إن القتل والذبح وتقطيع الأوصال تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله جعل الكثير من الناس يقولون -كما قال أعداء الإسلام من الغرب-: إن الإسلام دين مُتعطش لسفك الدماء، فهل الإسلام كما يظن هؤلاء؟.
لما جاء الإسلام -والإسلام دين الإنصاف- قال لليهود: نُقِرُّ حرية التدين، نعترف بحرية العقل والضمير لكل إنسان أن يَعتنق الدين الذي يُحب، وأن يبقى عليه ما يشاء، وبيننا وبينكم في المدينة جوار..
يظن الكثيرون أن المسلمين أصابهم في العصر الحاضر ما أصابهم من ضعف وتقهر لأنهم فقراء إلى بئس الحديد وحشد الجنود، لأنهم أعداءهم أكثر منهم مالاً وأعز نفراً، وهذا الظن خطأ فادح، فإن المسلمين قد هانوا حقاً وذلك لأنهم فقراء إلى العقيدة والأخلاق والأعمال...
إن الإسلام يقوم على أمرين اثنين: التعليم والتربية، فإن التعليم يتجه إلى العقل فيملؤه بأشتات من المعارف الصحيحة عن الحياة وخالق الحياة، وأما التربية فإنها تتجه إلى النفس فتتعهد غرائزها بالتقويم والتهذيب..
وقر في النفوس أن تفاوت الناس في اقتسام الأرزاق سنة الله في خلقه، وأن انقسام الأمم تبعاً لذلك إلى طبقات تتفاضل بحسب ما تملك من متاع الحياة وخيراتها أمر طبيعي قصد إليه الدين بل صرح به القرآن الكريم..