الخميس 16 شوال 1445 - 25 أبريل 2024 , آخر تحديث : 2024-04-14 09:52:35 الرئيسية   |   خريطة الموقع   |   المساعدة   |   اتصل بنا  
http://www.awqaf-damas.com/?page=category&category_id=368&lang=ar

الفتاوى الإلكترونية » الأحوال الشخصية

رقم الفتوى : 268   |   تاريخ المشاركة : 2015/07/20 الساعة 22:07
عنوان الفتوى : معنى حديث فكفوا صبيانكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:حضرة الأساتذة الأفاضل أريد صحة وشرح حديث ((ذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا ، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ)) وخاصةً فيما يتعلق بموضوع الأطفال وعدم خروجهم من المنزل وما هو عمر الطفل الوارد في هذا الحديث ؟وهل من الأفضل خروجه من المنزل أم بقاءه في المنزل ؟وما المقصود إذا ذهب ساعة من الليل ؟ ولكم جزيل الشكر

الجواب من المفتي : إدارة الموقع

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
-نفس السؤال أرسل إلى موقع نسيم الشام وأجاب عنه فضيلة الشيخ محمد الفحام بما يلي:
الحديث صحيح، هو في الصحيحين وغيرهما، والمعنى على الجملة تَوجيهٌ نبويٌّ لِدَفع الضُّرر عَن أُمته في أمور أطلعه الله تعالى عليها، يَنبغي الانتباه إليها، ثم العمل بمقتضاه أمراً ونهياً, ودُونك هذا التفصيل اللطيف؛ قوله صلى الله عليه وسلم: (جنح الليل) زَمنُه الأول حين يُقبل ظلامه بطائفة منه بين العشائين. (كفُّوا صبيانكم) أي ضُمُّوهم وامْنَعُوهم من الخروج إلى الطرقات في ذلك الوقت الأول للعلَّة المذكورة، وهي انتشار الشياطين في الليل، حَيث حرَكتُهم فيه أمكنُ لهم من النهار، إذِ الظلام أجمعُ لقواهم, فعند ابتداء انتشارهم يَتعلقون بما يُمكنهم التعلق به، فخيف على الأطفال لرقتَّهِم وضعفهم، وعدم الكمال في إدراكهم، وتوخي الحذر من الضرر. لا يفتح باباً مغلقاً؛ مُغلقاً بذكر الله تعالى, فإنَّ الذكر هو الحصن الآمن الحاجز بين الذاكر والشيطان, ومعنى (أوكئوا قربكم) أي سُدُّوا أفواهها بنحو ربطٍ بخيط وما شابه ذلك؛ ومعنى (خمِّروا) أي غطوا. (وأطفئوا مصابيحكم) أي أَذْهِبُوا نورها, والمراد إذا لم تَضطروا إليه لنحو مرض أو برد. واذكروا اسم الله عليها وعلى غيرها، فإنَّ الذكر سُور عَظيم وحجاب مَنيع يَمنعان الشيطان تحقيق مراده, ويَدفعان الوباء والحشرات والهوام بإذن الله تعالى, ثم الأَولى مِن الصِّيَغِ الواردة في السُّنة المباركة؛ (بسم الله الذي لا يَضُرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميعُ العليم) قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: في الحديث جُمَلٌ مِن أنواع الخير وآدابٍ جامعة جِماعُها تَسميةُ الله تعالى في كلِّ فِعل وحركةٍ وسكون لتصل السلامة من آفات الدارين. هذا؛ والحكمة مِن ربط الذكر بالفعل هي التوجيه للعمل بالأسباب تَطبيقاً لأحكام الشرع, وبياناً أنها تَفعل بذكر الله تعالى عليها لا بذاتها.
-أرى أن نختصر الإجابة بما يلي:
الحديث أخرجه البخاري في باب تغطية الإناء برقم (5300) ورسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يأمرنا فيه بأن نمنع أولادنا وخاصة الصغار مِن الخروج ليلاً بعد المغرب وذلك لأن الشياطين تنتشر في الليل فيخشى على الصغار من الشياطين لضعفهم ، وأمرنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن نغلق أبوابنا في الليل وأن نذكر الله تعالى عندها ، ولهذا ورد دعاء عند دخول البيت في سنن أبي داود: (بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا) فإذا ذكرنا الله تعالى عند دخولنا إلى بيوتنا وأغلقنا أبوابنا فإن الشيطان لا يستطيع دخولها ولا يصل شره إلينا ، وأمرنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن نغطي أوعية الطعام وأواني الماء وأن نذكر اسم الله عليها ، لئلا يدخل فيها ما يؤذي ، وأمرنا أن نطفأ المصابيح والأنوار وكل شيء يمكن أن يؤذي من مدفأة أو نار أو غير ذلك ليبقى المؤمن في سلامة وأمان طيلة ليله . والنبي صلى الله تعالى عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
والله أعلم