أحدث الأخبار

افتتاح جامع ومقام نور الدين زنكي

إدارة التحرير


افتتاح جامع ومقام نور الدين زنكي

 
في عهد الرئيس المؤمن د. بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية قام فضيلة الشيخ

د. محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف بافتتاح جامع ومقام نور الدين زنكي ( نور الدين الشهيد) في سوق الخياطين بدمشق  في مساء يوم الاثنين عقب صلاة المغرب الواقع في 28/ شعبان/ 1436هـــ الموافق 15/ حزيران/ 2015م وذلك بعد أن تم إنجاز أعمال ترميمه وتأهيله تحت إشراف وزارة الأوقاف و بالتعاون مع جمعية التواصل الحضاري .

حضر حفل الافتتاح مع السيد الوزير السادة: د. توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام و د. أحمد سامر القباني مدير أوقاف دمشق ود. خضر شحرور مدير أوقاف محافظة ريف دمشق ود. محمد شريف الصواف المشرف العام على مجمع الشيخ أحمد كفتارو ود. عبد الرحمن النعسان مستشار السيد الوزير لشؤون الآثار الوقفية وعددٌ من السادة العلماء  وثلةٌ من أساتذة مجمع الفتح الإسلامي والسادة مديرو المعاهد والثانويات الشرعية والفعاليات التجارية والرسمية وجوار المسجد.

بدأ الاحتفال بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم  تلاها  القارئ المقرئ الجامع الشيخ بلال طويلة خطيب جامع الشافعي بالمزة .

ومن ثم وصلة إنشاد و مديح نبوي لفرقة الخير برئاسة السيد نور الدين خورشيد ، وفي تقديمه للسيد وزير الأوقاف تحدث الشيخ أحمد سامر القباني عن  نور الدين زنكي وجامع نور الدين زنكي من خلال لمحة تاريخية عن الجامع منذ بنائه وحتى إعادة ترميمه في عهد الرئيس المؤمن د. بشار الأسد.

وزير الأوقاف في كلمته تحدث عن أهمية بناء المساجد خاصةً في هذا الوقت العصيب الذي يمر به بلدنا الحبيب وتحت رعاية الرئيس د. بشار الأسد ومن قبله المؤسس الرئيس الخالد حافظ الأسد .

وبيّن السيد الوزير أن قدوتنا الأولى في بناء المساجد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان أول عمل قام به عند دخول المدينة المنورة هو بناء المسجد، وأننا نحن نبني المساجد وغيرنا ممن يدّعون الإسلام يهدمون ، والإسلام منهم بريء . كما تحدث سيادته عن أهمية المساجد الأثرية بشكل عام ومسجد نور الدين زنكي بشكل خاص، وتقدم بالشكر الوافر للسيد ناصر قدور الذي تبرّع بكلفة أعمال الترميم وجمعية التواصل الحضاري التي قامت بتنفيذ أعمال الترميم وأكّد على ضرورة إعادة كافة النشاطات الدينية لا سيما مجالس الذكر إلى هذا المسجد .

وختم السيد الوزير كلمته بإعلان افتتاح هذا المسجد بعد إعادة تأهيله وترميمه.

بعد ذلك قامت فرقة الخير بأداء وصلة إنشاد ومديح تلاها دعاء الختام للشيخ محمد صالح الخطيب مدير معهد التهذيب والتعليم .

وفيما يلي لمحة عن حياة نور الدين زنكي (( نور الدين الشهيد))

هو أبو القاسم محمود بن أبي سعيد زنكي، الملك العادل، سلطان الشام، تقي الملوك ، الملقب بـــ (( نور الدين ))

 ولد سنة 511هــــــ وتوفي 569 هــــ.

نشأ في رعاية صالحة من والده عماد الدين والي حلب والموصل ، تعلّم القرآن والفروسية والرمي، وكان شهماً شجاعاً، ذا همةٍ عالية، وعلمٍ جمّ ، وحكمة بالغة في إدارة شؤون الدولة.

اعتنى نور الدين بمصالح الرعية ، وقام بتحصين بلاد الشام ، وبنى الأسوار على مدنها ، وبنى مدارس كثيرة، كالمدرسة العادلية ، والمدرسة النورية ، ودار الحديث النورية، وغيرها كثير، واعتنى ببناء المساجد في بلاد الشام والعراق ، وبنى الخانات على الطرق للمسافرين، واعتنى بالسادة الصوفية وزواياهم وطرقهم.

صفاته :

كان متواضعاً مهيباً وقوراً يكرّم العلماء ، فقهياً على المذهب الحنفي يجلس في كل أسبوع أربعة أيام يحضر الفقهاء عنده، وكان لا يضع الحجّاب على بابه ليصل إليه مَنْ يشاء من الناس ، وكان يسأل الفقهاء عمّا يشكل عليه من الفتاوى والأحكام.

قال فيه ابن كثير: (( كان رحمه الله حسن الخط ، كثير المطالعة للكتب الدينية ، متبعاً للآثار النبوية ، محافظاً على الصلوات بالجماعة كثير التلاوة للقرآن ، محباً لفعل الخيرات ، عفيف البطن والفرج ، مقتصداً في الإنفاق على نفسه وعياله ، لم يسمع منه كلمة فحش قطّ في غضبٍ ولا رضا ، كثير الصمت ، وقوراً )) .

كان وهو في الثلاثين من عمره واضح الرؤية والهدف منذ أن تسلّم الحكم وحتى وفاته ، إذ كان يرى أنه من الواجب عليه أن يوحّد كلمة  العرب و المسلمين ودولهم وأن تتجه كل الجهود لتحرير بيت المقدس من الفرنجة الغزاة ، وأن يوفّر للناس الأمن والأمان .

اتصف نور الدين بعدد من الصفات مكنَّته من النجاح الباهر في بناء وإدارة دولته الواسعة وهي :

شعوره بالمسؤولية الملقاة على عاتقه ، واعتماده على الحلول العقلية ، وقوة شخصيته ، واتسم بخصائص عسكرية فذّة جعلته من أعظم قادة زمانه ، ومكّنته من تحويل جيشه من جيش صغير إلى أعظم قوة عسكرية في الشرق الأدنى ، تقياً ، ورعاً ، شغوفاً بالعلم ، معظّماً للعلماء ، يختار رجال دولته بعناية فائقة ، منح المؤسسة القضائية استقلالاً تاماً ، وأنشأ دار العدل ، وكان حريصاً على تأمين الخدمات الاجتماعية لرعيته.

ومن الملامح البارزة في حياته علاقته بصلاح الدين الأيوبي ، حيث تولى تربيته وتعليمه من صغره ، فكان له بمنزلة الوالد والمعلّم،  وكان يدرّبه على فنون القتال ، ويغرس فيه القيم النبيلة ، والأخلاق الفاضلة ، وكان نور الدين بتوحيده لكلمة العرب والمسلمين في مصر وبلاد الشام ، وبناء الحصون والقلاع هو الذي مهّد لصلاح الدين الأيوبي الانتصار الكبير الذي حققه على الفرنجة الغزاة وحرَّر البلاد وبيت المقدس منهم .

أقوال بعض المؤرخين فيه :

قال فيه المؤرخ ابن خلكان : (( له من المناقب ما لا يستغرقه الوصف )) .

وقال فيه المؤرخ ابن الأثير : (( طالعت السّيَر فلم أرَ فيها بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن من سيرته ولا أكثر تحرياً منه للعدل )) ، هذا وقد ألّف المؤرخ بدر الدين محمد بن قاضي شهبة كتاباً في سيرة السلطان نور الدين زنكي سماه:(( الكواكب الدرية في السيرة النورية  )) ، وهو كتابٌ مطبوع في دار الكتاب الجديد .

رحمــــــــــــــــــــــه الـــــلـــــــــــه ورضــــــــي عنـــــــــــــــــــه..

Copyrights © awqaf-damas.com

المصدر:   http://awqaf-damas.com/?page=show_det&category_id=34&id=3222