولة،